بدأت تظهر فى الأسواق المصرية أنواع من التفاح يقال إنها «أمريكانى » رغم أن سعرها أقل بكثير من سعر التفاح الأمريكانى الذى نعرفه، وفتح ثمنها البسيط- 3 جنيهات للكيلو- الباب أمام الأسر البسيطة كى تدخل هذه الفاكهة الثمينة إلى غذاء أولادهم، دون أن يدركوا أنهم بهذا يخاطرون بصحتهم. مصادر مسئولة بمركز البحوث الزراعية حذرت من استيراد كميات كبيرة من التفاح الملوث بمبيدات مسرطنة تقدر بآلاف الأطنان، مع عدم خضوع هذه الشحنات للرقابة من قبل وزارة الزراعة، وعدم خضوعها أيضًا للفحص من قبل معمل متبقيات المبيدات التابع لمركز البحوث الزراعية، وهو الجهة المسئولة عن منظومة استيراد الخضراوات والفاكهة من الخارج. وقال مصدر مسئول بمعمل متبقيات المبيدات الزراعية، أن الدكتور أشرف المرصفى مدير المعمل قام بتعطيل القرارات الوزارية الخاصة بمراقبة التفاح المستورد من خارج مصر، رقم 2789 لعام 1996 والقرارات المكملة له. وقالت الشكوى المقدمة من بعض الباحثين بمعمل متبقيات المبيدات، والمقدمة إلى رئيس المركز الدكتور عبدالمنعم البنا، أن هناك شحنات مسرطنة دخلت إلى الأسواق المصرية دون خضوعها للتحليل، حيث كان يتم تحليل متبقيات المبيدات على جميع شحنات التفاح المستورد، وكان يتم رفض العديد منها لاكتشاف رشها بمبيدات مسرطنة ومحرمة دوليًا، وكذلك وجود مبيدات أخرى تفوق النسب المسموح بها دوليًا، وكان يتم تحليل أكثر من 3000 عينة بالمعمل سنويًا. توقف التحاليل وجاء بالمذكرة: «وعندما تسلم الدكتور أشرف المرصفى إدارة المعمل توقف تحليل التفاح بالمعمل، وتقلص هذا العدد ليصل إلى أقل من 200 عينة سنويًا، مما يتيح دخول شحنات مسرطنة داخل الحدود المصرية». وقال الباحثون إنهم التقوا رئيس المركز، وتساءلوا عن سبب تعطيل القرار الوزارى، على الرغم من أنه لم يصدر قرار وزارى آخر يلغيه، فأجاب مدير المعمل، إنهم طلبوا منه ذلك فى لجنة الصادرات والواردات فجن جنون رئيس المركز وقال: «ده يقولوه على نفسهم مش علينا فى وزارة الزراعة»، وطلب من مدير المعمل أن يرسل له كل محاضر الاجتماعات الخاصة بهذا الشأن، وأضاف الباحثون أنه حتى الآن ومنذ أكثر من شهرين لم يحدث شىء وظل القرار معطلاً، ليستفيد المستوردون من توفير ثمن ووقت التحليل حتى على حساب المواطنين. من جانبها حذرت هند عادل- الباحثة بالمعمل المركزى لتحليل متبقيات المبيدات بمركز البحوث الزراعية- من تناول التفاح المستورد الموجود حاليًا بالأسواق المصرية، لحتوائه مبيدات مسرطنة. وتابعت فى تصريحاتها ل«الصباح»: «الموضوع كله داخل وزارة الزراعة، يعنى القرار الوزارى بالتحليل موجود، والذى يقوم بسحب العينات من الموانئ هو الحجر الزراعى، والذى يقوم بالتحليل هو معمل متبقيات المبيدات التابع لوزارة الزراعة، فلماذا يتم تعطيل القرار؟ ولصالح من هذا العبث بالشعب؟» وأضافت عادل أن الباحثين بمعمل متبقيات المبيدات يتوجهون مستنجدين بوزير الزراعة وكل الجهات السيادية لإنقاذ المواطنين من تناول غذاء ملوث بدون سبب منطقى لتعطيل القرار، وتلبيه شكوى الباحثين بمعمل متبقيات المبيدات من وجود فساد مالى وإدارى بالمعمل. ملوك التفاح وحصلت «الصباح» على قائمة لأباطرة استيراد وتجارة التفاح فى مصر، وعلى رأسهم عبدالمجيد رستم، المعروف ب «كينج» التفاح فى مصر، حيث إنه يستورد أكثر من 20 ألف طن تفاح فى العام الواحد أغلبهم من الولاياتالمتحدةالأمريكية. بينما يسيطر على تجارة التفاح المستورد فى سوق العبور شركة الحاج عبدالحفيظ وعصام عبده، وشركة أولاد أبوالعلا، وهما من كبار المستوردين للتفاح فى مصر، ولا يوجد منافس لهم فى سوق العبور. هذا بالإضافة إلى شركة «جاست فريش إيجيبت» لتجارة وتوزيع الفاكهة المستوردة والتفاح، وتعتبر المسيطرة على أسواق القاهرة والإسكندرية، وشركة «رويال جلا» والتى تقوم باستيراد التفاح من فرنسا لصاحبها أحمد السيد أحمد، وتحتل هذه الشركات نصيب الأسد فى استيراد وتجارة التفاح.