خلال سبتمبر.. مأمورو الضبطية القضائية بالتضامن الاجتماعي أجروا 121 زيارة لدور الرعاية الاجتماعية وذوي الإعاقة ومؤسسات الدفاع الاجتماعي    قيادات وأساتذة جامعات بقائمة المعينين بمجلس الشيوخ.. بالأسماء    محافظ القليوبية يقود حملة مفاجئة لإزالة الإشغالات بمدخل بنها    بعد حادث الوفد القطري.. رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري يستقبل سفير مصر في الدوحة    وزير خارجية لبنان يوجه بتقديم شكوى عاجلة لمجلس الأمن والأمم المتحدة ضد الاعتداءات الإسرائيلية    رئيس الوزراء يبحث مع نظيره الجزائري استعدادات عقد اللجنة العليا المشتركة    إزالة 20 حالة تعدٍ على أملاك الدولة والأراضي الزراعية ضمن الموجة 27 ب الدقهلية    «لن تتعدى 4 ساعات».. صحف عبرية تكشف جدول زيارة الرئيس الأمريكي لإسرائيل (تفاصيل)    تصفيات أوروبا لكأس العالم.. «ديباي» يقود هجوم هولندا في التشكيل الأساسي لمواجهة فنلندا    طقس الاثنين 13 أكتوبر 2025: أجواء خريفية معتدلة وشبورة صباحية ورياح تُلطّف الأجواء    المشدد 6 سنوات وغرامة 100 ألف جنيه لمتهمين بالاتجار فى الشابو بسوهاج    رئيس الوزراء يستقبل خالد العناني المدير العام الجديد ل«اليونسكو»    وكيل صحة الدقهلية يبحث خارطة عمل المرحلة المقبلة مع مديري المستشفيات والإدارات الفنية    محمد صبحي يفوز ببرونزية وزن 88 كجم ببطولة العالم لرفع الأثقال البارالمبي بالعاصمة الإدارية    يامال يثير الجدل بظهوره في طائرة هليكوبتر    جاكبو يقود تشكيل منتخب هولندا ضد فنلندا في تصفيات كأس العالم 2026    دمياط: فصل المياه في بعض المناطق منتصف الليل حتى الثامنة صباحا    فاينانشال تايمز: مخابرات أمريكا تساعد أوكرانيا في استهداف منشآت طاقة روسية    تأجيل إستئناف المتهم الرئيسي ب " تظاهرات الألف مسكن "    الخريف.. موسم الانتقال والحنين بين دفء الشمس وبرودة النسيم    تأجيل الدعوى المقامة ضد إبراهيم سعيد لمطالبته بدفع نفقة ابنه    مصر تدين الهجوم على مركز لإيواء النازحين بمدينة الفاشر السودانية    على الصعيد المهنى والعاطفى.. حظك اليوم وتوقعات الأبراج الأحد 12 أكتوبر    مي فاروق: أغنية «باركوا» علامة في كل الأفراح.. ومشاركة زوجي في ألبوم «تاريخي» صدفة    أوسكار عودة الماموث.. فيلم يخطو نحو الإبهار البصري بقصة إنسانية مؤثرة    20 أكتوبر.. انطلاق جولة «كورال وأوركسترا مصر الوطني» بإقليم القناة وسيناء    رئيس منطقة مطروح الأزهرية يكرم الطالبة هاجر إيهاب فهمي لتفوقها في القرآن والخريدة البهية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم 12-10-2025 في محافظة الأقصر    هل هناك زكاة علي المقتنيات والمشغولات المطلية بالذهب والفضة؟.. أمينة الفتوى توضح    وزير الري يشارك في الاحتفال بمرور 50 عامًا على البرنامج الهيدرولوجي الدولي لليونسكو    الخريف موسم الانتقال... وصراع المناعة مع الفيروسات الموسمية    رئيس جامعة كفر الشيخ يشهد بدء أعمال الجلسة العلنية لاختيار الأطباء المقيمين بكلية الطب البشري    بالأسماء.. الرئيس السيسي يُصدر قرارا بتعيينات في مجلس الشيوخ    قافلة دعوية برعاية «أوقاف مطروح» تجوب مدارس الحمام لتعزيز الانتماء ومحاربة التنمر والتعصب    ما حكم زيارة مقامات الأنبياء والأولياء والصالحين؟ الإفتاء تفسر    سويلم يلتقى نائب وزير البيئة والزراعة السعودى ضمن فعاليات أسبوع القاهرة الثامن للمياه    نجوم الأهلي في زيارة حسن شحاتة بالمستشفى للاطمئنان على حالته الصحية    "سلامة الغذاء" تنفذ 51 مأمورية رقابية على السلاسل التجارية في أسبوع    إصابة 5 فى تصادم سيارة ملاكى وتوك توك وتروسكيل بطريق برج نور أجا بالدقهلية    الأهلي يحدد 20 أكتوبر موعداً لحسم موقف إمام عاشور من السوبر المصري    محمد صلاح يتفوق على ميسي ورونالدو فى سباق الكرة الذهبية 2026    رئيس حزب الإصلاح والنهضة: قمة شرم الشيخ تتويج للدور المصرى التاريخى الحكيم    مستشفيات مطروح تقدم 38 ألف خدمة طبية وتجرى 206 عمليات جراحية خلال أسبوع    رئيس الضرائب: التعامل بالفاتورة الالكترونية والإيصال الإلكتروني يعزز الشفافية    الداخلية تضبط أكثر من 106 آلاف مخالفة مرورية في 24 ساعة    أسعار طبق البيض اليوم 12-10-2025 في قنا    تنفيذ ورش تدريبية مجانية لدعم الحرف اليدوية للمرأة في الأقصر    "الوطنية للانتخابات" تواصل تلقي طلبات الترشح لانتخابات مجلس النواب 2025 لليوم الخامس    محافظ أسوان يتابع استكمال تشغيل المراكز الطبية ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل    مدارس التكنولوجيا تعيد رسم خريطة التعليم الفنى    محمود ياسين من نادى المسرح فى بورسعيد إلى ذاكرة الوطن    مصر تتسلم رئاسة المنظمة الدولية للتقييس "أيزو" لمدة 3 أعوام بعد فوز مشرف ومستحق    غدًا.. عرض أفلام مهرجان بردية السينمائي في ضيافة المركز القومي للسينما بالهناجر    قيادي ب فتح يدعو حماس لإجراء مراجعة وإنهاء حكمهم في غزة.. ويطالب مصر باحتضان حوار فلسطيني-فلسطيني    تركيا تكتسح بلغاريا بسداسية مدوية وتواصل التألق في تصفيات كأس العالم الأوروبية    «كفى ظلمًا».. حسام المندوه: أدخلنا للزمالك 800 مليون جنيه    استبعاد معلمي الحصة من حافز ال 1000 جنيه يثير الجدل.. خبير تربوي يحذر من تداعيات القرار    وزير الأوقاف فى الندوة التثقيفية بالإسماعيلية: الوعى أساس بناء الوطن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«فراولة» مسرطنة فى الأسواق يتم تسميدها بفضلات وبقايا بشرية
نشر في الصباح يوم 11 - 04 - 2015

