- يتم تجنيدهم رغمًا عنهم وبعضهم يتم خطفه.. وآخرون يدفعهم الفقر للانضمام للتنظيم - «أشبال الزرقاوى» و«أشبال الخلافة» و«أشبال ابن تيمية».. أشهر كتائبهم المسلحة «دماء تسيل.. ورءوس تتطاير.. وأعضاء بشرية متناثرة هنا وهناك.. تهليلات وتكبيرات.. سيوف وبارود.. تفخيخ وتفجير»، هذه ليست مشاهد لفيلم رعب، ولكنها لقطات يومية من مناهج تربية الأطفال داخل معسكرات تنظيم «الدولة الإسلامية فى العراق والشام» المعروفة باسم «داعش». ووفق تقرير نشرته اليونيسيف «منظمة الأممالمتحدة للطفولة» على موقعها الرسمى، فإن هناك ما يقرب من 300 ألف طفل تحت سن الثامنة عشرة، يقاتلون كجنود، فى أكثر من 30 نزاعًا مسلحًا حول العالم، و40% من هؤلاء الأطفال فتيات، بالإضافة إلى تقرير منظمة «هيومان رايتس ووتش» الحقوقية، والتى تضيف أيضًا أن هناك أطفالًا لم تتجاوز أعمارهم الخمسة عشر عامًا يقاتلون فى الخطوط الأمامية فى صفوف «داعش»، أما اللجنة السورية لحقوق الإنسان، فقد أكدت أن هناك أكثر من 800 طفل يقاتلون ضمن ميليشيات «داعش» فى سوريا وحدها. الانضمام لداعش مصادر أمنية قالت ل«الصباح» إن بعض هؤلاء الأطفال يتم تجنيدهم رغمًا عنهم، وآخرين يتم خطفهم، والعديد منهم يدفعهم الفقر أو الرغبة فى الانتقام لأنفسهم ولعائلاتهم إلى الانخراط فى صفوف الجهاديين. وتابعت المصادر: ليس كل المنضمين من الأطفال إلى داعش جميعهم من المختطفين أو المجبرين على خوض التدريبات القتالية، بل هناك من انضموا تحت وصاية أهاليهم ومنهم أبو عبيدة العبسى، أصغر مقاتلى «داعش» كما وصفه الإعلام، والذى لم يبلغ 10 أعوام، ولقبته داعش ب«شبل البغدادى» والذى لقى حتفه مع والده فى الأسابيع القليلة الماضية، نتيجة الغارات الجوية التى شنتها طائرات قوات التحالف الدولى فى حربها ضد «داعش». واستطردت المصادر: لم يكن العبسى الطفل الوحيد الذى يقاتل تحت وصاية أبيه بل أيضًا خالد شروف، الطفل الذى ظهر فى الكثير من الصور التى تداولتها مواقع التواصل الاجتماعى والمواقع المختلفة بجانب أولاده الثلاثة، أحدهم يظهرممسكًا برأس أحد القتلى. معسكرات التدريب وأضافت المصادر: أطفال «داعش» يمرون بعدة مراحل من التدريب والتأهيل النفسى والإيمانى كى يصبحوا قادرين على حمل السلاح ، فقد أنشأت لهؤلاء الأطفال خصيصًا مدارس وكتاتيب وهيئات لتعليمهم فنون القتال وتدريبهم على حمل الأسلحة، مشيرة إلى أنه يتم استدراج الأطفال عبر المسابقات التثقيفية وتوزيع جوائز مالية وعينية، إضافة إلى ذلك فإن التعليم هناك مجانى ومدفوع الأجر من قبل «الخليفة البغدادى». وبحسب الصور التى حصلت عليها «الصباح» لتلك المدارس فيتم تعليم الأطفال الإمساك بالسكين لذبح رءوس الدمى التى تعد بمثابة الأدوات المدرسية للطلاب، والتى يتم تجهيزها بصورة تتناسب من حيث الشكل والملبس مع أعداء التنظيم، ونشر أحد شباب التنظيم على مواقع التواصل الاجتماعى صورة تظهر فيها إحدى الدمى التى ترتدى ثيابًا برتقالية، شبيه لونها بما يرتديه رهائن «داعش»، وقام أحد الأطفال الذى لا يتجاوز عمره الخمس سنوات بالإمساك بها من شعرها ليقوم بذبحها ووضع رأسها فوق ظهرها، فى لقطة شبيهة بما يحدث للصحفيين الأجانب وموظفى الإغاثة.
