*عاد الزوج من عمله ليجد النيران تلتهم منزله وطفليه غارقين فى دمائهما فقد «مصطفى» زوجته، وفقد طفلاه «وعد وبلال» أحضان أمهما الدافئة، كان يدرك أنها تركت له حملًا ثقيلًا، لن تقوى على حمله زوجة جديدة، فانتقل للإقامة مع والده ووالدته، علهما يساعدانه فى شغل الفراغ الذى خلفه رحيل الزوجة، وهربا من فكرة البحث عن تجربة زواج جديدة، بسبب الروايات الكثيرة المرتبطة بسلوكيات زوجة الأب، وظل طفلاه بصحبة جديهما لما يقارب العام، بعدها قرر الانتقال لمسكنه الخاص، وسرعان ما ظهرت فى حياته فتاة جديدة، استطاعت أن تدخل قلبه.. من باب العطف على طفليه، واعتقد أنها الأم البديلة التى أهداها له القدر لتنقذ طفليه من مرارة اليتم، ولم يخطر بباله أن تكون سببًا فى إنهاء حياتهما. يقول «خالد.م» شقيق الأب الذى فقد طفليه على يد زوجته الجديدة، إن «وعد وبلال» راحا ضحية زوجة أب تجردت من مشاعر الإنسانية، دخلت قلب وعقل شقيقى من باب العطف على طفليه، وبعد أن تزوجها، طلبت الطلاق بسبب الطفلين، ثم دبرت حادثًا للتخلص منهما. ويضيف «خالد.م»، «وعد» كان عمره 4 أعوام، و«بلال» كان عمره عامين، وبعد رحيل والدتهما، انتقلا بصحبة والدهما للإقامة مع جديهما، وبعد مرور عام انتقل الأب للعيش معهما فى مسكنه الخاص، وأمضى معهما عامًا آخر، لكنه كان مشغولًا دائمًا بمصيرهما، وكان يخشى عليهما من البقاء وحيدين فى المنزل، وخلال هذه الفترة تعرف ب«أميرة.ط» كانت قد انفصلت عن زوجها قبل 7 شهور، وحاصلة على ليسانس آداب، وتحفظ 18 جزءًا من القرآن الكريم، تعمل كمدرسة فى حضانة. يكمل «خالد.م»: كانت «أميرة.ط» تعامل أطفال شقيقى بطيبة ولطف، فاعتبر أن القدر الذى اختطف منه زوجته، أراد أن يعوضه.. ويعوض طفليه، بمن تنقذهما من مرارة اليتم، وجاءت فترة الخطوبة التى اعتبرها الزوج الأرمل بمثابة الاختبار لعلاقتها بطفليه، فنجحت فى الاختبار ببراعة، وتعلق بها الطفلان، وتم الزواج. كان الزوج حريصًا على توفير عوامل النجاح لعلاقته الزوجية الجديدة، أرسل طفليه إلى جدهما فى أول أيام زواجه، لتنعم العروس ب 10 أيام عسل، تنفرد خلالهما بالزوج.. فقط، بعدها عاد الطفلان لعش الزوجية الجديد، لكن سرعان ما تبدلت أحوال الزوجة، وتغيرت طريقة معاملتها لهما، دون أن يدرى الأب شيئًا. الصدفة وحدها كشفت ممارسات زوجة الأب مع طفليه، التقى بأحد الجيران، وتطوع الرجل لسؤاله عن أسباب ضرب زوجته الجديدة لطفليه، وأبلغه أنه يسمع صرخاتهما بشكل متكرر، وحين واجه «مصطفى» زوجته بأقوال جارهما، قالت إنها كان تأدبهما بسبب تصرفاتهما السيئة. لم يحتمل «مصطفى» اعترافات زوجته الجديدة بالتعدى على طفليه، فأرسلها إلى منزل والديها، بعد مرور شهرين على زواجهما، وبقيت هناك لمدة شهرين ونصف الشهر، وبعد تدخل الأهل والأصدقاء لإصلاح الأمر، وعادة إلى منزل الزوج، وتعهدت بعدم ضرب الطفلين، واتفقت مع «مصطفى» على أن تترك له أمر عقابهما، لتظل هى فى نظرهما ملاك الرحمة، لكن سرعان ما نقضت الاتفاق، وكانت ترفض تلبية طلبات الطفلين بحجة أنها ليست خادمة لهما، وعلم الزوج من طفلته «وعد» خلال توصيله لها إلى مدرستها أن زوجته الجديدة عادت لضربها وضرب شقيقها «بلال»، وهددتهما بوصلات تعذيب قاسية فى حال الشكوى لوالدهما أو إبلاغه بما تفعل. شقيق «مصطفى» أكد أن «أميرة.ط» اتصلت بوالدها فى اليوم الذى سبق حادث قتل الطفلين، وأبلغته أنها لا ترغب فى البقاء بمنزل زوجها، وطلبت منه أن يأتى ليأخذها إلى منزله، لكنه رفض. وفى يوم الحادث وبالتحديد وقت صلاة المغرب غادر «مصطفى» منزله متوجها إلى مقر عمله، وبعد نصف ساعة تلقى اتصالًا من بواب العقار جيرانه، ليبلغوه أن شقته تحترق، عاد مسرعًا ليشاهد النيران تطل بألسنتها من غرفة نومه، وسيارات الإطفاء والإسعاف تملأ الشارع، حاول أن يدخل الشقة لينقذ طفليه، لكن باب الشقة كان مغلقًا بإحكام، وتمكن أحد جيرانه ويدعى «رجب الحداد» من تحطيم الباب، والدخول إلى الشقة، ودخل معه ليجدا الطفلين فى غرفتيهما، ولم تمسهما النار، كان «بلال» يجلس بجوار سريره، و«وعد» ممددة ما بين السرير وجسد شقيقها، وكلا الطفلين تخرج الدماء من أنفه وفمه لتغطى ملامح وجهه، فأسرعا بحملهما إلى خارج الشقة لإسعافهما.
ذهب الأب إلى مستشفى قريب من المنزل، لكن الطفلين لفظا أنفاسهما الأخيرة قبل إسعافهما، وتم نقلهما إلى مستشفى الهرم، وتوجه الأب إلى قسم الشرطة لمعرفة ملابسات الحادث، وبعد إلقاء القبض على الزوجة، اعترفت بأنها تعدت بالضرب على الطفلين، وأشعلت النيران فى الشقة، ولاذت بالفرار.