*الفراولة يتم زراعتها فى الاسماعيلية بسماد "البودرت" المحظور استخدامه
*"البودرت" يسبب الفشل الكلوي وفيرس سي وأمراض الصدر والرئة لاحتوائها على عناصر ثقيلة
*المزارعون: نستخدمه لزيادة الانتاجية من المحصول .. ولا نأكل منها
*"الفراولة" يتم تداولها بأسواق العبور والسويس وبورسعيد فى غياب وزارتى الزراعة والصحة
*مصانع فواكه بالقاهرة أعادت حمولة للمزاعين بعد اكتشاف احتواءها على فيروسات عن طريق التحليل
*مركز البحوث الزراعي: ممنوع منعا باتا استخدام فضلات الانسان في الزراعة وفقا لكود "الصحة" رقم 501
*وزارة الزراعة ترد: تشكيل لجنة من متبقيات الآفات للوقوف على الأزمة
جمال محمود، رجل خمسينى، ترك عمله ومصدر رزقه ولا يزال ماكثا في فراشه منذ 4 سنوات، بقرية أبو محارب بمحافظة الاسماعيلية، بعدما أصيب بالفشل الكلوي المزمن، يعانى من صعوبة إخراج البول، وانتفاخ في الرجلين، وآلم حاده بالرآس، وبدء فى دورات غسيل الكلى بناءاً على نصيحة طبية من طبيبه المعالج، بعدما تسبب الغذاء المسمم، وخاصة الفاكهة التي تشهد المنطقة التى يقطن بها رواجاً فى زراعتها وبيعها وهى "الفراولة" والتى كان يأكلها بشراهة، والتي يتم تسميدها بسماد (البودرت) "سماد حيوى من بقايا وفضلات الانسان" المحظور استخدامها فى الزراعات النيئة "التى تؤكل" – وفقاً لما أكده الأمين العام لمركز البحوث الزراعية حسين الجمال.

