*«أفاتكس» يشترى مصنع البوتكس الرئيسى حول العالم ب 66 مليار دولار *عادل إمام أول من قال «الزمن عدوى الأول» وصفية العمرى ونبيله عبيد ونادية الجندى أول من استخدموا «حقن الوجه» *بيرلسكونى أشهر وجه بوتكس بين السياسيين وأيمن نور «غير وجهه» أكثر من مرة! العالم فى حالة توتر كما تعرفون، وتقريبًا هناك حرب عالمية لكنها هذه المرة خفية، بمعنى أن الناس تتقاتل فى عدة دول ويسقط الآلاف يوميًا فى جبهات متعددة من سوريا إلى أوكرانيا، ومن ليبيا إلى العراق، على الجانب الآخر هناك توتر آخر يملأ العالم يرتبط بالصراع مع الزمن، الناس تعتقد أن الوقت يمر سريعًا والنجوم والفنانون بالطبع أكثر إحساسًا بالزمن، وهم يعتقدون أن العدو الأول لهم هو «الزمن».. يريدون شبابًا دائمًا أو على الأقل عدم ظهور وطأة وتجاعيد الأيام على وجوههم التى تلاحقها الكاميرات فى كل مكان، الفنانات فى مصر والعالم أيضًا يهتمون ببقاء أنوثتهن أطول فترة ممكنة، ولهذا يلجأ الجميع إلى «البوتكس» من أجل مقاومة الشعور بأن الفنان أو الفنانة أو رجل الأعمال أو حتى السياسى دخل فى مرحلة الشيخوخة، ولهذا أيضًا كانت مفاجأة بيع مصنع «البوتكس» الرئيسى فى العالم «البرجان» بمبلغ تجاوز 62 مليارًا، وهى صفقة تحدثت عنها المؤسسات الاقتصادية بانبهار باعتبارها تجاوزت بكثير صفقة بيع «واتس أب» بمبلغ 22 مليارًا. منذ فترة تجاوزت عشرين عامًا كان الفنان عادل إمام هو أول من أشار بوضوح لكراهية الفنانين للزمن، حيث ظهر فى برنامج تليفزيونى على القناة الأولى «عندما كان يشاهدها كل المصريين» قائلا: «لا أحد ينافسنى ولا أحد يستطيع أن ينافسنى.. عدوى الوحيد هو الزمن» وكانت المذيعة تسأله عن قيامه بدور شاب صغير يضرب كل من يقابله من الرجال، ويقبل كل من يقابله من النساء، فى هذه المرحلة كان الجمهور يعرف تقريبا الأعمار الحقيقية للفنانين، فلم يشاهد أحد أم كلثوم ولا فايزة أحمد ولا شادية ولا فاتن حمامة ولا غيرهم من كبار النجوم وهم متخفون تحت أى أقنعه وكبروا مع جيلهم بكل هدوء وثقة وإنسانية وتزايد جمالهم عند الناس بمرورهم بالمراحل الطبيعية للإنسان. العشرون عامًا الأخيرة شهدت تغيرات كبيرة، وأصبح الماركتنج «التسويق» هو العنصر الحاكم فى سوق الفن والسياسة والشهرة بشكل عام، ولجأ جميع الفنانين أولا لإخفاء أعمارهم ثم سرت الموضة بين الجميع من السياسيين والمشاهير ونجت فئة رجال الأعمال فقط من هذه الفكرة ربما لرغبتهم فى إشعار الجميع « شعوبًا وحكومات» بأنهم مظاليم ويعانون ويفكرون ليل نهار فى أزماتهم التى لا يقدرها المجتمع! بعقلية «القناص» ورجل الأعمال الذى يستطيع تحقيق خبطات كبرى قامت مؤسسة «أكتافيس» ورئيسها «بول بيسارو» ومعه فريقه التنفيذى المكون من عدد من الخبراء من عدة دول بشراء مصنع «البرجان» والإعلان عن استحواذ الشركة على المنتج واحتكاره على مستوى العالم، وقالت الشركة فى بيان الاستحواذ «إن البوتكس فى طريقه إلى الجميع ولن يقتصر فقط على الأغنياء والقادرين، فمن حق كل إنسان فى أى بلد أن ينعم بمقومات