*استغلال نجاح الفيلم فى صناعة علامات تجارية ومنتجات ترويجية لشاى ومسحوق غسيل ودب من القماش الرمادى باسمFifty Shades of Grey *المخرجة استعانت فى تصوير المشاهد الجنسية بفريق تصوير متخصص فى أفلام البورنو حتى تخرجها بمستوى عالٍ دون أن تجرح عين المشاهد *«جيمى دورنان» جر «داكوتا جونسون» لعالمه الخاص من المتعة والألم بين السيطرة والخضوع الجنسى فى غرفة سرية *الشرطة الأمريكية تعتقل طالبًا جامعيًا بتهمة الاعتداء الجنسى على صديقته بعدما حاول تقليد المشاهد الجنسية السادية فى الفيلم أثارت رواية «50 ظلًا للرمادى» موجة من الجدل بعد أن حققت مبيعات الرواية الأصلية أكثر من 100 مليون نسخة، وشاهد تريلر الفيلم المأخوذ عن القصة أكثر من 36 مليون شخص على اليوتيوب بسبب المشاهد الجنسية المبالغ فيها، ومن بينها مشاهد تصور ممارسات جنسية باستخدام معدات لتوثيق الأيدى وعصب العيون.. وتأتى حالة الجدل حول الرواية لكونها تسرد مغامرات جنسية، تطغى عليها نزعة سادية وماسوشية، لطالبة ساذجة حديثة التخرج، ورجل ثرى، حيث بدأ عرض الفيلم حول العالم يوم عيد الحب، ومن المتوقع عدم عرضه فى البلاد العربية نظرًا لجرأته الشديدة، وإن كانت لبنان والمغرب قد بدأتا فى عرضه وسط موجة احتجاجات شعبية. الفيلم مأخوذ عن رواية بالعنوان نفسه للكاتبة البريطانية أى إل جيمس، واستطاعت الرواية بعد طرحها فى عام 2011 أن تحقق أعلى مبيعات على مستوى العالم، حتى إنها أصبحت الأولى عالميًا بمبيعات تخطت ال100 مليون نسخة. بمجرد مشاهدة الفيلم تجد أنك أمام فيلم رومانسى تقليدى يتخلله بعض المشاهد الحميمية والتى تركز على السادوماسوشية الجنسية مع التركيز على الإبهار البصرى لدرجة أنك تشعر أنك داخل إعلان عن أفخم الماركات أو كليب مبهر على مستوى الصورة وحركة الكاميرا والأزياء وكل التفاصيل الأخرى، ويبدو أن الشركة المنتجة قررت أن تكتفى فقط بالدعاية التى حققتها الرواية المأخوذ عنها الفيلم. يبدأ الفيلم باستعراض حالة التناقض بين البطل «كرستيان جراى» الذى يقوم بدوره الممثل جيمى دورنان، والبطلة «اناستازيا» التى تقوم بدورها الممثلة داكوتا جونسون، حيث تستعرض المخرجة عالم كرستيان الملياردير وشركته العملاقة ومكتبه الشيك وسياراته الفارهة وسكرتيراته الحسناوات، بينما نرى على الجانب الآخر اناستازيا الفتاة الرقيقة التى تعيش بعيدًا عن والدتها وتكدح بحياتها لتوفر نفقات دراستها للأدب فى إحدى الكليات، ويبدأ اللقاء الأول بين البطلين عندما تقرر اناستازيا إجراء حوار مع جراى لتضمه إلى مشروع تخرجها فى الجامعة، ولكن حالة الفتور واللامبالاة التى يعيشها جراى أمام الجنس الناعم قد تبددت تماما وذاب ثلجه بعد مشاهدة عيون أناستازيا الدافئة والحنونة، وقرر وقتها أن يضم هذه الفتاة إلى عالمه الخاص، وهذا ما لم ترفضه أناستازيا خاصة أنها مهيأة لأن تعيش قصة حب. وبعد أن يدخلها جراى إلى عالمه يكشف لها عن أسراره والغرفة الخاصة التى يمتلك مفتاحها والتى تجمع كل أدواته الممكنة التى تهيئ له علاقة جنسية تتناسب مع طريقته السادية ويأخذها معه تدريجيًا من مرحلة إلى أخرى ومن طريقة إلى ثانية، ورغم شعورها بالرفض إلا أنها لم تكشف عن ذلك لأن حبها له أقوى من الرفض وتعلقها به زاد يومًا بعد آخر، وقررت أن تسير معه للنهاية، ولكن فجأة تقرر أناستازيا أن توقف هذه العلاقة الشاذة، ولكن هذا ما يرفضه جراى ويؤكد لها أنه ضحية أم مهملة وعلاقات سابقة مع مومسات ولن يستطيع التخلص من ممارساته. فى كل مرة كانت تتركه أناستازيا لم يستطع الطرفان أن يبتعدا كثيرًا لأن الحب كان