حالة جمال محمود، ليست الحالة الوحيدة الت أصيبت بالفشل الكلوي جراء أكل "الفراولة" التى يتمتسميدها ب(البودرت)، فالحاج محمد يوسف، رجل ستينى، أصيب هو الآخر بفيروس الكبدى الوبائى "سى" منذ ثلاث سنوات، حينما اشتد آلمه فى البطن وذهب لطبيب الوحدة الصحية، بقرية "صبرى" التابعة لمحافظة الاسماعيلية، واكتشف من خلال التحاليل الطبية التى نصحه الطبيب باستكمالها، بأنه مصاب بفيروس الكبدى الوبائى، بسبب تناوله المعتاد للفراولة التى يتم زراعتها فى القرى المجاورة له الذى يتم تسميده ب(البودرت).
فى هذا التحقيق تكشف عن وجود فراولة مسرطنة بالأسواق بسبب تسميدها ب(البودرت) التى اتضح انها فضلات وبقايا بشرية، والتى يتم استخدامها كسماد لتكبير وتضخيم الثمرة وأيضاً لتضخيم كمية المحصول الذى يزرعه المزارعين فى مناطق "القصاصين" "أبوصوير" "التل الكبير" التابعة لمحافظة الاسماعيلية، والتى تباع فى أكبر أسواق بالقاهرة، وتتسبب فى أمراض مزمنة كالفشل الكلوى والكبدى لمن يأكلها بسبب العناصر الثقيلة التى لا تحلل وتحتوى عليها تلك الفضلات، فى غياب تام للجهات الرقابية وعلى رأسها وزارة الزراعة ووزارة الصحة وفقاً لكود 501 الذى ينظم استخدام الصرف الصحى والمتفق عليه بين وزارتى الزراعة والصحة.

البداية كانت مع عدد من مزارعي الاسماعيلية، بمناطق"القصاصين والتل الكبير وأبوصوير"، المشهورين بزراعة الخضراوات، والذي أكدوا على أن معظم المزراعين يستخدمون "البودرت" أو "الهارب"، في زراعة الفراولة لزيادة الانتاجية، وبعض منهم قال أنه يستخدمه على الرغم من منعه، لافتين إلى أنه يسبب العديد من الأضرار، وأن الزارعين له لا يأكلونه".

ما هو "البودرت" ومصادره
البودرت او الهارب، هو عبارة عن فضلات الانسان يستخدمه الفلاحون في زراعة الأرض، وخاصة الخضراوات والفراولة، ويصنع على هيئة سماد عضوي، ولكن من فضلات الانسان، ومخرجات محطات الصرف الصحي، لزيادة الانتاجية، وزيادة خصوبة الأرض، على الرغم من تحريم استخدامه من قبل المجلس المحلي، لأنه يسبب العديد من الأمراض، وينتقل في سلسلة الغذاء من الأرض إلى فاكهة "الفراولة"، وبعد إلى المستهلكين".

وتتمثل مصادر "البودرت"، في العديد من المناطق، حصلت على ثلاثة منها، وكانت البداية مع "بحر البقر" بمحافظة الشرقية، فهناك مصنع لصناعة "البودرت"، بجوار مصرف بحر البقر، وذلك لسحب المخلفات الصناعية والصرف الصحي الغير المعالج، التي يحملها "بحر البقر"، واستخدامها لصناعة البودرت، عن طريق تفريغ المخلفات البشرية في مكان مغلق من الأطراف، وتحويل الفضلات فيه، حتى تتحجر وتقوم سيارات النقل، بالتعاون مع إدارة المصنع بنقلها إلى المزارعين".

أما بالنسبة للمصنعين الآخرين، وفقا للمزارعين، فأحدهما بمحافظة بورسعيد، والآخر بمنطقة بحدود القاهرة، وأن التعامل يكون مع أصحاب سيارات النقل، وليس التعامل مباشرة مع المصدر، فالمزارعون لا يعلمون أصحاب المصانع أو أماكنها بدقة، ولكن من يريد "نقلة" يتحدث إلى السائق ، ويأتي له بها".

