«آمنة نصير».. اسم يسبقه العديد من الألقاب التى تختصر تاريخًا طويلًا من العطاء فى مجال الدعوة الإسلامية، وطريقًا مختلفًا سلكته صاحبة الوجه الإعلامى المعروف، فمنذ مولدها فى قرية «موشا» بمحافظة أسيوط عام 1948 اختارت التمرد على الحياة العادية، والمصير الذى ينتظر مثيلاتها من الفتيات الصعيديات، فكانت أول طفلة فى القرية تكمل تعليمها بعد أن أنهت سنوات التعليم الإلزامى، والتحقت بالمدارس الأمريكية فى أسيوط عام 1954، ثم التحقت بقسم الفلسفة وعلم النفس والاجتماع بكلية بنات عين شمس عام 1966، وحصلت على درجة الماجستير بموجب رسالة عن « ابن الجوزى» ثم نالت الدكتوراه بدراسة عن «ابن عبد الوهاب». تقلدت «نصير» العديد من المناصب، حيث عملت أستاذ زائرة فى جامعة ليدن بهولندا، وقامت بالتدريس فى الأكاديمية الإسلامية بالنمسا. ودرست الفلسفة الإسلامية والعقيدة فى جامعة الأزهر، وتخصصت فى علم الكلام والمذاهب والعقائد، وكانت عميدًا لكلية الدراسات الإسلامية والعربية فرع جامعة الأزهر بالإسكندرية، إضافة إلى عضويتها فى المجلس الأعلى للشئون الإسلامية وفى الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين. ساهمت «نصير» فى وضع المناهج العلمية لكلية التربية والآداب فى جامعة الرياض بالمملكة العربية السعودية عام 1974، وعملت بالتدريس فى كلية الآداب عام 1984، ومكثت زائرة فى مكةالمكرمة لوضع المناهج والإشراف على الرسائل العلمية لكلية التربية عام 1980، وسافرت بتكليف من وزارة التعليم العالى إلى جامعة «ليدن» فى هولندا لتوضيح رؤية الشريعة الإسلامية فى عدد من القضايا، علاوة على قيامها بتطوير وتنظيم كلية الدراسات الإسلامية، فرع الإسكندرية منذ عام 1990 وحتى الآن. «نصير» تصنف باعتبارها من الدعاة المناصرين والداعمين لحرية المرأة، وأبرز دليل على ذلك أنها لم تجبر بناتها الثلاث على ارتداء الحجاب، فى مراحل تعليمهن الأولى، وقالت لنا إنها كانت تحاول تأخير ارتدائهن له، لحين بلوغهن للسن التى يتمكنون خلالها من حسم الأمر بأنفسهن، بعد دراسة واقتناع، لكنها اضطرت إلى الرضوخ لرغبتهن فى ارتداء الحجاب خلال دراستهن فى مرحلة الاعدادية، بعد إلحاح شديد منهن. «نصير» رغم ما تتمتع به من عقلية متفتحة تمثل النموذج الذى يحتاجه المجتمع فى معركته ضد التطرف، إلا أنها لم تحظ بالقدر والمكانة التى تستحقها، فى وقت يتصدر فيه من هم أقل منها علمًا وخلقًا شاشات الفضائيات، ووسائل الإعلام المختلفة، ورغم ذلك تبقى هى الأهم بالنسبة للكثيرين من المؤيدين لآرائها واجتهاداتها معتدلة ونظرتها المستقبلية الثاقبة فى معظم القضايا والمشاكل التى تمس المجتمع العربى والإسلامى، علاوة على مواقفها ورؤيتها المتميزة تجاه عديد من القضايا الإسلامية بين الحين والآخر على الساحة الإسلامية، مثل المرأة والدعوة الإسلامية والعمل السياسى، وفتاوى الفضائيات، وقضايا الفقر والرحم البديل والطب المساعد، ورفضها وثيقة «عالم جدير بالأطفال» الصادرة عن الأممالمتحدة.