أقوى من أى شىء آخر، ودائما يلتقيان من جديد ويفعلان ما يفعلانه حتى تطلب منه أناستازيا أن يمارس معها كل حركات السادية حتى تنتهى من هذا العذاب للأبد ثم تتركه، ولكن فى مشهد النهاية تقبل أن تعود من جديد.. الحب أيضا كان أقوى. المشاهد الجنسية فى الفيلم لا تزيد على 11 دقيقة تقريبًا من إجمالى 125 دقيقة وهى التى تظهر فيها البطلة عارية تمامًا بينما كانت المخرجة سام تايلور جونسون حريصة للغاية فى تصوير هذه المشاهد الجنسية، والتى استعانت فيها بفريق تصوير متخصص فى أفلام البورنو حتى تخرجها بمستوى عالٍ، ودون أن تجرح عين المشاهد سواء بإظهار العضو الذكرى للبطل أو عانة الفتاة لتقدم مشاهد جنسية قد تكون مقبولة اجتماعيًا للكثير من المجتمعات، خاصة الغربية، باعتبار أن معظم الأفلام الرومانسية وحتى الكوميدية تضم أكثر من المشاهد الجنسية التى يقدمها هذا الفيلم رغم أن كثيرًا من الدول قررت أن تأخذ حذرها من الفيلم بناءً على الرواية. الفيلم رغم رفضه الظاهرى للعلاقة السادية الشاذة إلا أنه وفى الوقت نفسه يروج لهذه الثقافة، ويقدم العديد من المشاهد والتفاصيل التى لا يجب على مجتمعاتنا التعايش مع هذه الثقافة التى قد ينجم عنها أثر سيئ خاصة أن الرواية نفسها أثارت جدلًا واسعًا بين النساء اللاتى طلبن من أزواجهن تجريب هذه الممارسات معهن، وحتى رفض البطلة للعلاقة إلا أنها لم تستطع أن تتخذ قرارًا نهائيًا بوقف هذه العلاقة، كما أن الفيلم يقدمها بشكل رومانسى وعاطفى لا بشكل منفر وقاسٍ، والفيلم يحمل فى طياته ترويجًا واضحًا لهذه الثقافة. وقد استطاعت الممثلة الشابة داكوتا جونسون أن تقدم دورها بدرجة كبيرة من الاحترافية، واستطاعت أن تسيطر على المشاهدين بمشاعرها طوال الأحداث وأيضا استطاعت المخرجة سام أن تجعل من صورة الفيلم عنصرًا إضافيًا للسيطرة على المشاهد حيث اختارت أماكن تصوير متميزة، ولقطات متنوعة من خلال استخدام أكثر من كاميرا فى جميع الزوايا لتقدم فيلمًا مبهرًا على مستوى الصورة، ولكننا فى النهاية أمام تجربة تحمل كثيرًا من الإثارة وقليلًا من الجنس وترويج واضح للشذوذ والسادوماسوشية الجنسية. الزخم المرتبط ب«50 ظلا للرمادى» يأتى بعد أن حقق فيلم داكوتا جونسون، وجيمى دورمان، إيرادات قياسية فى أسبوع عرضه الأول، حيث حصد الفيلم إيرادات وصلت إلى 311 مليون دولار فى جميع دور العرض حول العالم.. ووصلت إيرادات الفيلم فى بريطانيا فقط نحو 29 مليون دولار، بينما حقق 18 مليون دولار فى ألمانيا، و15 مليون دولار فى فرنسا، أما الكتلة الأكبر فكانت فى صالح شمال أمريكا، وهى المنطقة التى ركزت عليها شركة يونيفرسال فى التوزيع حيث حقق فى دور العرض هناك 102 مليون دولار.. وقد تجاوزت التذاكر المحجوزة فى أمريكا الأرقام المعتادة لأفلام ممنوعة عن الأقل من 17 عامًا، وفى فرنسا حجزت أكثر من 200 ألف تذكرة على الإنترنت قبل عرض الفيلم فى السينما، وعندما عرض فى برلين امتلأت القاعة قبل العرض بساعة تقريبًا. فى «50 ظلًا للرمادى » تظهر بطلة الفيلم داكوتا جونسون فى فيديو كليب بالأغنية الدعائية له التى تحمل عنوان «Earned It»، وظهرت صاحبة ال 25 عامًا فى الأغنية وهى شبه عارية فى دور شخصية أناستايا. ورغم كل هذا الزخم تستغرق المشاهد الجنسية 11 دقيقة فقط من ساعتين هى مدة الفيلم. ثلاث نساء بريطانيات هن صناع هذا الفيلم التجارى، الجرىء، المخرجة سام تيلور جونسون والسيناريست كيلى مارسيل ومؤلفة القصة إى. إل. جيمس.. الغريب أن كل هذا النجاح كان قد أحاطه فريق تسويق الفيلم وملابسات إنتاجه وتصويره التى استغرقت 3 سنوات، بالسرية