المزارعون يتحدثون
من قرية "أبوجغيفة"، يقوم عم صبري، رجل أربعيني، بجني الفراولة، وقال " البودرت دا خطير جدا وبسيبب أمراض كتير، والناس اللي بتزرعه ما بتكلش منه، وأنا على نفسي مش باستخدمه في الزارعة، علشان عارفه ضار بالصحة، والانتاجية الخاصة بالناس دي بتروح المصانع، ومفيش سريح بياخد محصول الفراولة دا، علشان تسويقه صعب، وفي ناس بتاخده برضه".

وتابع " وتيجي على شهر خمسة بالظبط ، يقل السحب على الفرالة المزروعة على "الهارب" بصورة كبيرة جدا، وبينقص سعره عن سعر الفراولة الطبيعية أكتر من نص جنيه، والزرع بيكون ميه ميه، وإنتاجية عالية، لكن في ضرر كبير، يعني نشوف الضرر ونمشي فيه".

حمدان ماهر، طالب جامعي، وصاحب أرض، قاطع الحديث، وقال " والمصانع حللت عينات من الطلبيات اللي استقبلوها من الفلاحين، ورجعت تاني للمزارعين، علشان اكتشفوا عدم صلاحيتها، ووجود بعض الفيروسات الخطيرة والفيليات والبكتريا بها، ومعرفوش يسوقوها وبعدين اترمت في الأرض".

واستطرد " ودا ممنوع من المجلس المحلي، وأعلنوا عن معاقبة المستخدمين ليه، وهما بيقولوا بييجي من ناحية مصر، والنقلة منه بتعدي 1600 و 1700 جنيه، لدرجة أن الناس بتخزنة من السنة للسنة، علشان سعره بيكون رخيص قبل الموسم، والريحة طول السنة بتضرب في الأهالي والمواطنين، وتسبب الأمراض الصدرية والطفيلية للأطفال".
وأشار " أحد الفلاحين في قريتنا، قام بشراء نقلة من "البودرت" علشان يزرع عليها الفروالة، بس والدة رفض وحلف إنها ترجع تاني، غير كده رحته بتكون ظاهرة على بعد كبير، وكل واحد يعدي على الطريق يقول حسبي الله ونعم الوكيل في اللي زارع بالبودرت".

ومن قرية أبو جغيفة، إلى قرى صبري وعرب أوبوقاسم والسوديات، وتستخدم هذه القرى وفقا لمزراعيها بشراهة "البودرت"، في زراعة محصول الفراولة، لزيادة الانتاجية من المحصول".

وكانت البداية، مع رجل ستيني، مدير إدارة تعليمية سابق، بالقصاصين، ومزارع في الوقت ذاته، والذي قال " 99 % من مزارعي المنطقة بيستخدموا "البودرت"، في زراعة الفراولة، وأكتر المناطق السويدات وصبري، والعرب اللي عمرهم ما زرعوا على "البدرت" السنة دي زرعوا عليه، علشان هو خفيف على الأرض، وبيدي انتاجية أفضل من السبلة - سماد عضوي من ورث الحيوانات وفضلات الكتوت-، بالنسبة لدرجة معرفة الناس بخطورته، ف 100 % من الناس عارفه إنه مضر، ومفيش حد يجهل إنه مش هيضر لأنه عارف إنه جاي من بلاوي زرقا".

وتابع " وبالنسبة للمصانع فهى بتلم من المزراعين المحاصيل، وأهمها رمسيس فروت، ومصانع بالعبور، والمصانع دي بتشوف الصالح منها للتصدير أو التوزيع داخل مصر، عن طريق التحليل، ولو مطابق هتاخده، وآخر موقف حصل إن مصنع خد طلبية كبيرة، لقى الطلبية بعد التحليل كلها فيروسات، ولغوا الجمع من الفلاحين، في الوقت دا".
ومٌثل " عارف الفسيخ المدخن أو الرنجة، أو الأسماك المدخنة، لو قعت فترة برا التلاجة تدود، نفس الكلام الفروالة المزروعة على بودرت، الناس السريحة لما بيسفروا بيها إلى السويس أو سوق العبور، وتقعد الطلبيات أكتر من خمس أو ست ساعات لم تباع يرموا كل اللي معاهم علشان بيدود، ميعرفوش يخلوه لتاني يوم، مدة صلاحيته انتهت".

