*العملية نفذت على 3 مراحل معقدة و الإرهابيون استخدموا مادة «سي فور انفو » شديدة الانفجار *معامل «الجهاد الإسلامي » فى غزة المصدر الوحيد لتصنيع مادة التفجير ..ومنفذو العملية تدربوا فى «العجرة » و »الجميعى » على العملية لا يزال الملايين من المصريين يقفون على أطراف أصابعهم خوفاً وتأهباً من غدر الإرهاب الغاشم الذى يطيح بأبنائهم من رجال الجيش والشرطة فى سيناء وبجميع محافظات الجمهورية، عمليات إرهابية تتكرر بشكل دورى، مجزرة رفح الأولى الذى راح ضحيتها 16 ضابطا ومجندا فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، ثم مجزرة رفح الثانية التي راح ضحيتها 22 مجندا كانوا فى طريقهم لتسليم عهدتهم وإنهاء خدمتهم العسكرية ، أما الكارثة هذة المرة مجزرة رفح الثالثة والتى راح ضحيتها 28 شهيدا و 31 مصابا حتى كتابة هذه السطور . «الصباح » فى هذا التقرير تكشف كواليس وأسرار تنشر لأول مرة عن المجزرة الثالثة، وتكشف المتورطين الحقيقيين، وكيف خططوا ونفذوا هذه الجريمة، وأين تدربوا، ولمن ينتمون، وتوابع زلزال الحادث الأليم على مشايخ القبائل. مصادر جهادية وسيناوية، أكدت أن منفذي هذه المجزرة ينتمون لتنظيم يطلق على نفسه اسم «المهاجرين والأنصار ».. يضم هذا التنظيم بين صفوفع تكفيريين من سيناء وعدد من جهادي السلفية المطرودين من غزة بعد محاصرة مسجدهم «مسجد بن تيمية » في حي البرازيل برفح، وقتل أميرهم والأب الروحي للسلفية الجهادية عبد اللطيف موسى الذي أعلن عن قيام الإمارة الإسلامية في فلسطين. تنظيم «المهاجرين والأنصار » بحسب المصادر، كان يقوده الجهادى المعتقل فى الوقت الحالى ومنفذ مذبحة رفح الثانية عادل حبارة، والذى حكم عليه بالإعدام منذ عدة أسابيع ، والعملية كانت رداً على صدور الحكم بإعدامه. تفاصيل العمل الإرهابي الذي وقع بكمين كرم القواديس«وهى منطقة تقع جنوب قرية الخروبة فى الشيخ زويد »كما ترويها المصادر وشهود العيان تؤكد أن انتحارياً كان يقود سيارة مفخخة تحمل ما يقرب من 500 كيلو من مادة«سي فور إنفو » وهي تعد الأخطر فى التفجير حيث تزيد آثارتفجيرها عشرات المرات عن مادة «تى ان تى » التفجيرية.. شهود العيان أكدوا أن ضباط الأمن بالكمين استوقفوا السيارة لتفتيشها إلا أن الإرهابي الذي نفذ العملية اخترق الكمين وفجر السيارة بسرعة كبيرة لتخترق المادة المتفجرة الحواجز وتخلف هذه الأعداد من الشهداء والمصابين و يفجر معه جميع السيارات الخاصة ببعض الضباط ونقل المجندين لمعسكرات التدريب. المصادر السيناوية أكدت أنه عقب الانفجار، هاجم مسلحون قوات الكمين بقذائف «آر بي جي » ما أدى إلى زيادة عدد الضحايا، مشيرا إلى أن الهجوم تسبب في إعطاب دبابتين عسكريتين ومدرعة،ودمر جزءا كبيرا من النقطة العسكرية،وهو ما أدى إلى زيادة أعداد الشهداء والجرحى، وعندما حاولت إحدى سيارات الإسعاف نقل المصابين قام الجهاديين بتفجيرها بعبوات ناسفة كى لا تقوم بنقل اى مصاب وتركهم يموتون. نتيجة تلك الإنفجارات – حتى لحظات كتابة التقرير- وصلت إلى 28 شهيداو 31 مصابا من بينهم حالات خطرة تم نقلهم بطائرة عسكرية إلى مستشفى المعادى العسكرى بالقاهرة. مصادر أمنية أكدت أن هذا الحادث تم التخطيط له بدقة حيث أنه سريع ومعقد للغاية، وهو عبارة عن ثلاث عمليات فى