شباب دائم». وبالطبع لم تكن الشركة لتدفع 66 مليار دولار، أى ما يوازى ميزانية عدد من الدول، إلا بعد إدراك القائمين على المؤسسة العملاقة «أكتافيس» ومقرها فى دبلن بأيرلندا أن هوس البوتكس يجتاح العالم ويتزايد الطلب عليه يومًا بعد الآخر. ما هو البوتكس.. خبير تجميل مصرى قال إنه مادة تعرف علميا باسم «بوتونليم توكسن» وهى عبارة عن مادة كيميائية تستخلص من النباتات وتعمل على ارتخاء عضلات معينة خاصة فى الوجه بعد ظهور تجاعيد بعد ازدياد تلك التجاعيد وضوحًا مع التقدم فى السن، وحدد استخدامها فى الحالات الآتية: الخطوط الظاهرة على الجبين، الخطوط التعبيرية العمودية بين الحاجبين، غمازة الذقن، الخطوط حول العين، الخطوط حول الفم، لرفع الحاجب بطريقة غير جراحية، خلل التوتر، فرط التعرق، ويحتاج من 3 إلى 7 أيام حتى تظهر نتيجته ويستمر مفعوله 4 أشهر تحتاج الحالة بعدها إلى حقن جديد وإلا ظهرت نفس أعراض الزمن وبصورة أكبر، ويكمل خبير التجميل يحتاج الرجل إلى كمية أكبر من البوتكس ويرجع ذلك إلى كتلة العضلات الكبيرة للرجل مقارنة بالمرأة، الإقبال على حقن البوتكس يتزايد فى مصر بين طبقات كثيرة- بحسب الخبير- رغم الآثار السلبية الناتجة عند استخدامه خاصة إذا تم الحقن به على يد أطباء غير مدربين على هذا النوع من العمليات، وفى حالة إجراء العملية على يد طبيب غير خبير أو فى عيادات أقل تكلفة تظهر آثار سلبية كثيرة من بينها صداع دائم وغثيان وضيق فى التنفس وأعراض زكام مستمر وتدلى الجفون على نحو يجعل شكل من أجرى العملية مخيفًا إلى حد ما! الفنانون المصريون بدءوا رحلتهم مع البوتكس منذ عشر سنوات، وكان الفنانون مثل صفية العمرى ونبيلة عبيد ونادية الجندى أصحاب ضربة البداية، حيث حاولوا البقاء على الساحة الفنية وتجاوز فكرة أنهم بدءوا التمثيل منذ نصف قرن، وللأسف ظهرت مبكرًا عليهم الأعراض التى حذر منها الخبراء فى حالة الإفراط فى استخدام البوتكس وهى «تخشب الوجه» حيث لا يستطيع الإنسان المحقون بالبوتكس الابتسام بصورة عادية ولا إظهار تعبيرات وجه طبيعية ولا أى انفعال مثل باقى البشر غير المحقونين باختراع البوتكس، وكان النجم محمود عبدالعزيز هو أول من استخدم الحقن بالبوتكس من جيل الفنانين الكبار، حيث ظهرت تجاعيد ما بين الحاجبين عنده بصورة دفعته للحقن قبل مسلسل «محمود المصرى» حيث كانت لديه رغبه فى تكرار نجاحه فى «رأفت الهجان» الذى حققه منذ 22 عاما، لكن الغريب أن أجيالا من الفنانين الشباب لجئوا فى سن مبكرة إلى عمليات الحقن، وأشهر هؤلاء الفنانين رانيا يوسف التى ظهرت فى صور منذ خمس سنوات بصورة تختلف بالكامل عن صورها الأخيرة فى مسلسلات رمضان، ومن المطربات الفنانة شيرين التى تفاجئ جمهورها بتغير ملامح وجهها، ومن العرب أشهر مستخدمات البوتكس الفنانة الإماراتية أحلام. على جانب آخر كان «البوتكس» هو البطل الرئيسى فى معركة الفنان أحمد عز مع الفنانة زينة بعد أزمة الزواج العرفى بينهما، الذى نفاه عز وأكدته زينة، حيث شنت زينة هجومًا على عز بعد مسلسله الرمضانى