*مصادر: من أبناء سيناء.. ويعيشون بيننا.. ونخشى الإبلاغ عنهم قبل العملية الإرهابية الأخيرة، التى استهدفت أبطال الكتيبة 101 فى مدينة العريش، لم يكن معظم المصريين قد سمعوا اسم «الانغماسى»، حتى أعلن تنظيم «بيت المقدس» الإرهابى، أن منفذى العملية من «الانغماسيين»، ما كشف عن وصول التنظيم الإرهابى إلى مستوى جديد من التدريب والتسليح، الذى يتطلبه تكوين تلك المجموعات. بدأ تداول مصطلح «الانغماسيين» إعلاميًا عندما أطلقته الفصائل التكفيرية التى تقاتل النظام السورى، على عناصرها الأكثر اندفاعًا وشجاعة، والتى تنفذ عمليات اقتحام النقاط الاستراتيجية والمحصّنة. وهو مصطلح يوازى ما يُطلق عليها «عناصر كتائب الاقتحام» أو «القوات الخاصة» أو «الكوماندوز» فى الجيوش النظامية. وبحسب المعلومات المتاحة عن عناصر الانغماسيين، فهم يتمتعون بقدرات بدنية وتدريبية عالية، فعادة ما يخرج «الانغماسى» إلى العملية مسلحًا ببندقية آلية، بالإضافة إلى «جعبة عسكرية» تحوى عددًا من مخازن الطلقات، وعددًا من القنابل اليدوية، التى يستخدمها لتغطية تقدمه واقتحامه، كما يرتدى حزامًا ناسفًا، يفجره إذا تمت محاصرته، أو أصبح مهددًا بالقبض عليه من الجانب الآخر، وذلك بهدف إلحاق أكبر قدر من الخسائر فى صفوف «العدو»، وعدم وقوعه أسيرًا. ويمتلك «الانغماسى» عقيدة قتالية «استشهادية»، تؤهله نفسيًا لاقتحام مواقع شديدة الحراسة والتحصين للعدو بأسلحة فردية خفيفة، كما أن ارتداءه للحزام الناسف يُثبت تلك العقيدة.. وقبل أن يخرج إلى العملية، يودع أصدقاءه وزملاءه، ويكتب وصيته ويحدد مكان دفنه أحيانًا. ومن أبرز التنظيمات الجهادية، التى اهتمت بأن تكون لديها عناصر «انغماسية»، هى «جبهة النصرة»، و«الجبهة الإسلامية»، وتنظيم «داعش»، و«أنصار بيت المقدس». وتتركز مهام «الانغماسى» فى الهجوم على المناطق الأكثر تحصينًا لدى «العدو»، المتمثلة فى التلال المرتفعة أو المبانى المحصّنة، كالمعسكرات الأمنية والكمائن، حيث يحاول السيطرة على تلك النقاط لتمهيد اقتحامها وفتح الطريق لزملائه للتقدم والسيطرة عليها. كان «الانغماسيون» قديما يرتدون «الزى الباكستانى»، المكون من بنطال وقميص طويل إلى الركبة وغالبًا ما يكون أسود اللون، كما يكونون عادة ملثمين ويضعون عصابات قماشية على رءوسهم مكتوب عليها شعارات إسلامية، إلا أن الأمر تطور حديثًا، وأصبحوا يرتدون ملابس مماثلة لملابس العدو، ويحاولون التطابق معهم فى المظهر، فيحلقون اللحى والشعر إذا لزم الأمر، ثم يتسللون للمواقع التى يريدون مهاجمتها. وحدث أكثر من مرة أن قاد «انغماسيون» سيارات ملغومة، إلى هدف تابع للعدو وتفجيرها عن بعد، بعدما يهرب منها فى المنطقة المستهدفة، وذلك لتنفيذ عملية أخرى. ويُعرف البعض على المنتديات الجهادية أن «الانغماسى»، هو من يشارك فى العمليات الانتحارية من المنتمين الجدد، فيما يؤكد آخرون أن المصطلح مرادف لمصطلح الانتحارى، فيما نشر أحد المواقع الموالية للقاعدة تعريفًا عن «الانغماسى» يقول إن: «الانغماسيين هم من يغمسون أنفسهم فى صفوف العدو أثناء المعركة ليستشهدوا ويفتحوا أبواب النصر لإخوانهم المجاهدين». وبحسب المنتديات الجهادية فمصطلح «الانغماسيون» ظهر مع ظهور تنظيم «القاعدة فرع الشام والعراق»، حيث استخدم هذا المصطلح لتوصيف بعض مقاتلى القاعدة الذين نفذوا عمليات داخل العراق، ثم بعد ذلك ظهر فى سوريا مع دخول القاعدة على خط المعارك، عبر الجماعات الموالية لها مثل «جبهة النصرة» إلى جانب الجيش الحر لقتال الجيش السورى، ويختلف «الانغماسى» عن «الاستشهادى» أو «الانتحارى»، فى أنه لا يكون مضطرًا لتنفيذ عملية تودى بحياته. ويكون الانغماسى مخيرًا فى تنفيذ العملية الانتحارية، بين استخدام الأسلحة والمتفجرات، حسب مقتضيات ساحة المعركة، وفى تفجير نفسه من عدمه، بشرط عدم العودة دون تحقيق الهدف المطلوب. وتتعمد التنظيمات الإرهابية تصوير عمليات الانغماسيين منذ الإعداد لها، وخلال تنفيذها بالصوت والصورة، لكى يذيعوها كمقاطع فيديو لبث الرعب فى نفوس الأعداء. وتؤصل التنظيمات الإرهابية للعمليات التى ينفذها «الانغماسيون» ببعض الآيات، منها قوله تعالى: (فإما تثقفنهم فى الحرب فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذكرون). وفى السياق ذاته قالت مصادر سيناوية مطلعة إن هؤلاء «الانغماسيين» من شباب سيناء، وهم من أبناء كبار القبائل، وتم تدريبهم خلال الفترة الماضية، على يد بعض العناصر الجهادية التى تسللت من خارج مصر إلى سيناء، كما أنهم يسكنون وسط الأهالى ويدخلون ويخرجون، ولا تعلم الأجهزة الأمنية عنهم شيئًا، لأن من يوشى عنهم للأمن تتم تصفيته هو وأهل بيته. وأكدت المصادر أن الأمن يطاردهم فى مناطق التلال والعجرة وقرى شيبانة والمهدية المتطرفة على الحدود، مضيفة أن هؤلاء لهم بيوت آمنة ومعسكرات مختفية فى وادى عمرو، وأبوطويلة، وقرية التومة، الواقعة على بعد كيلو مترات من الحدود مع إسرائيل، والتى قتل فيها 3 من قيادات التنظيم فى وقت قريب، كانوا يعدون منصة صواريخ لاستهداف تل أبيب.