عام ونصف العام، قضاها أسيرًا لدكة الاحتياط.. لم ينطق بكلمة واحدة، ظل يشاهد غيره يشارك، واكتفى فقط بالتدريب، صبر وثابر، وشد عزمه، لعلهم ينظرون إليه، لعلهم يدركون أهمية وجوده، لم ييأس من فرط التجاهل، بل زاده ذلك إصرارًا ومقاومة.. حتى حانت اللحظة، ولاحت بوادر الفرج، وعندما تألق، لاحقته لعنة الإصابة، فى أدق اللحظات صعوبة.. لكنه على طريقة الساموراى اليابانى، صنع من آنات الألم درعًا يحتمى به من فكرة الاستسلام، وسيفًا يقطع به أحاسيس العذاب التى كان يطلقها عقله. ولمدة 20 دقيقة، كان أحمد عادل عبد المنعم يحرس مرمى الأهلى فى الكونفيدرالية الإفريقية بقدم واحدة، رفض أن يحرم ناديه من تغيير أخير، لعله يكون سببًا فى منحه لقبًا استعصى على كل أندية مصر جمعاء، وقد كان.. ضحى «عبد المنعم» بسلامته ليغرس فتيل النصر، ويحقق الأهلى كأسًا غالية. حارس المرمى الكبير بأفعاله يبوح بكل ما يجيش فى صدره ل«الصباح» خلال حوار مهم للغاية: * فى البداية.. كيف ترى حصول الأهلى على لقب الكونفيدرالية ؟ - بالتأكيد لحظة من أسعد لحظات حياتى كأحد صناع هذا الإنجاز، خاصة أن الجميع يعلم أهمية هذه البطولة التى لم يسبق لأحد الحصول عليها قبل الأهلى، وزادت أهميتها لحاجة الفريق لها فى ظل الغيابات المؤثرة، ووصلت الإثارة إلى ذروتها بأن التتويج بها جاء فى الوقت القاتل اللحظات الأخيرة. * ما أصعب لحظات المباراة ؟ - تعرضت لإصابة بتمزق فى العضلة الأمامية فى آخر دقائق المباراة، وكان لابد من خروجى، خاصة أن استمرارى كان يحمل مجازفة كبيرة على الفريق وعلى إصابتى، ولكننى تحاملت وضحيت بنفسى لأن الفريق كان يحتاج إلى تبديل هجومى يساعد على تحقيق الفوز. * هل كان لديك خوف من خسارة اللقب ؟ - تعودنا فى الأهلى على أن نلعب حتى اللحظات الأخيرة، وكنت متفائلًا من قدرتنا على حصد اللقب، وعندما سجل متعب الهدف لم أشعر بأننى مصاب وكأن العافية دبت فىّ من جديد. * ما سبب تألقك رغم أنك ابتعدت عن المباريات منذ عام ونصف العام؟ - عندما كنت أجلس على مقاعد البدلاء لم أكن أقضى وقتًا فقط، ولكننى كنت أصب تركيزى فى الاستفادة من المباريات والاجتهاد بصورة كبيرة، وعندما لاحت لى الفرصة لم أتوان فى التمسك بها، والحمد لله أننى نجحت فى الحصول على إشادة الجميع بعد فترة طويلة من الغياب عن المباريات. * ما أصعب لحظات جلوسك على دكة البدلاء ؟ - كأى لاعب كرة أتمنى أن أستمر فى اللعب بصورة أساسية، وتعرضت لأسوأ لحظات حياتى فى عهد مانويل جوزيه عندما تحولت من الحارس الأول للفريق إلى الحارس الثالث خلف شريف إكرامى ومحمود أبوالسعود، ومع ذلك لم أصب باليأس أو أرحل عن الفريق. * لماذا لم ترحل عن الفريق ؟ - علاقتى بالأهلى مثل السمك فى الماء.. والدى - رحمه الله - أحضرنى للأهلى عندما كان عمرى 10 سنوات، ولا أتخيل نفسى خارج أسواره، وكنت أملك عروضًا عديدة مع نهاية عقدى، لكننى رفضتها بعد أن تأكدت من أهمية دورى مع الفريق ولو على المدى البعيد. * هل كنت تخشى الفشل خارج الأهلى ؟ - كل ما فكرت به أننى قادر على إثبات نفسى، وكنت أملك من الإصرار والعزيمة ما يمكننى من تحقيق ذلك، والتواجد فى الأهلى يحتاج لمقومات كبيرة والحمد لله أننى تمكنت من الرد على الانتقادات. * كيف تعاملت مع الانتقادات ؟ - بالتأكيد كنت حزينًا للغاية، لأن هناك من كان ينتقدنى لأننى لم أفتعل أى أزمات بسبب الجلوس على الدكة الذى لا يعنى على الإطلاق أننى قانع بدور البديل. * ماذا عن المنافسة مع شريف إكرامى ؟ - منافسة شرسة للغاية، وهو ما يضعنى تحت ضغط رهيب، لأن إكرامى حارس كبير ولديه شعبية جارفة، واللعب كبديل له يجبرنى على أن أكون فى نفس مستواه، وهو ما أسعى للوصول إليه.