*النقابة تقاطع منتجات «المتحدة».. و«الصحة» تخصص خطًا ساخنًا لتلقى شكاوى «النواقص» *سعودى: المقاطعة لمدة 3 أشهر.. وخاطر: المريض الفقير هو الخاسر الوحيد ينتظر القطاع الدوائى فى مصر أزمة جديدة، بسبب تجاهل وزارة الصحة لمطالب الصيادلة، بعدما أعلن معظمهم مقاطعة عدد من المنتجات، خاصة التى توزعها شركة المتحدة لتوزيع الأدوية، ردًا على ممارسة الشركة لضغوط على الصيادلة، تمثلت فى خفض الخصم النقدى، وفترات الائتمان. وقبل أيام، أعلنت وزارة الصحة عن تخصيصها خطًا ساخنًا برقم 25354150، لتلقى شكاوى المواطنين عن نقص الأدوية، ما يكشف عن تقدير الوزارة لحجم الأزمة، خاصة مع وجود طلب كبير على ما توزعه الشركة من أدوية، وبحسب الدكتور ياسر خاطر، رئيس التجمع الصيدلى، فإن «سوق الدواء فى مصر يعانى من حالة سيئة حاليًا، خاصة بعدما أعلنت شركات توزيع الأدوية، بقرارات صريحة، عن تقليل مدة الخصم على الشيك والخصم النقدى، ويعنى ذلك أن أغلب الصيدليات تعمل بنظام الشراء بالآجل». وأضاف خاطر فى تصريحات ل«الصباح»، «القرار يعنى أن يتم شراء الأدوية من قبل الشركات الكبرى، مع إعطائنا فرصة حتى نهاية الشهر للسداد، وهذا كان المعمول به»، موضحًا «قللت الشركة نسبة الخصم على الأدوية، بسبب موقف الصيادلة من شركات التوزيع، التى بدأت خلال الفترة الماضية فى رفض استرجاع الأدوية منتهية الصلاحية، والضغط على الصيادلة». وأكد أن «الخاسر الوحيد فى هذه الأزمة هو المواطن الفقير، الذى يذهب إلى الصيدليات من أجل شراء نوع معين من الأدوية فلا يجده»، لافتًا إلى أن «هذه المشكلة ليست صغيرة كما يعتقد البعض، فما يحدث الآن هو أزمة حقيقية ستظهر نتائجها خلال الأيام القليلة المقبلة، وذلك بعد أن انتشرت فكرة مقاطعة منتجات الشركة فى أغلب المحافظات». ومن جهته قال الدكتور صالح منصور، عضو نقابة الصيادلة: «ستتم مقاطعة شركة المتحدة لتوزيع الأدوية، بسبب سياساتها الخاطئة مع الصيادلة»، مشيرًا إلى عقد جمعية عمومية للصيادلة فى 17 يناير، لتشكيل لجان متابعة للمقاطعة فى كل المحافظات»، مؤكدًا أن «الشركة تستقطع أرباحًا من الصيدليات الصغيرة لتتمكن من إرضاء السلاسل الكبرى، وهذا من شأنه أن يسبب مخاطر كبيرة، فهى تجنى أرباحًا خيالية، الشركات الحكومية أولى بها». وأشار إلى أن شركات «المتحدة، ابن سينا، فارما، وأوفرسيز»، تتحكم فى توزيع الدواء فى مصر، بينما تتحكم «المتحدة» فى توزيع أدوية القلب والروماتيزم، والمضادات الحيوية، بالإضافة إلى قطرات العين المستوردة. وفجر الدكتور محمد سعودى، وكيل نقابة الصيادلة، مفاجأة، بتأكيده أن «الصيادلة ينوون مقاطعة شركة المتحدة لمدة 3 أشهر فقط، لأنهم لا يستطيعون مقاطعة كل الشركات، فإذا حدث ذلك ستحدث مجاعة علاجية فى مصر، ولا نريد الضرر للمواطن المصرى»، مضيفًا «نريد تطبيق القرار الوزارى رقم 499 لسنة 2012، بشأن زيادة خصم الصيدلى، وإلغاء أى قرارات صدرت من رابطة الموزعين، بتغيير السياسات البيعية على حساب الصيدلى المصرى». وأكد أن «منظومة القطاع الصيدلى فى مصر فاشلة، فالشركات المنتجة للدواء تضغط على شركات التوزيع، والأخيرة تضغط على الصيدلى مباشرة»، مشددًا على أن «شركة المتحدة ستحقق خسائر فادحة تقدر بالملايين، بسبب المقاطعة، وهو ما سيصب فى صالح شركات التوزيع الحكومية». وفى السياق نفسه، أكد الدكتور طارق سلمان، مساعد وزير الصحة لشئون الصيادلة، أن «الوزارة تعلم بما تقوم بها نقابة الصيادلة، ونحن فى حالة طوارئ للتصدى لهذه الأزمة، لذلك خصصت الوزارة خطًا ساخنًا للإبلاغ عن نقص أى من الأدوية فى الصيدليات، سواء الخاصة أو الحكومية». وأصدرت الوزارة بيانًا، أكدت فيه أن هناك عدة إجراءات متبعة عند تلقى شكاوى، سواء من المواطنين أو المؤسسات الصيدلانية التابعة للوزارة، أو شكاوى المستشفيات الخاصة، عن وجود نقص فى أحد العقارات الدوائية، تبدأ بالاستعلام عن أرصدة المستحضر محل الشكوى، ومعدلات الاستهلاك فى مخازن شركات التوزيع.