*دربالة يسعى لتأسيس «داعش» فى المنيا.. و«إخوان الفيوم» يعقدون اجتماعات ما قبل النفير *مصادر: التيار الداعشى فى الجماعة الإسلامية سيقود التنظيم الجديد *مقاتلو «مجموعة الألف» يدربون العناصر الإرهابية استعدادًا لإعلان التنظيم فى الصعيد بدأت جماعة الإخوان التنسيق مع شباب الجماعة الإسلامية، وعدد من العائدين من العراقوسوريا خلال الأشهر الماضية، فى تحركات لتشكيل ميليشيات تابعة ل«داعش» فى محافظات الصعيد، ضمن خطة كشفت عن ملامحها مصادر جهادية فى سيناء، أشارت إلى أن الجماعة تريد استغلال انشغال الجيش فى مواجهة الإرهابيين بسيناء، لتفتح جبهة جديدة. وأوضحت أن الخطة تهدف إلى تشتيت جهود قوات الجيش والشرطة، ونقل الصراع إلى مناطق أخرى، بالإعلان عن تشكيل ما يسمى ب«ولاية الصعيد»، أو «داعش الصعيد»، مضيفة أن الجماعات أعلنت النفير العام فى محافظات الوجه القبلى، استعدادًا لذلك، خاصة أنها تعد مناطق لتمركز الإسلاميين. وأكدت مصادر مطلعة فى محافظة قنا أن الشهور الماضية شهدت تحركات مريبة، لعدد من الشباب فى الزوايا والمساجد الصغيرة، حيث كانوا يعقدون اجتماعات مطولة بعد صلاة العشاء ولا يحضرها سوى مجموعات بعينها، فى إطار جلسات دينية، وتشير الشواهد إلى أنها كانت نواة لتكوين مجموعات سرية. وأضافت أن هؤلاء الشباب كان معظمهم من معتصمى رابعة العدوية، بعد عزل محمد مرسى، وأنهم تحولوا فكريًا بشكل كبير بعد عملية الفض، وأصبحوا تكفيريين يؤمنون بضرورة القضاء على رجال الجيش والشرطة، موضحة أن «الأمر لم يقتصر على قنا وحدها، بل إن هناك تنسيقًا يتم ما بين أعضاء الجماعة الإسلامية وجماعة الإخوان فى الكثير من المحافظات فى هذا الصدد». ومن جهته، قال مصدر مقرب من الجماعة فى الفيوم إن مركز إطسا بالفيوم شهد عدة اجتماعات خلال الفترة الأخيرة فى منزل القيادى خالد عثمان، وحضرها «محمد.أ»، و«شعبان. م»، و«جمال. س»، وعدد آخر من أعضاء الجماعة وشبابها. وأكد المصدر أن هذه الاجتماعات كان يحضرها عدد من الأشخاص من خارج محافظة الفيوم، قيل إنهم من محافظات الصعيد الأخرى، مشيرًا إلى إمكانية التنسيق بين الأطراف المختلفة على إعلان حالة النفير فى محافظات الوجه القبلى بشكل عام، حتى يتم استغلال الأحداث وإعلان الولاية المزعومة. وفى المنيا أيضًا، كشفت مصادر منشقة عن الجماعة الإسلامية، وجود علاقة وثيقة بين مجلس شورى الجماعة الإسلامية، وترتيبات تأسيس وإعلان «ولاية الصعيد» التابعة ل«داعش». وأشار المصدر إلى وجود عدد من شباب التيار الإسلامى، الذى أصبح يشعر بالمظلومية، التى بثتها فى نفوسهم القيادات الهاربة خارج البلاد، وأصبحوا يرون أن منهج «داعش» هو الحل للتخلص من النظام الحالى، وأنه البديل الأمثل، متوهمين أنها ستطبق الشريعة الإسلامية كما تروج لها. وأكد المصدر، الذى رفض نشر اسمه، ل«الصباح» أن الولاية الجديدة التى سيتم الإعلان عنها ستكون فى محافظة المنيا، منطقة تمركز الجماعة الإسلامية ومقر القيادى بها الدكتور عصام دربالة ومؤيديه من مجلس شورى الجماعة الإسلامية، التى نقضت مراجعاتها، وعادت إلى ممارسات العنف والإرهاب. وأضاف المصدر أن أكثر من 50 بالمائة من شباب تيار الإسلام السياسى، وأعضاء الجماعة الإسلامية فى المنيا يؤيدون «داعش»، وذلك سببه سيطرة الجماعة الإسلامية على المساجد بعيدًا عن رقابة وزارة الأوقاف. وقال إن ما يسمى بتنظيم «داعش» يريد ضرب حالة الاستقرار النسبية التى اتجهت إليها مصر، وبث الرعب فى نفوس المصريين، متخذًا من الصعيد الذى يعانى التهميش والفقر، مركزًا لعملياته