*«النعيمى» و «الحميقانى» «والربان» أخطر الممولين.. و «جمعية الكرامة» تنفق 2 مليون استرلينى سنويًا على المتشددين *موظف بالأوقاف القطرية صديق ل«القرضاوى» قدم 20 مليون دولار لتنظيم «القاعدة» فى اليمن *جمعية «مافى مرمرة» التركية من أكثر الجمعيات الخيرية الداعمة للإرهاب خاصة تنظيم «داعش» *اللواء «زاهر»: خطف الرهائن وطلب فدية لإطلاق سراحهم نوع جديد من التمويل غير المباشر للإرهاب «هجمات الإرهاب لن تتوقف مهما كانت العتاد العسكرى الذى يواجهها، طالما لم نجفف مصادر التمويل، فهى بمثابة شريان الحياة لهذه الجماعات».. كلمات كاشفة أطلقها اللواء والخبير العسكرى حسام سويلم ذات يوم، ومازالت بمثابة «روشتة أمنية» لعلاج الإرهاب من جذوره. ورغم ذلك، مازال ملف تمويل الجماعات الإرهابية حافلًا بالأسماء، وعلى رأسها خليفة محمد تركى السبيعى الموظف الكبير فى «البنك المركزى القطرى» وعبدالرحمن بن عمير النعيمى، رجل الأعمال ورئيس مجلس إدارة جمعية «الكرامة لحقوق الإنسان»، وكذلك صديقه اليمنى الجنسية والموظف بنفس الجمعية عبدالوهاب بن محمد الحميقانى، وطارق الحرزى عميل «داعش» فى سوريا ويطلق عليه لقب «أمير المفجرين» لبراعته فى صنع المتفجرات، وكان ضمن الشبكة التى أسسها «السبيعى» مطلع عام 2000 لنقل الأموال من قطر إلى «القاعدة» وإبراهيم عيسى البكر الذى خطط لهجمات جديدة على قواعد أمريكية فى قطر، والدكتور أحمد حسين دباش، داعية إسلامى. كما تضم قائمة ممولى الإرهاب شخصيات سعودية كثيرة منهم الدكتور إبراهيم بن حمد القعيد، وهو أستاذ جامعى سابق ورجل أعمال، و10 باكستانيين، من بينهم الشيخ إعجاز أفضل خان، أمير «الجماعة الإسلامية» فى كشمير، و8 من الجزائريين منهم عز الدين جرافة، رجل أعمال، كما تضم 6 فلسطينيين، على رأسهم الدكتور طاهر أحمد لولو، داعية إسلامى، و6 مغربيين، منهم الدكتور أحمد الريسونى، رئيس حركة «التوحيد والإصلاح»، و6 من السنغال، منهم الدكتور إبراهيم لوح، مدير قسم الدراسات بجامعة دكار، و6 إندونيسيين، و5 شخصيات كويتية، و4 من إريتريا، و3 من تركيا، منهم الشيخ حمدى أرسلان، مدرس بجامع «الفاتح» و4 من مصر ولبنان، منهم الدكتور جمال سلطان، رئيس تحرير مجلة المنار الجديد، وأحمد راتب عرموش، مدير دار نشر «النفائس» من لبنان، و2 من بريطانيا، ومن قطر الشيخ خليفة بن محمد الربان، داعية إسلامى. مصادر أمنية سابقة رفضت ذكر اسمها، أكدت ل«الصباح» أن الأسماء التى لم يعلن عنها هم موظفون بديوان الإمارة القطرى وهم على علاقة برجال المخابرات القطريين، وتم التكتم على أسمائهم خوفًا من فضح مخطط أمير قطر لنشر الإرهاب فى المنطقة برمتها. و«السبيعى»، أخطر ممولى الإرهابيين، 49 عامًا، من مواليد قطر ونشأ وتلقى تعليمه الأساسى حتى تخرج فى الجامعة والتحق بعدة دورات تدريبية فى الخارج كون خلالها مشاعر سخط وكراهية تجاه المجتمع الغربى، ويطلق عليه لقب «ميسر الإرهاب» فى إشارة إلى أنه واحد من الذين قدموا خدمات لتنظيم «القاعدة». وسبق ل«السبيعى» أن قدم المساعدة إلى الباكستانى خالد شيخ محمد، أحد العقول المدبرة لهجمات 11 سبتمبر فى الولاياتالمتحدة، كما ساهم مع آخرين فى تأسيس وتمويل معسكرات تدريب للمقاتلين المتشددين فى جنوب آسيا، وعمل كمبعوث ل«القاعدة» فى مجال التواصل مع الجماعات المتطرفة بالمنطقة، وقدم للمحاكمة فى البحرين فى أكتوبر 2007 على ذمة القضية التى عُرفت باسم «قضية الأسطول الخامس»، وحكم عليه بالسجن غيابيًا، ثم أُلقى القبض عليه فى مارس 2008 أثناء وجوده فى قطر، وهو يقضى عقوبة السجن من وقتها، إلا أن أمواله مكنته من التواصل الدائم مع العالم الخارجى والاستمرار