التامة والتعتيم الكامل، من أجل المزيد من الغموض والتشويق والإثارة. واستغلالًا لنجاح الفيلم الهيستيرى أطلقت علامات تجارية كبيرة، ومنتجات ترويجية تحمل اسم الفيلم، منها شاى ومسحوق غسيل ودب من القماش الرمادى وحتى كريم ملطف بعد استخدام السوط فى الممارسة الجنسية. ولأن الفيلم يعرض بعض الأفكار المثيرة التى أقلقت راحة رجال الأمن فى بريطانيا فمن المنتظر تقليلها ما سيتسبب فى ارتفاع حوادث الإبلاغ عن حالات طارئة متصلة باستخدام القيود الحديدية، حيث تقدمت إحدى سيدات الأعمال رفيعة المستوى والبالغة من العمر 41 عامًا ببلاغ تطلب فيه الطلاق من زوجها بعد قراءتها الرواية. ولا يزال الفيلم الأكثر إثارة لهذه السنة يتسبب فى مشاكل فى العلاقات الجنسية، آخرها اعتقال الشاب «محمد حسين» (19 عامًا) الذى يدرس الهندسة بجامعة «الينوا» (شيكاغو)، والسبب الشكوى التى رفعتها ضده صديقته لأنه حاول ممارسة الجنس معها بطريقة سادية كما يظهر فى الفيلم الشهير. وذكرت صحيفة «شيكاغو تريبون» أن المتهم اصطحب صديقته إلى غرفته الخاصة داخل الإقامة الجامعية، وربط يديها وقدميها بواسطة أحزمة، وملأ فمها بربطة عنق كما عصب عينيها، وبدا يضربها بواسطة حزام جلدى، ثم بقبضتيه. وأخذت الفتاة تتألم وتطلب منه التوقف، لكنه استمر فى ضربها ثم الاعتداء عليها جنسيًا، إلى أن تمكنت من الفرار بعد التخلص من قيودها.. وعندما تم استدعاء الشاب من طرف شرطة الجامعة قال إنهما كانا يقلدان مشاهد فيلم «50 ظلًا للرمادى»، واعترف بالاتهامات الموجهة إليه وبأنه «قام بأفعال سيئة». وفى لبنان، فقد بلغت عبارة Fifty Shades Of Grey شهرتها فى الشّهر الحالى، خصوصًا بعد عرض الفيديو الترويجىّ للفيلم، فانقسم اللبنانيون بين مؤيدٍ ومعارضٍ لهذا النوع من الجنس، وبات السيد جراى بمثابة «خوان الغول» الجديد لدى الكثير من اللبنانيات اللواتى باتت لديهن مواصفات جديدة لفارس الأحلام الذى لا يمتطى خيلاً، بل يقود سيّارة من نوع «أودى» ويغرق حبيبته بالهدايا الثمينة والباهظة، وهذا التفصيل فى القصة مطابقٌ لحدٍ كبيرٍ لمتطلبات فئة من الآنسات والسيدات فى المجتمعات العربية. وفى المغرب بعد أن حذف الموقع الخاص للمركب السينمائى ميغاراما على الإنترنت أى إشارة لجدول توقيت عرض الفيلم «50 ظلًا للرمادى»، والذى كان الموقع قد أشار فى وقت سابق إلى عرضه موازاة مع عيد الحب، ظن البعض أن الفيلم لم يحصل على تأشيرة. ولكن فى آخر المطاف، فإن الفيلم قد تمت إذاعته يوم الأربعاء 18 فبراير فى قاعات ميغاراما بالدار البيضاء. وقد ذكر موقع المركب السينمائى على الإنترنت أن الفيلم ممنوع على من هم أقل من 16 سنة، وفى هذا الإطار كان الإقبال كبيرًا على العرض الأول للفيلم، ولا أحد ممن كانوا قد حجزوا تذاكر الفيلم كان يصدق أنه بالفعل سيتم عرضه. لكن فوجئ المغاربة بالعرض لتتواصل معه موجة الجدل فى الدار البيضاء اعتراضًا على مشاهد سادية غريبة على المجتمع بحسب وصف المواقع المغربية. أما فى الإمارات فقد تقرر عدم عرض فيلم «50 ظلًا للرمادى» أو Fifty Shades of Grey»، بعد أن طالبت رقابة المحتوى على المصنفات الفنية حذف 35 دقيقة من إجمالى 125 دقيقة، وهى المدة الزمنية للفيلم، المثير للجدل حاليًا فى جميع أنحاء العالم، وذلك بسبب المشاهد الحسية المبالغ فيها، ومن بينها مشاهد تصور ممارسات جنسية باستخدام معدات لتوثيق الأيدى وعصب العيون.. ورغم أن المشاهد الجنسية لا تزيد على 11 دقيقة إلا أن الرقابة فى الإمارات ترى أن باقى مشاهد ال 35 دقيقة تحمل إيحاءات لا يجوز عرضها على المجتمع العربى.