«كانت فترة الخطوبة هى أجمل أيام حياتى، فخلالها لم يكن يبخل على بشىء، وأحبنى بجنون، وجمعتنا قصة حب يمكن أن تكتب فى الروايات، إلى حد أن كل طلباتى كانت مجابة، لكن قبل الزواج، تبدد كل شىء بسبب تدخل حماتى»، هكذا بدأت سهير حكايتها من الحب إلى قاعات محكمة الأسرة، لتطلب الخلع هربا من جحيم الزوج وأمه. قالت سهير: «عند تحضير التجهيزات الأخيرة للفرح بدأت المعاناة، ولاحظت مدى تدخل حماتى فى اختيار الجهاز، وتحكمها فى رأيها، وموافقة زوجى لها فى كل شىء، ووقتها تركت الأمور تمر، وتركتها تتدخل فى أبسط حقوقى، وهو اختيار تفاصيل منزل الزوجية، فلم يكن أمامى خيار سوى الصمت، ففرحى بعد أسابيع، لذلك كتمت كل الغضب داخلى حتى لا يلاحظه أحد». وأضافت: «تزوجنا، وبدأت الحياة تتحول إلى جحيم، فمن أول يوم زواج، لم تفارق حماتى المنزل، لدرجة أننى شعرت أنها هى زوجى، وعندما شكوت له جاء الرد باردا للغاية: أمى، وهى حرة، حتى لو قررت تنام وسطنا»، وأوضحت «جاء الرد صادما لى، خاصة أننا فى بداية الزواج، فتركت المنزل لأيام، وفوجئت بزوجى وأمه يعتذران لى، ويطلبان منى العودة إلى المنزل». ولم يمر سوى يوم واحد على الصلح، حتى «عادت ريمة لعادتها القديمة»، على حد قولها، مضيفة «كأن شيئا لم يحدث، بل على العكس، شعرت أنهما أصرا على عودتى إلى المنزل لينتقما منى، ويعاقباننى، فبدأت تصرفات حماتى تزداد سوءا، ووصل الأمر إلى حد أنها كانت تأتى إلى المنزل بعد منتصف الليل، وتقيم لدينا بالأسابيع، قبل أن يسلمها زوجى ميزانية البيت لتصرف علينا، وتتحكم فى كل احتياجات البيت، بعدما أصبحت مقيمة فى المنزل، وليست زائرة، ما أثار غضبى». واختتمت سهير حديثها قائلة: «لم يكن قرار طلب الطلاق سهلا بالنسبة لى، فأنا ما زلت أحب زوجى حتى هذه اللحظة، لكن سلبيته، وعدم تصرفه الجاد تجاه تسلط الأم، هو الذى أنهى حياتنا الزوجية، ودفعنى إصراره على عدم الطلاق إلى المحاكم للتخلص من ظلم وتحكم والدته».