ينظر كثيرون للانتخابات البرلمانية المقبلة بقدر من الأهمية، بعد أن منح دستور مصر 2013 مجلس النواب صلاحيات واسعة تفوق فى بعض الأحيان ما يتمتع به رئيس الجمهورية من سلطات. وتسعى قوى دينية كثيرة إلى حصد نصيب من مقاعد البرلمان لاستكمال المشهد السياسى فيما بعد 30 يونيو، ويستعد الشيعة المصريون الذين تقدر تقارير غير حكومية أعدادهم فى مصر ما بين 600 إلى 700 ألف، إلى إيجاد موطئ قدم لهم فى أروقة البرلمان، لتحقيق تواجدهم فى المجتمع بشكل سياسى. التخوفات المشروعة من تمثيل الفكر الشيعى داخل البرلمان دفعت «الصباح» إلى تتبع الطرق التى يسعى من خلالها أولياء المذهب الأصولى إلى الوصول للمجلس. ستار الأحزاب البداية كانت من الأحزاب السياسية التى أنشأها الشيعة عقب ثورة 25 يناير، أولها حزب «النصر الصوفى» الذى يتبع نهج الإخوان فى تقديم المساعدات المادية والعينية للمواطنين لكسب ودهم، ويتوقع أن يترشح عنه المهندس صلاح زايد، مؤسس الحزب، ابن قرية «الكابوج» التابعة لمحافظة أسوان، وهو من أبناء أسوان الميسورين، يمتلك مزرعة خيول بنفس القرية، وله شركاء كويتيون ينتمون للمذهب الشيعى، كما قدم من خلال جمعيته الخيرية «الزهراء» مشروعًا للتوأمة بين محافظة أسوان ومحافظة الفروانية الكويتية، بهدف جذب المستثمرين الكويتيين لإقامة مشاريع تجارية ضخمة، جاء الإعلان عن ذلك فى مؤتمر صحفى بعد أن استقبلهم محافظ أسوان، مصطفى يسرى، وبعض من مساعديه. الدائرة الانتخابية التابع لها صلاح زايد هى «كوم أمبو ونصر النوبة»، كما سيترشح عن نفس الحزب أيضًا عبد الولى نصر، المنتمى لأحد بطون قبيلة الجعافرة المنتشرة فى صعيد مصر، وسبق أن تم القبض عليه بتهمة نشر التشيع وسب الصحابة. أصدقاء إيران وفى القاهرة، يأتى خالد كروم، أمين حزب الغد ببولاق أبو العلا، ومالك جريدة «آفاق مصرية»، قبل عمله مندوبًا بوكالة «آسيا» الإخبارية اللبنانية المدعومة من إيران، المرشح الشيعى البارز، وهو يدير جمعية أهلية بمحافظة الفيوم يقدم من خلالها المساعدات العينية للمواطنين للتودد إليهم، لذا لم يستقر حتى الآن على دائرته الانتخابية إن كانت بالفيوم أم بالقاهرة. جدير بالذكر أن كروم متهم بمشاركته فى نشر تقرير بجريدة الغد الناطقة بلسان الحزب، من ثمانى صفحات يتضمن سب وإساءة بحق الصحابة والطعن فيهم، كان عنوانه: «أسوء عشر شخصيات فى تاريخ الإسلام» قاصدًا كبار الصحابة وعائشة «رضى الله عنها»، وعلى قوائم حزب الغد أيضًا يترشح «رجب هلال حميدة» رئيس اللجنة الدينية فى برلمان عام 2005 المتهم بالتشيع. أبو العزايم ذلك بينما يمثل الجبهة الصوفية فى القاهرة، حزب «التحرير المصرى» الذى تأسس بعد ثورة 25 يناير برئاسة علاء أبو العزايم المعروف بعلاقاته المتينة مع إيران، وهو يقوم الآن بتدشين ائتلاف شعبى لحث المصريين على التصويت فى الانتخابات البرلمانية المقبلة. يأتى من ضمن القائمة الشيعية المتوقع ترشحها على مقاعد برلمان ثورة 30 يونيو، «خالد العطيفى» رئيس حزب «الأمة» والشائع عنه اتباعه للمذهب الشيعى دون أن يعلن هو ذلك، ويكتفى بالظهور كرجل مهتم بالشأن السياسى وحقوق الإنسان والجمعيات الأهلية. كما تضم قائمة المرشحين الشيعة للبرلمان «هيثم عبدالنبى» وهو عضو بائتلاف شباب ثورة 25 يناير، كان منسقًا لما يسمى «بالتجمع العربى الإسلامى لدعم خيار المقاومة»، وسيترشح عن منطقة باب الشعرية. الشيعة فى «بحرى» «طاهر الهاشمى» المتحدث الرسمى باسم الشيعة، مرشح عن حزب «التحرير» فى البحيرة، وفى الزقازيق، يدير «جمعية الثقلين» المعنية بالتضامن الاجتماعى فى الإسكندرية ولها مقر فى القاهرة، يقوم من خلالها بتقديم المساعدات والخدمات للأهالى، أما فى الزقازيق يأتى «محمود جابر» المنطوى تحت راية حزب التجمع، لتلافى أى شبهات يمكن أن تربطه بالشيعة، وسيتقدم عن دائرة الزقازيق. بينما يكون المرشح الشيعى الأبرز فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، هو الدكتور أحمد راسم النفيس، ناشط شيعى اثنى عشرى، من المتوقع أن يترشح على قوائم فردية أو على قائمة حزب النصر الصوفى عن دائرة المنصورة. من ناحيته أكد علاء السعيد مؤسس «ائتلاف الصحابة وآل البيت»، على أن هناك بعضًا من المتشيعيين المرشحين لخوض الانتخابات المقبلة قد أعدوا خططًا بديلة.