*عبدالبارى: 5 لقاءات جمعت الإخوان مع البرادعى خلال 2015 *شاهين: العلاقة بعنوان «قليل من الحفاوة..كثير من التخوين » العلاقة بين جماعة الإخوان والدكتور محمد البرادعى، نائب رئيس الجمهورية السابق، غير واضحة، تثير المئات من علامات الاستفهام، فقد تحالف الاثنان ضد نظام حسنى مبارك قبل ثورة يناير، ثم اختلفا فترة حكم المجلس العسكرى، وتحالفا وقت الانتخابات الرئاسية فى 2012 وبداية حكم محمد مرسى، ثم تصارعا حتى سقطت الجماعة، وعادا إلى التقارب مع فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة واستقالة البرادعى من منصبه بالرئاسة اعتراضًا على الفض، ويومًا بعد يوم يزيد التقارب حتى أوشك على التحالف الكامل مرة أخرى. مصادر مقربة من البرادعى والإخوان، عن تواصل عدد من قيادات التنظيم الدولى للجماعة، مع القيادى السابق بجبهة الإنقاذ فى محل إقامته بالعاصمة النمساوية «فيينا»، حيث طلبت منه التوسط لدى السعودية بعد دعم الإخوان ل«عاصفة الحزم» ضد الحوثيين باليمن، ومواجهة تنظيم «داعش» فى سوريا، مقابل رفع الحظر المفروض عن الجماعة والضغط على مصر دوليًا، لإحياء دور التنظيم السياسى. الجماعة تسعى لاستغلال دعمها للحرب فى اليمن، لحصد مكاسب سياسية، وأن التنظيم أرسل مبعوثًا للتفاوض مع البرادعى، وهو الدكتور أحمد عبدالرحمن، أمين عام حزب «الحرية والعدالة» بالفيوم قبل أن يهرب من مصر، الذى عين مؤخرا مسئول المكتب الإدارى لإخوان الخارج، وهو المنصب الذى استحدثته الجماعة لإرضاء شباب التنظيم ولتمكين بعضهم الآخر. عبدالرحمن قدم للتنظيم الدولى تقريرا بحواراته مع عدد كبير من الشخصيات السياسية الدولية وبرلمانيين من منطقة الخليج، وكان على رأس القائمة الدكتور محمد البرادعى، خاصة أن هناك مقترحات من بعض أعضاء تحالف «دعم الشرعية» بضم البرادعى إلى الكيان واستخدامه كوسيلة للضغط على الحكومات الغربية لمساعدة الجماعة ودعمها للعودة إلى الحياة السياسية مرة أخرى. وأوضحت المصادر أنه منذ طرحت مسألة ضم البرادعى إلى التحالف، تم تشكيل لجنة برئاسة عبدالرحمن وعضوية رجل الأعمال محمود الإبيارى المقيم بالولايات المتحدة والدكتورة مها عزام، والدكتور إسماعيل الشطى عضو المجلس الاستشارى لإخوان الكويت، والدكتور إبراهيم الهنداوى مسئول الإخوان فى فرنسا. وأضاف المصدر أن اللجنة بدأت عملها مطلع أبريل الجارى بأول لقاء مع البرادعى، حضره الإبيارى وعبدالرحمن، واستمر لمدة ثلاث ساعات بمقر إقامة البرادعى فى «فيينا»، حيث دار الحوار حول دعم الإخوان ل«عاصفة الحزم» ومواجهة التمدد الإيرانى داخل المنطقة، مقابل الاعتراف الخليجى بأحقية عودة الجماعة إلى العمل السياسى، داخل مصر، وسيتم وقف كل أشكال المظاهرات ضد النظام المنتخب مع تقديم ضمانات بعدم ملاحقة قيادات الصفين الثانى والثالث، والعفو الصحى عن مرشد الجماعة ونائبه خيرت الشاطر ومهدى عاكف وآخرين. ومن جهته، قال الدكتور إبراهيم عبدالبارى، القيادى السابق بالتنظيم الدولى ل«الصباح» إن تواصل الإخوان مع البرادعى وشخصيات سياسية بارزة فى المجتمع الدولى، ليس جديدًا. وأضاف «ربما يكون اجتماع أبريل الذى حضره أحمد عبدالرحمن والإبيارى مع الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، هو اللقاء الخامس على التوالى منذ مطلع العام الجارى,وأشار إلى أن التنظيم الدولى وضع اللمسات الأولى لمخطط عملية الإحياء الرابع لجماعة الإخوان محليًا، مرجحًا أن يكون من قابلوا البرادعى طلبوا منه مساعدتهم فى إعادة الجماعة للحياة السياسية. من جهته، أكد صبرى شاهين، الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية، ل«الصباح» أن تاريخ الإخوان مع البرادعى شهد قليلًا من الحفاوة وكثيرًا من التخوين، فقبل ثورة يناير أصدرت الجمعية الوطنية للتغيير أربعة بيانات ضد الإخوان، وممارساتها داخل الجمعية، خاصة أن التنظيم اتبع أسلوب إمساك العصا من المنتصف. وأضاف: ثم انقلب الإخوان على البرادعى فيما بعد ووصفوه بالخائن، وسلطوا عليه لجانهم الإلكترونية، ثم تحالفوا معه مرة أخرى، لأنه البديل الوحيد للتواصل مع الحكومات الغربية، موضحًا أن لقاءهم به كان للاتفاق على نبذ العنف مقابل العودة إلى الحياة السياسية، وهو أمر وارد لكنه غير مجدٍ، ومجرد الكلام فيه إهدار للمجهود ومضيعة للوقت.