انتقلنا بعد ذلك إلى أحد المزراعين، الذى استخدم "البودرت" لزراعة الفرولة، طلب عدم ذكر اسمه، ورفض التصوير، وقال " مصادره من مصر، في محطة صرف وعامله حيضان بتجمع فيها وتنشف، ودا بعد محافظة الجيزة، وفي تاني في الشرقية وبورسعيد، واحنا ما بنعرفش إلا عربية النقل اللي بتبيع وبتكون لها علاقة مع المصنع، وبتوصل النقلة حوالي 1700 جنيه، وياريت "الهارب" من فضلات الانسان فقط، كمان في مخلفات كيماوية خاصة بالمستفيات وفضلات المستشفيات، بتدخل في التصنيع ودي المشكلة".

وعن سبب استخدامه، أوضح " الحقية أنا بستخدمه علشان بيديني انتاجية أفضل، وبيريحني في الزراعة، واحنا بنستخدمه من أكتر من خمس سنين، لما طلع جديد، وكل الناس بتستخدمه مش أنا بس".
وفي ظاهرة خطيرة جدا، سألته، هل تأكل من محصول أرضك المزروعة على "البودرت"؟، أجاب " الصراحة أنا يوميا بجمع في الفروالة زي ما أنت شايف، لكن أحلفلك بالله أني أنا واعيالي ما أكلنا حباية واحده من أول السنة لحد دلوقتي، علشان عارف وبسمع إنه مضر، والسنة اللي فاتت كنت زارع حتة أرض جنب البيت علشان العيال ياكلوا منها".

سليمان أبو جبر، أحد مواطني قرية "الدواويس"، قال إن هناك بلاغات من قبل الأهالي للمجلس المحلي، ضد المزراعين الذين يستخدمون "البودرت"، لوقف عمليات الزرع به، لراحئته الكريهة، وإصابة أطفالهم بالأمراض الصدرية المزنة، لكن جميع هذ الشكاوي تم التحفظ عليها، وعدم التحقيق فيها في المجلس المحلي".
ونوه "ابوجبر"، إلى أن في حالة عطش الأرض المزروعة ب"البودرت"، وعدم ريها بصورة مستمرة ودورية، تٌحُرق الأرض، والزرع الموجود بها يحُرق، بسبب قوة "البودرت" وشدة تأثيرة على الأرض".
وعن الفرق بين، الفراولة الطبيعية والفراولة المزروعة ب"البودرت"، من الناحية الشكلية وإماكنية التمييز بينهما، قال سليمان الدش " الفرق بين الاتنين بيكون في أن الفروالة الطبيعية تكون صغيرة ومدورة، والمزروعة على "البودرت" بتكون عريضة عاملة زي المشط، وسودة شوية، وطعمها مختلف عن الطبيعية".

وتابع " وكمان الفراولة المزروعة على بودرت بتكون مدودة بصورة كبيرة، يعني بتكون من برا كويسه، لكن من الداخل مدودة، والدود مش بيظهر بصورة واضحة، لكن التدقيق بشدة، وبيتم اكتشافها أكتر باستخدام "الميكروسكوب".
من جانبه، قال الدكتور حسين الجمال، الأمين العام لمركز البحوث الزراعية التابع لوزارة الزراعة، إن هناك كودا بوزارة الصحة، يحكم عملية تدوير المخلفات، خاصة المخلفات الادمية، وذلك لخطورتها الشديدة على الصحة العامة، والتسبب في أمراض مزمنة، خاصة في المحاصيل التي تؤكل مباشرة، مثل الفراولة والجرجير والخص، وغيرها".
وتابع " ممنوع منعا باتا استخدام فضلات الانسان في الزراعة، إلا بإشراف رقابي من وزارة الصحة، وخطوات علمية، وذلك لوجود كائنات ممرضة بها، تسبب أمراض الفشل الكلوي والفيروسات، وفي بعض الأحيان السرطان".

