• سيدة تعرضت للاغتصاب من 4 ذئاب فى ميدان التحرير ثم طلقها زوجها بعد الحادث.. فألحدت • الملحدة المُغتصبة: لو كان هناك إله فى أى مكان ما تركنى أواجه كل هذه المشكلات وحدى! • طالبة جامعية تتجه للإلحاد من أجل الهجرة للخارج.. وتضحى بدينها مقابل «الحلم الأمريكى» • وأخرى حاصلة على «ماجستير فلسفة»: لو كانت الآلهة موجودة.. فما الداعى لوجود الشر فى كل مكان؟! • داعية: السبب فى ارتفاع أعداد الملحدين هو المشايخ الذين يستخدمون أسلوب «الترهيب الغليظ» أحاديث غير لائقة، ألفاظ خارجة، بحث عن «علاقات شاذة».. كلها بدايات لمداخل كانت بمثابة طرف الخيط للحديث مع سيدة «ملحدة» تحاول استقطاب الفتيات إلى الإلحاد عبر مواقع التواصل الاجتماعى. وتقول «دينا. ع»، وهى ملحدة مصرية مهاجرة للخارج، ل «الصباح» عبر بريدها الإليكترونى، إن هناك تجمعات نسائية كبيرة تمارس الإلحاد على مواقع التواصل «فيس بوك» و«تويتر»، مؤكدة أنها لا تُجبر أحدًا على ترك ديانته على الإطلاق، وأنها تركت مصر وهاجرت إلى الخارج منذ أكثر من 10 سنوات، تنقلت خلالها بين أكثر من دولة، لأنها لم تعد تشعر ب«الحرية» التى تبحث عنها فى الداخل - حسب قولها - لذلك سافرت وتزوجت هناك، ولم تجد أى مشكلة فى استكمال حياتها كملحدة فى الخارج، فلا أحد يسألها عن ديانتها، كذلك لا يتدخل أى فرد فى حياة غيره من الناس مهما كانت الأسباب. من جانبها، تقول ملحدة أخرى تدعى « م. خ » إنها ضحية للظروف، مشيرة إلى أنها تعرضت لحادث اغتصاب فى ميدان التحرير منذ أكثر من 3 سنوات على يد 4 من الشباب عقب أحداث التحرش التى انتشرت وقتها فى مصر كلها. وتحكى « م. خ » أنه أثناء وجودها ذات ليلة فى أحد الشوارع الجانبية بميدان التحرير، بدأ أحدهم بتتبعها دون أن تشعر هو و3 ذئاب آخرين، وفجأة بدأوا الاعتداء عليها فى شارع شبه مظلم وخال من المارة، فأغشى عليها من الصدمة والألم وجدت نفسها فى إحدى المصحات، أودعها زوجها السابق فيها، حيث تم إخضاعها للعلاج لفترة تجاوزت ال 6 شهور، ثم خرجت بعدها للمجتمع وقد طلقها زوجها وتبرأ منها عدد كبير من أفراد أسرتها بعد ما تسببت لهم فى «فضيحة». وبدأت «م» بعد طلاقها فى التعرف إلى بعض الفتيات والنساء المثقفات اللائى غيرن كثيرًا من معتقداتها، كما أوضحت، فقد خرجت من تجربة الاغتصاب وما تبعها من عواقب ومشكلات مع أهلها بكثير من النتائج، على رأسها أن المجتمع بأكمله غير قادر على تحمل مشاكلها، وأنه «لو كان هناك إله ما تركها تواجه كل تلك المشكلات»، حسب تعبيرها. وتضيف «م « ل«الصباح «أنها وجدت قدرًا كبيرًا من الحرية مع هؤلاء النساء، فهن جميعًا تعرضن للظلم من المجتمع ولم «تنصفهم العدالة الإلهية التى يدعو لها البعض»، حسبما قالت. وهذه قصة أخرى محزنة بطلتها فتاة ملحدة تدعى «ج. ف» وهى طالبة جامعية فى أول العقد الثالث من عمرها، وتحكى صديقتها القصة بالكامل فتقول: «تعرفت صديقتى على شاب عمره 27 سنة اقنعها بترك الدين الإسلامى، والقراءة فى بعض الكتب الفلسفية التى تدعو إلى إعمال العقل والتدبر فى الأمور الواقعية بعيدًا عن الغيبيات والروحانيات». وعلى الرغم من أن «ج. ف» لم تكن مقتنعة بكلام هذا الشاب، كما تؤكد صديقتها، إلا أنها وافقته على تلك المعتقدات بعد أن أكد لها أنها ستسافر معه عقب إلحادها إلى أمريكا، ليعيشا معًا