*الضابط المفصول من الداخلية هشام العشماوى تولى التنسيق بين 3 مجموعات نفذت العملية بالهاون والصواريخ بعد تحليل ودراسة للعملية الإرهابية التى شهدتها سيناء الخميس الماضى أكد منشقون عن التنظيمات التكفيرية ومصادر جهادية أن العملية الأخيرة التى قامت بها الجماعات الإرهابية والتى استهدفت مديرية الأمن والكتيبة 101، وفندق القوات المسلحة وعدد من النقاط الأمنية، لم تكن نتاج مجهودات فردية أو من خلال المجموعات الموجودة فى سيناء فقط، مؤكدة أن المخطط تم وضعه والاستعداد له مطلع ديسمبر الماضى بمعاونة جهات خارجية وتنظيمات إرهابية. ووفقا للمصادر فإن المجموعات التى نفذت هذه العمليات، كان بينها عناصر إيرانية تسللوا إلى سيناء من الجانب الفلسطينى عبر الأنفاق التى لم تصل لها القوات المسلحة بعد، وأكد المصدر أن العملية تأتى بعد الاتفاق الذى تم فى اجتماع عقد بإسطنبول ديسمبر الماضى وحضره المسئول الأمنى بالقنصلية الأمريكية بتركيا، وعدد من القيادات الإخوانية وما يطلق عليه اسم البرلمان الموازى، وكذلك حضر الاجتماع ممثلون عن جماعة الإخوان السورية بقيادة تيسير علونى، وكذلك عدد من أفراد المخابرات التركية والقطرية بحسب المصادر، وتم الاتفاق على ضرورة إعلان سيناء ولاية تابعة لتنظيم «داعش» الإرهابى بعيدا عن مسمى جماعة الإخوان، وأن يتم دعم هذه الجماعات ماديا وتسليحها وتدريب أعضائها أيضا. المصدر أكد أيضًا أن العملية التى تم تنفيذها فى العريش مساء الخميس 29 يناير الماضى، كان من المفترض أن تنفذ يوم الخامس والعشرين من نفس الشهر إلا أن التشديدات الأمنية حالت دون وقوع ذلك فتم التأجيل لتكون مباراة القمة بين الأهلى والزمالك هى ساعة الصفر لتنفيذ العملية. من جانبه كشف العميد حسام العواك، القيادى بالجيش السورى الحر، أن هناك ما يقرب من 100 عنصر تم تسريبهم إلى الداخل المصرى خلال الشهرين الماضيين، من بينهم عناصر إيرانية. وقال إن عملية تسلل هذه العناصر تمت من خلال جبل ممر سيدنا من الجانب السودانى منتصف ديسمبر الماضى، وبالتنسيق مع قيادات من الصف الثالث بجماعة الإخوان بمصر، والذين سهلوا لهم عملية الانتقال إلى سيناء على فترات متباعدة طوال الأسابيع الماضية. وأكد العواك أن المجموعة الثانية التى دخلت عبر غزة مطلع يناير الماضى ضمت نحو 50 عنصرا بينهم عناصر إيرانية أيضًا قاموا بتدريب عناصر إرهابية أخرى فى مخيمات بخان يونس تحت إشراف فتحى حماد وزير داخلية إسماعيل هنية السابق، والذى يشرف على معسكرات الحرس الثورى الإيرانى حاليا، وذلك بالتنسيق مع محمود عزت القيادى الإخوانى الهارب فى غزة، والذى نسق أيضًا مع وجدى غنيم الذى كان حلقة الوصل مع إخوان الداخل خلال الفترات الماضية. أما المجموعة الثالثة فقد دخلت عن طريق الأراضى الليبية وهى مجموعة تابعة لأنصار الشريعة الموالية لتنظيم داعش، والتى تلقت تمويلا كبيرًا من إخوان ليبيا الأيام الماضية، وجاءت من درنة عن طريق العديد من الدروب الصحراوية التى تستخدم فى عمليات التهريب بين مصر وليبيا وهى أودية كثيرة وخطرة للغاية، وقامت هذه المجموعات بالوصول إلى سيناء نهاية ديسمبر الماضى حسب ما أوضح العواك. قيادات جهادية منشقة أكدت أن المواد المتفجرة التى استخدمتها المجموعات الإرهابية فى السيارة التى انفجرت بالقرب من مديرية أمن العريش، تم الحصول عليها من مخازن داخل غزة، وتم تهريبها من خلال بعض الأنفاق السرية التى كانت موجودة، وربما من خلال بعض الأنفاق التى تم حفرها بمعدات حديثة خلال أيام قليلة، وقال المصدر إنه إلى جانب استخدام قذائف الهاون فى العملية والصواريخ فقد استخدم منفذو العملية قنابل «أم العبد» صنعها مجموعات إيرانية ودربت عليها بعض العناصر المسلحة التابعة لأنصار بيت المقدس والتى فرت من العمليات الأمنية الأخيرة إلى داخل غزة، وإلى بعض الأودية والمناطق الجبلية البعيدة عن أعين الأمن. مرحلة التنسيق تمت بين المجموعات الثلاث بقيادة هشام عشماوى ضابط الشرطة المفصول من وزارة الداخلية والذى انضم إلى المجموعات الإرهابية ويستقر حاليا بغزة، مع جماعة أنصار بيت المقدس أو ولاية سيناء كما يطلق عليها بعد إعلان الولاء لداعش، والتى أعلنت مسئوليتها عن العملية. فى الوقت نفسه يؤكد العواك أن المخطط الذى وضعته عناصر الجماعة بإسطنبول وعناصر قطرية وتركية، ودعم مخابراتى إيرانى يستهدف إقامة وحدات ثابتة فى شمال سيناء وعدة نقاط أخرى فى رفح وغيرها من المناطق. وشدد العواك على أن التنسيق تم مع إخوان الداخل فى مصر، والتى قامت بعدة عمليات تفجيرية فى ذات الوقت الذى تم فيه التفجير فى العريش، وذلك بهدف إحداث هزة كبيرة لأجهزة الأمن، إلا أنه لم يتم تنفيذ العديد من الهجمات الإرهابية التى كانت موضوعة نظرًا للتشديدات الأمنية فى بعض المناطق. من جانبه أكد نبيل نعيم، القيادى الجهادى السابق ومؤسس التنظيم فى مصر، أن العناصر التابعة لأنصار بيت المقدس والتى شاركت فى العملية تلقت تدريبات على يد مجموعات خارجية فى غزة الشهور الماضية، وتلقت الكثير من الدعم المالى من قطر وتركيا، كما تم تزويدها بشحنات من السلاح والمواد المتفجرة عن طريق ليبيا وغزة. وأشار نعيم إلى أن العناصر الأخرى التى شاركت أنصار بيت المقدس هى عناصر تدعى أنها تابعة لتنظيم داعش إلا أنها عناصر إرهابية مرتزقة تعمل مقابل مبالغ مالية كبيرة وتتظاهر أنها مبايعة لأبو بكر البغدادى زعيم تنظيم داعش الإرهابى فى العراق وسوريا.
وشدد نعيم على تورط المخابرات التركية والقطرية فى العملية وتدبير الوسائل المختلفة لدخول تلك العناصر والتنسيق مع إخوان الداخل للقيام ببعض العمليات التفجيرية فى ذات الوقت الذى وقع فيه التفجير.