*طالبة ألحدت بحثًا عن الهجرة.. وحاصلة على الماجستير: اقتنعت بعد القراءة فى الفلسفة *أستاذ علم اجتماع: الأسرة هى السبب... والأزهرى: موقع إلكترونى يتصدى لأفكار الملحدين قريبًا حتى وقت قريب كان الإلحاد حكرًا على الشباب، ويتسرب فى حدود إلى المجتمعات الأنثوية، لكن فى السنوات القليلة الماضية، بدأت نبرة الإلحاد النسائى تزيد، ولكل منهن أسبابها، البعض ألحدن بفعل الاشتياق إلى التحرر من قيود الأسرة، والبعض قادهن الحب أو الرغبة فى الهجرة، وأخريات قرأن وتثقفن واتجهن فى الطريق الذى ترفضه غالبية الشعب.. وفى هذا التحقيق جمعت «الصباح» شهادات من طالبات جامعيات عن إلحادهن. «ألحدت منذ حوالى 3 أعوام تقريبًا، بعد أن حضرت اجتماعين مع شباب ملحدين فى الإسكندرية».. هكذا قالت «ف. خ»، 22 عامًا، طالبة بأحد المعاهد فى الإسكندرية. وأضافت «وقتها كنت محجبة، لكننى لم أكن متمسكة بالحجاب وخلعته بعد تكرار حضورى الاجتماعات»، مؤكدة أن أول المبادئ التى تعلمتها كان «لا تفعل ما يقيدك»، وطبقته على الحجاب قبل أى شىء فخلعته. وعلى الرغم من أن خلع الحجاب سبب لها الكثير من المشاكل مع أسرتها إلا أنها أصرت على رأيها وتمسكت بموقفها. واستطرد «كنت أشعر بسعادة غامرة فى كل مرة أجلس فيها مع أصدقائى، يكفى الشعور بالحرية، كما أننا لا نفعل شيئًا خطأ، كل شخص فينا كان يقول رأيه فى الحياة بشكل عام، ويعترض كما شاء»، موضحة أن جميع الاعتراضات كانت بسبب رفضهم لسلطة الأهل وضغوط وقيود المجتمع، بداية من الترهيب والترغيب فى الصلاة، ووصولًا لتدخل الأب والأم فى كل صغيرة وكبيرة، بقدر كبير من «الجهل». أما الفتاة «د.ع»، فى العشرينيات من العمر، تروى قصة مختلفة إلى حد كبير، فقد تعرفت على شاب عمره 27 عامًا وأقنعها بترك الدين الإسلامية، بعدما شجعها على قراءة بعض الكتب الفلسفية، التى تدعو إلى أعمال العقل والتدبر فى الأمور الواقعية، بعيدًا عن الغيبيات والروحانيات. وعلى الرغم من أنها لم تكن مقتنعة بكلام هذا الشاب كثيرًا، إلا أنها وافقته على اعتناق معتقداته، بعدما أكد لها أنها ستسافر معه بعد إلحادها إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، ليعيشا معًا هناك، ولأن الفتاة من أسرة متوسطة الحال ولديها حلم السفر والهجرة لأكثر من سبب، وافقته على الفور، وتظاهرت أمامه باقتناعها التام بكل تلك المعتقدات. بدأت فى شراء بعض الكتب التى ساعدتها على تعميق الفكر الإلحادى، واشتركت فى بعض صفحات الملحدين على مواقع التواصل الاجتماعى، وخلعت الحجاب، لتبرهن له أنها اقتنعت بفكره. لم يف الشاب بوعده لها بالسفر خارج مصر حتى الآن، ولم تقتنع هى بشكل نهائى بالإلحاد، لكنها تبحث عن وسيلة للخروج من البلد. «إن كانت الآلهة موجودة فما الداعى من وجود الشر والقتل وانتشار الجريمة».. هكذا قال «س. أ»، الحاصلة على ماجستير فى الفلسفة، مؤكدة أنها مقتنعة تمامًا بالفكر الإلحادى، وأنها قرأت فى هذه المسألة كتبًا كثيرة. ورغم اقتناعها بالإلحاد وقراءتها المستمرة فى هذا الفكر، إلا أنها لا تدعو أى فرد إلى ترك دينه، بل تدعوه فقط إلى إعمال العقل والتدبر. الأب متوفى والأم متزوجة، هذا حال أسرة «ت. د»، 21 عامًا، طالبة بجامعة القاهرة، وهى فتاة لا أحد يعلم إن كانت محجبة أم لا؟، فهى تخلعه حينًا وترتديه حينًا آخر، وعند الحديث معها، بدت على وجهها علامات الانفعال والحدة، وقالت «هذا شأنى وحدى وليس من حق أحد التدخل فى خصوصيات». وأضاف «البشر صنعوا ما يعطيهم الأمل، ولأنهم أضعف ما يكون، صنعوا الآلهة يجرون وراءها ويحكمون باسمها ويسفكون الدماء أيضًا تحت رايتها». أما عن ارتدائها الحجاب بين الحين والآخر، فهى ترى أنه ليس حكرًا على أحد، أحيانا يعجبها شكله فترتديه وأحيانًا لا فتخلعه. وتقول «ف.أ»، الطالبة بجامعة القاهرة، إن حكايتها مع الإلحاد، بدأت عندما كانت فى المدرسة الثانوية، وكان مدرس الفلسفة يتحدث معهم عن ماهية الخالق والخلق، موضحًا أنه كان ملحدًا، وكانت تتأثر بأفكاره وبدأت تحضر معه ندوات واجتماعات خاصة بالملحدين. «العيب من الأسرة».. هكذا قالت الدكتورة إلهام سعيد، أستاذ علم الاجتماع، مؤكدًا أن عدم احتواء الأسر لأبنائها، هو السبب الرئيسى وراء كل المشكلات، التى يتعرضون لها على مدى مراحل عمرهم، لذلك يجب على الأسر أن ترسخ المفاهيم الثابتة لدى الأبناء، حتى تتكون معتقداتهم على نحو سليم. وأضافت أن معارف الفرد تتشكل منذ الصغر، ولو لم يعمل الآباء والأمهات على تشكيلها إلى الأفضل سيكتسب الطفل معتقداته من الخارج. و يؤكد الدكتور أسامة السيد الأزهرى، الأستاذ المساعد بكلية أصول الدين والدعوة الإسلامية بالزقازيق، أن الأزهر الشريف يدرس قضية الإلحاد منذ عدة سنوات، وأنهم سيؤسسون موقعًا إلكترونيًا للرد على قضايا الإلحاد لإقناع الشباب بالعقل والمنطق وصرفهم عن ترك الدين. وقال: للأسف العدد يتزايد، ويجب على الأزهر توجيه الشباب وجذبه لحب الدين وتعلمه وتصحيح المفاهيم الخاطئة التى تروج لها بعض المواقع الإلحادية. وعلى الرغم من أن إحصائية لدار الإفتاء المصرية، أعدها مرصد الفتاوى التكفيرية، أكدت أن عدد الملحدين فى مصر هو 866 ملحدًا فى مصر، وهو الأعلى بين كل الدول العربية، إلا أن صحيفة «الجارديان» شككت فى العدد وقالت كيف أحصت الإفتاء العدد؟، ونقلت عن رباب كمال، الناشطة بحركة «علمانيون» قولها «يمكننى إحصاء ملحدين يتجاوزون هذا الرقم فى جامعة الأزهر وحدها».