الإرهابية الجديدة، مؤكدًا أن الجماعة الإسلامية بقيادة التيار المؤيد لمجلس شورى الجماعة، ويتزعمه الدكتور عصام دربالة، تريد استعادة فترة الإرهاب، التى عانت منها مصر خلال عقد التسعينيات من القرن الماضى. وأضاف المصدر أن هناك عدة تنظيمات مسلحة ومشكلة من مجموعة من الشباب الصعيدى، ستكون هى النواة التى يقوم عليها ما يسمى ب«ولاية الصعيد» الجديدة. وأشار إلى أنها مجرد أسماء وهمية والتنظيمات موجودة سلفًا والاختلاف فقط فى المسمى الجديد، موضحًا أن «ولاية سيناء» والتنظيمات الإرهابية كانت موجودة من قبل فى سيناء تحت مسمى «أنصار بيت المقدس» وغيرها، ثم بايعت «داعش» بعد ذلك، وأصبحت «ولاية سيناء». وقال المصدر إن المجموعات الصغيرة التى ستشكل التنظيم الجديد المسمى ب«ولاية الصعيد»، تشمل حركات «العقاب الثورى، والجندى المجهول، والذئاب المنفردة»، وهى حركات نشطت منذ فترة، ومتخصصة فى تفخيخ السيارات، وإلقاء العبوات الناسفة على أقسام الشرطة. وأضاف المصدر أن الجماعة الإسلامية بها تيار يسمى «الدواعش الجدد»، وهم الذين يؤيدون الفكر الداعشى والعودة إلى سنوات الدماء والإرهاب، التى تراجعت عنها الجماعة. كشف الشيخ ربيع شلبى، مؤسس حركة «أحرار الجماعة الإسلامية»، تفاصيل أخرى، مؤكدًا أن تيار «الدواعش الجدد» داخل الجماعة الإسلامية، أصبح أكثر شراسة من ذى قبل، مضيفًا أن مساجد قنا أصبحت مأوى لهذه العناصر، وتشهد حاليًا حالة نشاط مكثف واجتماعات كثيرة، امتدت إلى المنيا وبنى سويف وأسيوط وسوهاج وأسوان. وقال شلبى إن القيادى بالجماعة الإسلامية ممدوح على يوسف، هو الذى يقود تلك التجمعات فى الفترة الراهنة، وأنه يسعى لعقد اتفاقيات مع شباب وقيادات جماعة الإخوان فى عدد من المحافظات، مؤكدًا أن هناك بعض الأسماء المعروفة بتأييدها ل«داعش»، ستكون فى صفوف قيادات التنظيم الجديد مثل محمد البدرى، وأبوبكر آدم وعلاء رجب، فى أسوان، مشيرًا إلى أن تمركز ولاية الصعيد الجديدة سيكون فى أسوانوقنا. وكشف عمرو عمارة، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان الإرهابية، أن «مجموعة الألف» التى تضم عددًا من شباب الجماعة، والتى أسسها خيرت الشاطر تقف بشكل كبير وراء دعم الشباب، لإنشاء ما يسمى بتنظيم «داعش» فى مصر. وأضاف عمارة أن هذه المجموعة مدربة بشكل جيد جدًا، بما يسمح لها بقيادة عملية التدريب فى الفترة المقبلة، وأنها ستضم عددًا كبيرًا من المكاتب الإدارية وأعضاء الحركات الكثيرة، التى أعلن عنها الفترة الماضية تحت المسمى المزعوم فى الصعيد، مؤكدًا أن أكثر من 70 فى المائة من المكاتب الإدارية انخرطوا ضمن حركات العنف، التى مارست القتل والترويع خلال الشهور الماضية. وأكد عمارة أن جماعة الإخوان الإرهابية وشباب الجماعة الإسلامية سيبايعون «داعش» للتخلص من النظام الحالى، مشيرًا إلى أن أكثر من 70 بالمائة من شباب الإخوان يؤيدون «داعش»، ويرونها الحل الوحيد للخلاص من نظام الرئيس عبدالفتاح السيسى. وأضاف عمارة فى تصريحات خاصة ل«الصباح» أن مجموعة الألف سافرت إلى سوريا فى عهد الدكتور مرسى، وانضمت إلى جبهة النصرة، ثم عادت بعد ذلك وشاركت فى أحداث فض اعتصام الاتحادية، ثم ذهبت إلى سيناء، وانضمت إلى جماعة «أنصار بيت المقدس». من جانبه، قال سامح عيد، الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية، إن هذه الخطوة غير قابلة التنفيذ فى الصعيد، نظرًا لوجود قبضة أمنية كبيرة، وأن المراد بهذه الشائعات هو الترويج لأهداف معينة، تشير إلى وجود حالة من الفوضى والاضطراب الأمنى.