فى تمويل «القاعدة»، خاصة أن له علاقات بكبار قيادات التنظيم. أما «النعيمى» فقد عمل للحكومة القطرية وهو مؤسس منظمة «الشيخ عيد بن محمد آل ثان» الخيرية ذات الصلة بالعائلة الحاكمة فى قطر، وسبق اتهامه بنقل مليون ونصف المليون جنيه استرلينى إلى «القاعدة» شهريًا مستخدمًا الجمعية كواجهة لنقل هذه الأموال. ومن واقع المعلومات التى حصلت عليها «الصباح»، قدم «النعيمى» فى عام 2013 ما يقارب 600 ألف دولار ل«القاعدة» فى سوريا عبر شخص يطلق عليه «أبو خالد السورى» كما قام بتحويل 50 ألف دولار أخرى إلى «القاعدة» بالعراق، وفى منتصف 2012 أرسل 250 ألف دولار إلى «حركة الشباب» الصومالية لوجود علاقة صداقة قوية تجمعه مع مختار روبو على وحسن طاهر عويس، من قادة الحركة، كما استغل «مؤسسة الكرامة» فى تمويل الجماعات المسلحة فى ليبيا أيضًا. وتأسست الجمعية فى جنيف 2004 وتم وضع هيكلها التنظيمى المكون من محمد الربان، رجل أعمال قطرى، وأحسن كركادى، طبيب أسنان سويسرى وناشط إسلامى من أصول جزائرية، ورشيد مصلى محامٍ جزائرى يشغل منصب مدير القسم القانونى بالجمعية، ويبلغ تمويل الجمعية سنويًا نحو مليون ونصف المليون فرنك سويسرى. ودفعت هذه الجمعية أموالًا لخاطفى الرهينة السويسرية فى اليمن، فتم تحريرها، ويصف بعض المحللين هذا الأمر ب«الخداع الاستراتيجى»، وهو ما أكد اللواء محمود زاهر ل«الصباح» قائلًا إن «عملية الخطف تتم، ثم تُطلب فدية مالية لإطلاق سراح المختطف، فتتقدم قطر عبر رجالها المقربين من هذه الجماعات لدفع المبلغ المطلوب وتحرير الرهينة وهو نوع جديد من التمويل غير المباشر». ونأتى إلى «الحميقانى»، وهو يمنى الجنسية، شغل منصب «مفتى» بوزارة الأوقاف القطرية، علاوة على رئاسته مكتب جمعية «الكرامة» باليمن، وقد مثل الحميقانى تنظيم «القاعدة» كمفاوض، حيث حضر اجتماعات مع ممثلى الحكومة اليمنية للتفاوض على إطلاق سراح جنود مختطفين لدى «القاعدة»، كما سهل هجمات المجموعات المسلحة على منشآت يمنية حكومية. وقدم الحميقانى مطلع 2012 مبلغ 20 مليون دولار لتنظيم «القاعدة» باليمن، كما قدم منتصف 2011 مليون جنيه استرلينى للتنظيم نفسه، وهو من الدوائر المقربة للأسرة الحاكمة فى قطر وصديق شخصى للشيخ يوسف القرضاوى. وكشف تقرير لمجلة «فورين بوليسى» نشر منذ عدة شهور، عن أن سلسلة من المطاعم بالدوحة يديرها شخص اسمه «حسام السورى» تقوم بتحويل مبالغ مالية ضخمة يتم جمعها من رجال قطريين، إلى تنظيم «داعش» فى سوريا والعراق، مشيرًا إلى أن صاحب هذه السلسلة كان أحد قادة التنظيم فى سوريا، وكان يقود فرقة تعدادها 14 ألف شخص فى مدينة «دير الزور»، ثم يذهب إلى الدوحة ثم يعود بالأموال اللازمة للتنظيم. وكشف التقرير عن أن الهيئة القطرية للأعمال الخيرية، وهى هيئة حكومية تعمل فى المجال الإنسانى وأنشأت عام 2004 برئاسة عبد العزيز بن عبد الرحمن، تعد من إحدى الجهات الممولة للتنظيمات المتشددة فى سوريا والعراق، ومنها «جبهة النصرة» المرتبطة ب«القاعدة» تنظيميًا و«داعش». من جهة أخرى، رصدت «الصباح» مجموعة منظمات تمول الجماعات الإرهابية ومنها جمعية «مافى مرمرة» التركية وهى جمعية غير حكومية، تعمل فى المجال الإنسانى فى أكثر من 100 دولة حول العالم، لكنها أصبحت من أكثر الجمعيات الداعمة للإرهاب، خاصة تنظيم «داعش» الإرهابى فى الأراضى السورية، كما تكفلت بعلاج مصابى التنظيم بالمستشفيات التركية. وتعتبر التبرعات السخية من أوساط التجار الأتراك هى المصدر الرئيسى لتمويل الجمعية، فضلًا عن أن الحكومة التركية بدأت تساعد فى تمويلها منذ عام 2008، بعد أن قامت إسرائيل بحظر أنشطة هذه الجمعية المساندة للإرهاب.