هناك، حيث بلاد الحريات والديمقراطية، والبعد عن الجهل والفقر والديكتاتورية! ولأن الفتاة من أسرة متوسطة، وكان لديها حلم السفر والهجرة لأكثر من سبب، وافقت الشاب الملحد على ما يقول، وتظاهرت أمامه بأنها «تبحث عن الحقيقة»، حسب نصيحته لها، وبدأت فى شراء بعض الكتب التى من شأنها تعميق الفكر الإلحادى، مع الاشتراك فى كثير من التى تدعو لذلك على مواقع الإنترنت ومنها صفحة «ملحدون وملحدات». وبعد أن كانت «ج. ف» محجبة، خلعت الحجاب، لكى تبرهن لهذا الشاب الشيطانى على مدى اقتناعها بكلامه، ومن ثم أصبحت ملحدة ولا تعترف بأى دين على الإطلاق، ولكن حتى هذه اللحظة لم يف الشاب بوعده للفتاة بالسفر إلى أمريكا، كذلك لم تقتنع هى بالإلحاد بشكل نهائى، وكانت فقط تنتظر الهجرة إلى الخارج، أى أنها ضحت بدينها من أجل «الحلم الأمريكى». ولكن كثيرًا من السيدات الملحدات، خاصة فى الأوساط الراقية، اتجهن إلى الإلحاد بعد قراءات متعددة فى بعض الكتب، ومنها مثلًا كتاب «وهم الإله» للكاتب ريتشارد دوكنز، كذلك كتاب « أساطير الأولين» وغيرهما من الكتب المشابهة. أما «س. أ « الحاصلة على ماجستير فى الفلسفة، فتقول إنها «مقتنعة تمامًا بأن الآلهة إن كانت موجودة فى هذا الزمان فما الداعى لوجود الشر والقتلة وانتشار الجريمة فى كل مكان؟»، على حد قولها. وفى هذا الصدد يقول الشيخ محمد سعيد، إن «من يلحد يجب علينا محاورته حتى يعود إلى رشده، فلابد أن يؤسس الدين على المنطق والفكر والعقل، وإذا كانت هناك رسالات سماوية موجودة الآن بها بعض التحريف ولا تتكلم بالعقل وتعتبر التفكير كفرًا فأنا أقول إن الدين الإسلامى اعتبر العقل جزءًا أساسيًا من الإيمان، حيث كرر جمل (أفلا يتدبرون، وأفلا يعقلون)، وهو أكبر دليل على القيمة الكبرى التى يعطيها الدين للتفكير والتدبر فى جميع الأمور، حتى فيما يتعلق باختيار اعتناق دين معين دون غيره». ويتابع «سعيد» إن «السبب فى ارتفاع أعداد الملحدين هذه الأيام قد يرجع أحيانًا إلى بعض الشيوخ الذين يستخدمون أسلوب الترهيب الغليظ فى توصيلهم للمعلومات الدينية»، مشيرًا إلى أنه رأى ذلك بنفسه فى أكثر من موقف، وأن هناك بعض المشايخ يقدمون الفتوى على طريقة «افعل ولا تفعل» بمنتهى الغلظة. ويؤكد «سعيد» أن «من المفترض أن يتسم الواعظ أو رجل الدين ببشاشة الوجه والقدرة على توصيل المعلومة بشكل سلس وغير معقد، كذلك ينبغى عليه امتصاص التصرفات الطائشة من الشباب واحتوائهم على نحو أفضل من غيره، فضلًا عن بث روح التسامح والترغيب المحبب للدين، وليس العكس». وأخيرًا تقول الدكتورة إلهام سعيد، أستاذ علم الاجتماع، «إن عدم احتواء الأسرة لأبنائها هو السبب الرئيسى وراء كل المشكلات التى يتعرض لها هؤلاء الأبناء فى مناحى تفكيرهم وتوجهاتهم على مدار مراحل عمرهم، خاصة فى مجال الدين، إذ يجب على الأسر أن تحتضن أبناءها منذ البداية وترسخ لديهم بعض المفاهيم الثابتة حتى تتكون معتقداتهم على نحوٍ سليم». وتشدد د. «سعيد» على أن «معارف الفرد تتشكل منذ الصغر كما هو معلوم، ولو لم يعمل الآباء والأمهات على تشكيلها إلى الأفضل فسوف يكتسب الفرد معتقداته من الخارج، وبالتالى يصبح بلا رقيب أو مسيطر وموجه فى سيرته الأولى، وهو ما قد يزيد من صعوبة الأمر عند محاولات تغييره فيما بعد، ومن هنا يكون مبتدأ الإلحاد والكفر بالله».