"*شباب ماسبيرو"يطالب باجتماع عاجل لمجلس الأمن.. والأنبا بولا يدعو المصريين للعودة للوطن وسط الانشغال بالتحالفات السياسية، وترتيبات الانتخابات البرلمانية المقبلة، راحت دماء الدكتور مجدى صبحى، وزوجته، وابنتهما كاترينا، هباء، لم يحصلوا سوى على بيانات شجب وإدانة وتنديد، لا تسمن من جوع، ولا تعيد الموتى، ورغم أن جريمة مقتل الأسرة القبطية فى مدينة سرت الليبية، على يد الميليشيات الإرهابية فى المدينة، كانت فاجعة إلى أقصى مدى، إلا أنها لم تكن كافية، فيما يبدو، حتى تتخذ مؤسسات الدولة إجراءات حازمة لإعادة المصريين من أراضى الموت. لم تمر سوى أيام قليلة على جريمة مقتل عائلة الطبيب، حتى تلتها جرائم أخرى فى حق المصريين، بدأت باختطاف 7 شباب، ثم 13 آخرين، وربما لم تكن مصادفة أن يكون جميعهم من الأقباط، بعدما توعدت التنظيمات الإرهابية الليبية صراحة باستهداف الأقباط تحديدًا، ورغم ذلك ظلت بيانات الإدانة والشجب والتنديد هى السلاح الوحيد فى يد مؤسسات الدولة، ومن بينها الكنيسة، التى شُغلت قيادات كنسية بارزة فيها بترتيبات الانتخابات، ولم تَصدر حتى الآن دعوة رسمية للأقباط بالعودة من ليبيا، حفاظًا على حياتهم. منذ قيام الثورة الليبية فى 17 فبراير 2011، تجاوز عدد المصريين الأقباط الذين تعرضوا لأعمال عنف على يد الميليشيات الإرهابية إلى 50 شخصًا، قتل منهم نحو 20 شخصًا، ففى مارس 2013، تم احتجاز عدد من الأقباط العاملين فى ليبيا، على يد جماعة أنصار الشريعة الإرهابية، التى اتهمتهم بالتبشير بالمسيحية، وفى 24 أغسطس الماضى قتلت الجماعة نفسها 7 أقباط آخرين. وأثار تكرار حوادث اختطاف الأقباط حالة من الغضب بين شباب الأقباط مؤخرًا، وبعضهم طالب الكنيسة بتوفير النفقات التى تنفقها على المبانى ومكاتب الأساقفة، لتوفير فرص عمل لهؤلاء الشباب، الذين يذهبون إلى ليبيا بحثًا عن فرصة عمل، غير مبالين بالأخطار التى تهدد حياتهم هناك. من جانبه، طالب هانى رمسيس، أحد مؤسسى اتحاد شباب ماسبيرو، المنظمات الحقوقية بإصدار نداء إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كى مون، لدعوة مجلس الأمن إلى الانعقاد، لتوفير ممرات آمنة للعائدين، ومحاسبة كل من يقترب من تلك الممرات، مضيفًا «وأطالب وزارة الخارجية بتخصيص رقم تليفون لتواصل الأهالى معها، فى حال توافر أى معلومات لدى أى طرف عن ذويهم». وأضاف «كما أطالب الأحزاب بإصدار إعلان من القاهرة عن حقوق المصريين فى الخارج، تلتزم به الأحزاب ومرشحيها فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، كما أطالب الكنيسة بإعلان يوم عالمى للصلاة، ودعوة جميع الكنائس وطوائف العالم إلى الصلاة من أجل مسيحيى الشرق الأوسط، ومختطفى ليبيا. وفى تصريحات ل«الصباح»، شدد الأنبا بولا، مطران طنطا، ومسئول ملف الأقباط فى ليبيا، على ضرورة امتناع المصريين عن السفر إلى ليبيا فى الوقت الحالى، و«أن يقتسم المصرى الرغيف مع أخيه، ومن يوجد فى إجازة عليه ألا يعود إلى هناك مرة أخرى، حتى تهدأ الأمور»، مضيفًا «أنا لا أرى أن الدولة المصرية تستطيع أن تفعل شيئًا فى هذه الظروف، ووزارة الخارجية تعمل فى صمت من أجل عدم إفشال مشروعها». وأوضح «حتى الآن لم يحدث جديد فى مسالة الأقباط المحتجزين فى ليبيا، فالمفاوضات ما زالت مستمرة، والتواصل مع وزارة الخارجية مستمر، لكننا لا نريد الإفصاح على ما يتم عمله لوسائل الإعلام فى الوقت الحالى، حتى لا يتم إجهاض الخطة الموضوعة من جانب وزارة الخارجية، لحل الأزمة». ومن جهته، قال شنودة أنيس نجاتى، شقيق أحد أقارب الأقباط المختطفين، من أبناء قرية العور فى مركز سمالوط بالمنيا، «الآن هناك تفريق بين السبعة الذين اختطفوا فى البداية، وال13 الآخرين الذين اختطفوا مؤخرًا، ومنهم أخى وابن عمى، اللذان عملا فى ليبيا حتى الآن، لأن المنطقة التى كانا متواجدين فيها، وهى مدينة سرت، هادئة تماما، والعمل متوافر بها»، وأضاف «الآن عاد الجميع، عدا شخص واحد، بالإضافة إلى المختطفين، من أصل مائة شخص من أبناء القرية». وأكد أن العمال المختطفين كانوا يريدون الحصول على إقامة قانونية ثم العودة للعمل فى ليبيا مرة أخرى، عندما اختطفوا فى طريق العودة، مضيفًا «لا نعلم عنهم شيئًا، ولا من اختطفهم، ولا هل تقوم الحكومة والكنيسة بدور أم لا؟، فنحن ننتظر فى كل لحظة خبر قتلهم، وهو ما لا نتمناه أبدًا، ونطالب الكنيسة والمسئولين باتخاذ جميع الإجراءات لإعادتهم إلى أرض الوطن مرة أخرى، ونحن لا نتعامل مع الكنيسة فى أى شىء بهذا الخصوص الآن، ولا نعلم ما هو الدور الذى تقوم به حيال هذه الأزمة، ونحن على يقين بأنها تعمل لصالح أبنائها».
وينصح نجاتى كل الشباب المصرى الراغب فى السفر، قائلاً: «اشطبوا ليبيا من حياتكم، فهى الجحيم الذى سيأكلكم إن ذهبتم إليه، فالخاطفون عندما ذهبوا إلى مكان إقامة أبنائنا، كان لديهم قائمة بأسماء المطلوب خطفهم، بحسب كلام أحد المرافقين لهم من المسلمين، الذين تركهم الخاطفون».