السبت 24 ديسمبر الماضى كان الرأى العام العالمى مع مشهد جديد من مشاهد الانفصال العقلى الكامل لتنظيم الإخوان عن العقل والواقع، حيث وقف دكتور هندسة هارب من مصر اسمه ثروت نافع ليعلن قيام البرلمان المصرى، زاعمًا أنه البرلمان الشرعى الشعبى الذى يمثل مصر أمام المحافل الدولية، ولاحظ المراقبون أن منظمى الحفل اختاروا فندق «تيتانيك» للإعلان عن الحدث، وتيتانيك كما هو معروف سفينة غارقة أصبحت مثلا لسوء القيادة وعدم معرفة القائمين عليها بخط السير، أدت حماقات قائد تيتانيك لغرق السفينة، وفى مصر كانت هناك يد قوية حاسمة منعت سفينة الوطن من غرق إرادة لها قبطان أحمق اسمه محد مرسى تولى القيادة فى ظل ضباب وأنواء دولية عاتية، صدق الهارب ثروت نافع أن البرلمان الهزلى المنعقد برعاية ودعم وملايين دولارات الزعيم التركى المخبول رجب طيب أردوغان أن البرلمان الذى يعلن عنه شىء حقيقى، وأفرط فى التعيينات، وجعل من الدكتور الهارب جمال حشمت، والدكتور المريض حاتم عزام وكيلين للمجلس، ليس هذا فقط.. الجنون وصل إلى حد نشوء صراعات بين الهاربين على المناصب بعد أن رفض طلب ممثل لجماعة إرهابية أخرى ويدعى الدكتور محمد الصغير فى تحقيق طلبه بأن يكون وكيلا ثالثًا للبرلمان على أساس أن جهوده فى دعم العنف والإرهاب لم تكن قوية، كما أن تصريحاته فى قناة «الجزيرة» طيلة العام المنصرم لم تكن كافية للمزيد من الحض على حرق المنشآت ومهاجمة الجيش والشرطة كما فعل الآخرون من أبناء الجماعة، ثروت نافع بعد إعلان البرلمان بدأ فى إرسال خطابات واشترى «ختمًا» كتب عليه «رئيس مجلس الشعب المصرى» ليوقع به قراراته وخطاباته، وكانت أول خطاباته كرئيس للبرلمان إلى دولة الكويت مطالبًا إياها بعدم استقبال الرئيس عبدالفتاح السيسى باعتباره كما تقول مضابط المجلس الإخوانى ليس رئيسًا شرعيًا للبلاد، ولم يفاجأ ثروت بالاستقبال الرسمى المهيب للرئيس السيسى فى الكويت فالرجل ثروت وتابعاه حشمت وعزام منفصلون تمامًا عما يدور فى العالم، إضافة لانفصاله عن الواقع يتمتع رئيس مجلس الشعب الإخوانى فى عباسية أردوغان بالكذب الخالى من الإبداع، حيث كانت أول تصريحاته «أنا لست إخوانيًا بل كنت ضدهم لكننى مع الديمقراطية والصناديق ولهذا جئت إلى هنا وتكبدت من مالى وحريتى ثمنًا أتصدق به على العبيد الراكعين تحت بيادة العسكر»، وتواصلت ملامح الجنون بتصريحات جمال حشمت التى قال فيها «البرلمان المصرى المنعقد فى تركيا للظروف السياسية التى تعيشها مصر خطوة تأخرت لكنها جاءت فى توقيتها واستجابات البرلمانات الدولية لنا أكثر من رائعة»، هذه التصريحات تجعل من انعقاد أول دورة لمجلس الشعب «المصرى» القادم فرصة وضرورة لإنجاز الخطوة الثالثة من خريطة الطريق ولإسكات هذا الجنون المطبق.. للأبد!