*رئيس الوزراء يبدى ملاحظات على وريثه المحتمل خالد حنفى *أزمة بين العربى وسالمان حول شركات القطاع العام فى الموازنة العامة للدولة مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات البرلمانية، فى الربع الأول من العام الجارى، وما يتبعه من انتهاء ولاية حكومة المهندس إبراهيم محلب، تشهد كواليس مجلس الوزراء الكثير من الصراعات حاليًا، والتى وصفها مراقبون بأنها «حرب تكسير عظام» بين الوزراء، ليثبت كل منهم جدارته بالاستمرار فى التشكيل الوزارى الجديد. ورغم إعلان «محلب» نفسه، أكثر من مرة، عدم اكتراثه بما يتردد عن قرب خلافة الدكتور خالد حنفى، وزير التموين، له فى رئاسة الحكومة، إلا أن ذلك لم يمنعه من إبداء العديد من الملاحظات على أداء الوزير، فهو لم ينس أنه من جاء ب«حنفى»، عندما كان يبحث عن وزير للتموين، قبل تشكيل الحكومة، بعدما رشحه له أحمد الوكيل، رئيس اتحاد الغرف التجارية، ووقتها كان حنفى أستاذًا زائرًا فى الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا فى الإسكندرية. ووجد الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء، نفسه فى بؤرة الصراع، عندما عاد من رحلة عمل فى الخارج، ليفاجأ بتعيين المهندس أسامة عسران، نائبا له، مع سحب بعض الاختصاصات الوزارية منه، بالإضافة إلى دخوله فى صراع خارج ديوان الوزارة، مع كل من وزير التربية والتعليم محمود أبو النصر، والقائم بأعمال وزير الإعلام عصام الأمير، ووزير الاستثمار أشرف سالمان، بسبب قطع الكهرباء عن المبانى التابعة لهذه الوزارات، بعد ارتفاع مديوناتها، التى وصلت إلى عدة مليارات، ما يسبب عجزًا كبيرًا فى ميزانية شركات الكهرباء. ودخل الدكتور خالد فهمى وزير البيئة، حلبة الصراع، بمواجهة مع وزير المالية، الدكتور هانى قدرى، بسبب رفض الأخير زيادة ميزانية البيئة، التى يرى فهمى أنها لا تفى بالمتطلبات الأساسية للوزارة، بينما يرى قدرى أن وزارة البيئة تحصل على منح خارجية ضخمة من عدد من الدول الأجنبية، لا تحصل عليها أى وزارات أخرى. ومن جهته، فوجئ وزير التربية والتعليم، الدكتور محمود أبو النصر، بتسريب أخبار عن عدد من مقابلاته الخاصة خارج الوزارة، ما دفعه إلى تعنيف معاونيه، كما يعانى وزير الزراعة الدكتور عادل البلتاجى، من هجوم رجال الوزراء السابقين داخل الوزارة عليه، وتسريبهم أخبارًا تسخر منه وقراراته، بالإضافة إلى دخولهم فى مشادات عنيفة داخل مكتبه يوميا، مع رجله القوى فى الوزارة، على إسماعيل، رئيس قطاع مكتب الوزير، الذى يعتمد عليه البلتاجى فى مواجهتهم، خاصة أنهم يمثلون مراكز قوى كبيرة لا يستهان بها، وربما تهدد بالإطاحة به من الوزارة نهائيًا. أما وزير الأوقاف، الدكتور محمد مختار جمعة، فخرج مؤخرًا عن هدوئه المعتاد، خاصة فى الاجتماعات الرسمية، ودخل فى مناقشة حادة مع وزير الثقافة، الدكتور جابر عصفور، بعد انتقاد الأخير للأوقاف والمؤسسة الدينية، ممثلة فى الأزهر، واتهامه لهم بالعجز عن مواجهة الأفكار المتطرفة، وكادت الأمور تتجاوز حدود المناقشة، لولا تدخل محلب لتهدئة الوزيرين. واشتبك وزير التخطيط أشرف العربى مع وزير الاستثمار أشرف سالمان، حول أحقية كل وزارة بوضع المكون الاستثمارى فى شركات قطاع الأعمال العام، فى الموازنة المالية للدولة، وهو الأمر الذى استدعى تدخل محلب، كما توترت العلاقات بين وزيرة التضامن الاجتماعى، غادة والى، ووزيرة القوى العاملة والهجرة، ناهد العشرى، بسبب تسريبات منسوبة إلى العشرى، عن ترشيح والى صديقتها سهى إسماعيل، مديرة الصندوق الاجتماعى للتنمية، التابع لوزارة التضامن، كوزيرة للقوى العاملة بدلاً منها، وذلك فى خلال اجتماع محلب بهما، ما أغضب العشرى، التى تواجه هجومًا من العمال على وزارتها، بسبب مشكلاتهم مع رؤساء شركات القطاع العام والخاص.