عملية واحدة وكل ذلك فى أقل من 10 دقائق ،الأولى وهى تفجير الحاجز الأمنى بالسيارة المفخخة، والثانية استخدام الأر بى جي لإستهداف الدبابات والمدرعات،والثالثة وضع عبوات ناسفة لتفجير أى سيارة تدخل المنطقة خلال وبعد الحادث مباشرة، موضحاً أن هذا التكتيك جديد على الجماعات الجهادية والتكفيرية فى سيناء، وأن هناك عناصر غير مصرية قامت بتنفيذ العملية، لأنهم بحسب شهادات من حضروا كانوا متسترين بإسلوب عسكرى خلف السيارة المفخخة وهو إسلوب عسكرى بحت لخوض الحروب والمعارك. المصادر السيناوية، أكدت أن المنطقة التى كان يقطنها هذا التنظيم فى سيناء تسمى «العجرة » و »الجميعى » وهى مناطق حدودية وعرة فى جبال سيناء، والقوات المسلحة لم تدخلها ولو لمرة واحدة – على حد وصفهم، مؤكدين أن قوات الجيش كانت تكتفى بمطاردة هؤلاء الجهاديين إلى الجبال وتتركهم بعد ذلك حتى يصعدوا، منوهين أنهم غاضبين من طريقة التعامل مع الإرهابيين فى سيناء خلال الفترة الأخيرة ، وترك رجال القبائل لأيادى الجهاديين ليتم اغتيالهم وتصفيتهم وخاصة إذا عرف عنهم مساعدة الأمن. وأضافت المصادر، أن الفترة الأخيرة شهدت قيام هذا التنظيم على وجه التحديد ومعه أنصار بيت المقدس بقطع رؤوس ما يزيد عن 10سيناويين ولم تتدخل أى جهة أمنية فى هذا الوضع، لتعرف المسئول عن هذه العمليات وتحاسبه. وقال مصدر قبلى، أنه رآى بعينيه بعض هؤلاء الجهاديين فى منطقة نائية أثناء تدريباتهم حيث قاموا بذبح «حصان » ليأكلوه ليعينهم على مشقة التدريب بعدما حللوه شرعياً لهم. مصادر سيادية أكدت ل »الصباح »، أنه تم رصد معلومات مؤكدة عن هوية بعض العناصر الإرهابية التي شاركت في استهداف كمين «كرم القواديس »، بأنهم قيادات تكفيرية فلسطينية مقربة من القيادي الجهادى الفلسطيني«ممتاز دغمش »، المتهم الأول في مذبحة رفح الأولى،مشيرا إلى أن الطريقة التي تعتمد على شن هجوم مسلح عقب التفجيرات، هي طريقة يشتهر بها التنظيم، ويطلق عليها اسم «عمليات التصفية »، مؤكداً على أن قوات حرس الحدود شددت من إجراءاتها الأمنية على الحدود مع قطاع غيشتبه بأن تكون منتمية لتنظيم «جيش الإسلام » لقطاع غزة مرة أخرى، وهو التنظيم الذي تؤكد التحريات أنه شارك في العملية مع تنظيم أنصار بيت المقدس فى العمليات السابقة. أمنياً، ترأس الرئيس عبدالفتاح السيسي مجلس الدفاع الوطنى لبحث الحادث الأليم وتقرر فرض حالة الطوارئ و حظر التجوال من الخامسة مساء الى السابعة صباحا في نطاق يشمل العريش والشيخ زويد و رفح حتى جبل الحلال بوسط سيناء، وترددت أنباء عن مطالبة الأهالى بإخلاء مناطق قريبة من الحدود لكى تتمكن القوات من مداهمة أوكار الجهاديين منفذي العمليات. الأمر الذى إعتبره الشيخ حسن خلف قاضى قضاة الأحكام العرفية في سيناء،وكبير قبائل السواركة، قرارا خاطئا لأن معظم التكفيريين منفذي العملية فى الأساس هم من أبناء القبائل مثل السواركة وفروعها كالمنايعة والرميلات، مؤكدا أنهم سيظلون خارج بيوتهم حتى ينفذوا عملياتهم لكن بعد التنفيذ يعودون لمنازلهم من جديد، فكيف سيتم التعرف عليهم وكشفهم، وفى حالة الإخلاء سيخرج هؤلاء مع الأهالى دون علم الأمن، كما أن قرار الإخلاء سيوسع الفجوة بين الجيش والسيناويين.زة برفح، بعد رصد هذه المعلومات، لمنع عودة عناصر