الأخير «الإكسلانس» قائلة إنه قد حقن نفسه بالبوتكس ليظهر أكثر شبابا وليبقى معشوق الفتيات، وهو ما رد عليه عز بالقسم والحلفان أنه لم يستخدم البوتكس، ولم يجر أى عملية رغم وضوح ذلك على ملامحه فى المسلسل بالفعل. على مستوى العالم يستخدم «البوتكس» استخدامًا أكثر شيوعًا ليس فى الوجه وإنما فى عمليات زيادة نسبة الإثارة لدى الفنانات، وهى العمليات التى تعرف بتكبير الصدر أو أجزاء أخرى من الجسد، عارضة الأزياء باميلا أندرسون كانت فى طليعة مستخدمات البوتكس، وقد أدى حماسها إلى زيادة غير طبيعية فى جسدها جعل عملية تكبير صدرها مضرب الأمثال والتندر والسخرية، وفى الكاريكاتير الفرنسى والأمريكى يعتبر «صدر باميلا» هو نموذج للأشياء التى تكبر أكبر من اللازم. ومن السياسيين يعتبر «بيرلسكونى» رئيس الوزراء الإيطالى الأسبق أشهر وجه بوتكس على الإطلاق، فالسياسى الذى يعترف دائمًا بعلاقاته النسائية المتعددة والذى أدار الحكم فى إيطاليا لثلاثين عامًا وأدار إلى جانب ذلك عددًا كبيرًا من شبكات المافيا «بما فيها شبكات متخصصة فى بنات الليل» احتاج دائمًا إلى إخفاء عمره الذى وصل فى 2014 إلى 80 عامًا وكان لبيرلسكونى الفضل فى إقناع صديقه الرئيس الليبى الراحل معمر القذافى بإجراء عملية مماثلة فى إيطاليا التى تعتبر من أكبر أسواق إجراء هذا النوع من العمليات حول العالم، ولا يوجد من السياسيين المصريين من جرؤ على تغيير ملامح وجهه سوى أيمن نور، بالطبع السياسيون المصريون قاموا بتغيير وجوههم عدة مرات قبل وبعد وأثناء ثورة يناير وثورة 30 يونيو لكن التغيير المادى الملموس كان من نصيب أيمن نور الذى استغل فترة فراغه وهروبه فى بيروت ليجرى عملية زادت وجهه احتقانًا وغموضًا وتضاريس تنبئ عن غموض داخلى بلا حدود. وكالة رويترز وعبر مراسلها فى القاهرة انتبهت إلى ظاهرة أخرى وهى زيادة الطلب على عمليات البوتكس والتجميل بين الفقراء وعللت الوكالة فى تقرير بثته منذ أيام حمل عنوان «جراحات البوتكس وتكبير الصدر أصبحت ضمن أولويات فقراء المصريين» هذه الزيادة فى الطلب إلى انتشار مراكز إجراء مثل هذا النوع من العمليات بسعر رخيص حيث استغل عدد من الأطباء حاجة الفتيات الفقيرات إلى الزواج وإلى لفت الأنظار، وتبلغ تكلفة العملية فى مثل هذه المراكز المنتشرة فى بعض الأحياء الشعبية حوالى 1600 جنيه وهو سعر أقل كثيرًا من السعر الأصلى الذى يتجاوز 50 ألف جنيه، وحذر تقرير رويترز من «الأضرار المضاعفة» لمثل هذا النوع من العمليات وانتشار مثل هذه المراكز بصورة بعيدة عن رقابة أجهزة الدولة. الاهتمام العالمى بمقاومة الزمن عبر البوتكس ليس إلا فصلاً جديدًا فى حياة الإنسانية. ففى الحضارة اليونانية لم يستطع «زيوس» أن يصبح سيد الآلهة إلا بعد انتصاره على «أكرونوس» إله الزمن، لقد مضى زيوس وأصبح فى مزبلة التاريخ وبقى الزمن أقوى من الجميع، يترك آثاره على الوجه فيظهر عدد السنين أو يلجأ الإنسان إلى حيل آخرها «البوتكس» وساعتها يصبح منظره سيئًا للغاية لأنه يتحدى ما لا يمكن مقاومته أبدًا.. الزمن!