لو سمع الشيطان حكاية هذه السيدة، لجلس أمامها يتعلم.. أنقذها الأستاذ الجامعى، ذو ال65 عامًا، من الفقر والضنك الذى كانت تعيشه، وبدلًا من أن تحترم إعاقته، وتقف سندًا له فى الحياة، وهو كبير السن الضرير، خانته مع صديقه، ولم تكتف بذلك، فاقترحت على عشيقها قتله، وتقطيع جسده، وإلقاء الأشلاء فى مكان مهجور. نشأت «منار» فى أسرة شديدة الفقر فى الجيزة، وعندما بلغت العشرين من عمرها، تزوجت جارها الميكانيكى، لكن لم يستمر زواجهما أكثر من عام واحد، عادت بعده إلى منزل أسرتها المتواضع، ثم خرجت للعمل فى أحد المستشفيات، كعاملة نظافة، تعرضت خلالها للذل والإهانة، حتى توفر قوت يومها، وتساعد أسرتها على الوفاء بمتطلبات الحياة. ووفقًا لرواية المتهمة فى تحقيقات النيابة، تعرفت على المجنى عليه فى المستشفى، وهو أستاذ جامعى نقل إلى المستشفى إثر تعرضه لحادث، فأجريت له عملية جراحية، وظلت منار تخدمه على مدار 24 ساعة، بعدما أصيب بالعمى، وتقاعد عن العمل، ومع الوقت توطدت العلاقة بينهما، فحكت له عن ظروفها، وحياتها البائسة، فعطف عليها، وقرر الزواج منها. وأخيرًا فتحت الحياة أبوابها لمنار، وقتها، لم تسعها الدنيا من السعادة، وتزوجت الرجل الذى كان ينفق عليها وعلى أسرتها، وأصبحت «أسعد إنسانة»، خاصة بعدما أنجبت منه طفلة، إلا أن علاقتهما تدهورت، مع تدهور صحته، وبدأ صديقه المحاسب يلعب بعقلها، لتنشأ علاقة جنسية بينهما. واعتاد الصديق أن يتردد على الزوجة فى شقة الزوجية، رغم وجود الزوج، الذى لم يكن يثير خوفهما، ورغم ذلك سئمت من وجود الزوج على قيد الحياة، فقررت التخلص منه، حتى تستمتع بأمواله، التى ترغب أن ترثها، لتعيش بحرية أكبر مع عشيقها، الذى وافق على خطتها فورًا، عندما عرضتها عليه، لأنه كان مديونًا بأموال كثيرة. واتفق العشيقان على تنفيذ الجريمة، وذهبا إليه بعد منتصف ليلة سوداء، حيث سمحت الزوجة للمحاسب بالدخول إلى الشقة، وكتما أنفاس الزوج المغدور، ثم قطعا جسده إلى أشلاء، ووضعاها فى أكياس، وألقيا بها فى منطقة مهجورة فى مدينة 6 أكتوبر. ومن جهته، تلقى مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، اللواء محمود فاروق، بلاغًا بالعثور على جثة الأستاذ الجامعى المتقاعد، داخل أكياس، فانتقل رجال المباحث إلى مكان البلاغ، وبدأوا فى جمع التحريات حول الواقعة، فتبين أن الجريمة وراءها الزوجة، ذات ال35 عامًا، والعشيق، وتمكن رئيس مباحث أول أكتوبر، المقدم أحمد نجم، من ضبط المتهمين، اللذين أكدا فى محضر الضبط ارتكابهما الواقعة، وأحيلا إلى النيابة العامة التى تولت التحقيق، وقررت حبسهما على ذمة القضية.