وأشار الأمين العام لمركز البحوث الزراعية، في تصريحات ل، إلى أن كود وزارة الصحة رقم 501 يمنع استخدام مياه الصرف الصحي، وفضلات الإنسان، إلا تحت إشارفها المباشر، بمعايير محكمة للاستخدام، لافتا إلى أنه يتم تجفيف هذه المخلفات لمدة 3 أشهر بوضع مواد معينة، لمنع انتشار الأمراض".
ولفت إلى أن منظمة الصحة العالمية تمنع الاستخدام، ولكن في الدول المتقدمة فهناك نظام المعالجة اللاهوائية التي من خلالها توضع مخلفات الصرف الصحي في أحواض لاهوائية، تولد درجة حرارة عالية جدا، لقتل جميع الكائنات الطفيلية وتنقيتها، ولكن هذا النظام غير موجود في مصر".
وأكد حسين الجمال، على أن هناك العديد من محطات الصرف الصحي، ومصر تعاني من مشكلة الرقابة، وبالتالي فالرقابة على هذه المصانع صعبة، ومطلوب أن يكون هناك كنترول محكم على هذه الصناعات".

بينما قال الدكتور صابر عبد الرحمن، خبير كيميائى، ومراقبة جودة المياه، إنه يجب توعية المزراعين، الى أن ري المزروعات بمياه المجاري أو المخلفات البشرية، يعتبر أحد الملوثات التي تضر بصحة الإنسان و تسبب له أمراضاً خطيرة، وذلك بسبب تلوثها بأعداد هائلة من الكائنات الدقيقة مثل البكتيريا والفيروسات والطفيليات ".
وأكد على أن فضلات الانسان، هى سبب مباشر لإصابة الإنسان بالأمراض، كالتيفوئيد والبلهارسيا و الإلتهاب الكبدي الوبائي والدوسنتاريا والتهاب الأمعاء والمعدة المنتشر بكثرة هذه الأيام، وتصل الأمراض الى الفشل الكبدي والفشل الكلوي".

وتابع " تعتبر "الأميبيا والإسكارس والأنكيلوستوما من الطفيليات المعوية"، الموجودة في مياه المجاري من أكثر مسببات الأمراض انتشاراً والتي تصيب الإنسان نتيجة تناوله الخضروات الملوثة بمياه المجاري.
وأشار إلى أخذ الحيطة والحذر عند شراء هذه المزروعات، ومحاولة التأكد من مصادرها وعدم أكلها إلا قبل إتباع الطرق الصحية السليمة التي تضمن لنا خلوها من مسببات الأمراض، و مطابقتها للمواصفات الصحية، وخصوصا النيئة منها كالفراولة، والخس والبقدونس والكزبرة والجزر والطماطم والخيار وغيرها، والتي تتعرض أوراقها للتلوث.

ومن جانبه قال طاهر قدح، مستشار رئيس المعمل المركزي لمتبقيات المبيدات، في تصريحات ل، إن وزارات الزراعة والصحة والتموين، تحظر استخدام فضلات الانسان نهائيا، لاحتوائها على عناصر ثقيلة، وملوثات شديدة السمية، تتعدى الصرف الصحي".
واشار إلى أن هناك تنسيق بين وزارة الصحة ولجنة مبيدات الآفات بوزارة الزراعة، لمواجهة هذه الاستخدامات الغير شرعية، والتي تؤثر على الصحة العامة، مشيرا إلى ضرورة التقدم بشكوى رسمية لوزارة الزراعة لاتخاذ اللازم".
وبالاتصال بالدكتور يحيي عبدالحميد رئيس لجنة مبيدات الآفات بوزارة الزراعة، إنه سيتم تشكيل لجنة على الفور، بالتعاون مع وزارات الصحة والتموين، والجهات الرقابية بالمحافظة؛ للتحقيق في الموقف، والعمل على اتخاذ الاجراءات اللازمة".
ووفقاً لتقصى فإن الغرامة على المخالفين 10 جنيهات ويخضع تداول وتوزيع وبيع واستيراد المبيدات الزراعية لقانون الزراعة رقم 53 لسنة 1966 ولم يتم إقرار قانون ينظم تداول المبيدات إلى الآن، حتى أن العقوبات التى فرضت على التجار الذين يخالفون القرارات الوزارية هزيلة جدا.

كما أن القانون لم يتغير منذ عام 1966، وهو ما يفرض غرامات هزيلة جدا ضد التجار المخالفين، قد لا تتجاوز 10 جنيهات، ويتم البحث للمخالفين عن عقوبات فى قوانين أخرى، مثل البيئة أو التموين تحت بند الغش التجارى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.