لأول مرة أقرأ هذا التعبير "إدمان البوتكس".. وهو مادة صارت تستخدم عن طريق حقن الوجه أو دهانه من أجل الحصول على بشرة لامعة بلا تجاعيد.. الإدمان للكحول أو المخدرات أو الكُله أو البنزين أو الأكل أشياء تعارفنا عليها ولكن "البوتكس" عندما يصير إدماناً نجد أنفسنا بصدد حالة جديدة. قرأت أن الممثلة "داني ميونج" شقيقة المطربة العالمية "كايلي ميونج" صارت مدمنة لتلك المادة.. "البوتكس" تستخدمه عدد من سيدات المجتمع ليس فقط بالطبع نجمات السينما والمذيعات ولكننا نلاحظ على وجوه المشاهير شاهدت مؤخراً مذيعة تليفزيونية كبيرة تؤكد في حديثها عبر البرنامج الشهير الذي استضافها أنها لا تخشى مرور السنوات وتسعد بأن توصف بأنها أم وجدة ثم لاحظت وجهها مشدوداً على الآخر مما أفقده التعبير ورغم ذلك تتطلع لكي تواصل مشوارها على الشاشة الصغيرة ولا أتصور أن تلك المذيعة لو تركت نفسها لبصمات الزمن سوى أنها سوف تزداد جمالاً فلقد كانت صاحبة أجمل وجه عرفته الشاشة الصغيرة.. شاهدت مثلاً تلك النجمة الكبيرة التي لا تكف عن الدخول في معارك إعلامية تؤكد من خلالها أنها قدمت أعظم المسلسلات والأفلام أنها النجمة الأولى ولم تدرك أن الأمر لم يعد متعلقاً بموهبتها هل هي قادرة على الأداء أم لا ولكن ملامح وجهها صارت تخونها تماماً.. الممثل وجه وعينين يجب أن تنطق عينه بالإحساس الذي يعتمل بداخله يعبر عن كل تلك المعاني.. عندما يفقد الوجه تعبيراته بفعل "البوتكس" يحيل وجه الفنانة إلى عروس من البلاستيك.. ما الذي يتبقى بعد ذلك من أسلحة لدى الفنان كيف ينتقل من موقف إلى آخر بينما تخذله دائماً ملامحه.. هل يستطيع الإنسان أن يخدع الناس بوجه لامع دائماً أم أن هناك توافق في التعبير بين الداخل والخارج.. هل نحن نكتشف أننا كبرنا من خلال تجاعيد الوجه وبياض الشعر أم أننا في داخلنا تنبت لنا تجاعيد أيضاً إنها بصمات الزمن ورأي السنين وهو بالمناسبة ليس رأياً سلبياً دائماً.. لجبران خليل جبران تعبير جميل يقول أن الماس هو رأي الزمن في الفحم.. يكمن الفحم في أعماق الصخور عندما تمر أحقاب نراه وقد صار ماساً.. هكذا مشاعر الفنان ووجهه يحيلها الزمن إلى قوة تعبير.. قبل رحيل الفنانة القديرة "أمينة رزق" 90 عاماً شاهدتها على مسرح "الهناجر" تؤدي دورها في مسرحية "شهرزاد" لم أر تجاعيد الوجه ولكن تعبيرات الوجه هي التي ظلت في ذاكرتي.. كل شيء يبدو شاباً وعصرياً في هذه الفنانة التي لم تعرف يوماً شيئاً اسمه "بوتكس"!! نصيحة إلى أي مذيعة أو نجمة.. صالحوا الزمن تصالحوا الجمهور الزمن يحيل الفحم إلى ماس والبوتكس يحيل الماس إلى فحم!!