شهادة من الداخل محمد الإدلبى، تاجر سورى، أدرج ولدين له فى مدارس يديرها «داعش»، شرح فيها كيف يستغل التنظيم هذه المدارس كمراكز للتدريب والتجنيد، قائلًا: هناك برنامج ترفيهى نظمه داعش بمدينة الرقة السورية ووزع خلاله هدايا على الأطفال، مضيفًا: كلمة «مدرسة» من وجهة نظر «داعش»، تعنى مركز تدريب، لا أكثر ولا أقل، حيث تُستغل ساعات الدراسة لغسل أدمغة الطلاب، لاسيما الصغار، وتدريبهم على تلقى الأوامر وتنفيذها دون أى اعتراض، وتدريس القرآن بشكل آلى بدون فهم، علاوة على عشرات الفتاوى التى تحرض على القتل وسفك الدماء. ألعاب أطفال داعش وذكرت المصادر: الترفيه فى دولة داعش له طابع مختلف، فأطفال التنظيم يعرفون من الألعاب ما لا يعرفه سواهم كلعبة «الانتحار»، والتى يقوم فيها أحد الأطفال بتجهيز نفسه للقيام بعملية «استشهادية» يقوم فيها بارتداء حزام ناسف ليفجر نفسه فى وسط مجموعة أخرى من الأطفال يلعبون دور «الكفار الأعداء» فى حين يقف باقى الأطفال فى دور من يقومون بتوديع زميلهم قبل قيامه بالعملية. وأضافت المصادر: كذلك من ضمن الألعاب الترفيهية التى يمارسونها، لعبة إلكترونية جديدة اسمها «صليل الصوارم» وأخرى شبيهة للعبة «أى جى أياى»، وهى عبارة عن مهمات ضد القوات الدولية التى شكلتها أمريكا للقضاء عليهم، وتضم تلك الألعاب كل التكتيكات العسكرية للتنظيم ضد أعدائه، وتبدأ اللعبة بتحذير الولاياتالمتحدة من ضرب معاقلها والحرب عليها، وتمر مراحل اللعبة بمهاجمة الجيش العراقى ثم القوات الأمريكية، ومع كل نجاح مهمة باللعبة تطلق الشخصيات الكرتونية صيحات وتكبيرات مع بكاء وعناق فرحة بالنصر، كما تنال الشخصيات الكرتونية من ضحاياها بإطلاق الرصاص والذبح، فى محاكاة لما يفعله مقاتلو التنظيم فى الواقع. تدريبات عنيفة واستطردت المصادر: يقوم القائمون على تدريب الأطفال بإدخالهم فترة المرحلة الصعبة، التى تشمل أربع مراحل فرعية أخرى هى التمرين على الظروف القاسية، والتدريب الليلى، ثم التدريب على مختلف الأسلحة، ونهاية بتدريب «المسير والمطولة» لتنفيذ العروض العسكرية، ومعظم تلك التدريبات تكون رياضات بدنية قاسية وتدريبهم على حمل السلاح واستخدامه، وهذه هى المرحلة قبل الأخيرة -على حد قولهم. بيعة الخليفة البغدادى وتابعت المصادر: بعد الانتهاء من تلك التدريبات، تأتى المرحلة الأخيرة وهى حلف بيعة الخليفة أبو بكر البغدادى، فيقسم كل طفل على حماية الخليفة أبو بكر البغدادى، وتأكيدًا على ذلك فقد نشر «داعشى» مقطع فيديو يظهر مجموعة تابعة للتنظيم من الأطفال، الذين لا يتعدى سنهم 10 سنوات، وهم يتدربون على حمل السلاح واحترافه، لحماية البغدادى، ويقوم الأطفال بالتدريب على الرماية والذبح وركوب الدبابات واستخدام السكين من أجل نحر أعداء الخليفة، مضيفة: بنهاية الفيديو يظهر طفل لا يتجاوز عمره ال12 عامًا، وهو يقسم يمين الولاء والبيعة للبغدادى، من خلال ترديد ما يقوله له أحد أفراد التنظيم لينتهى الفيديو بسؤال يوجه للطفل عن إدراكه بأن هذه البيعة تعنى أنه مستعد للموت فى سبيل الله ليرد الطفل: «إن شاء الله». مسميات لكتائب الأطفال فى السياق ذاته، قال مندوب سوريا الدائم لدى الأممالمتحدة، بشار الجعفرى، إن تنظيمات مثل «داعش» و«جبهة النصرة» أنشأت مجموعات مسلحة تضم الأطفال تحت مسميات بينها «أشبال الزرقاوى» فى غوطة دمشق و«أشبال الخلافة» فى البوكمال شرق سوريا، و«أشبال ابن تيمية» فى ريف حلب وتتبع ل«جبهة النصرة»، متهمًا تلك الجماعات ب«غسل أدمغة الأطفال» وتحويلهم إلى «وحوش وقتلة ومغتصبين وجلادين» - بحسب وصفه، وإخضاعهم ل«رياضات بدنية قاسية وتدريبهم على حمل السلاح واستخدامه». وأضاف الجعفرى: «سوريا طالبت بإجراء تحقيق فورى حول قيام جهات أجنبية ومحطات فضائية تبث من دول خليجية بتجنيد أطفال سوريين كمراسلين حربيين»، مشيرًا إلى وجود أكثر من 18 ألف حالة اتجار بالأعضاء البشرية لسوريين فى المناطق الشمالية من سوريا، معظمهم أطفال. استعباد الأطفال نشر «داعش» فى مجلته «دابق» التى تصدر باللغة الإنجليزية فى عددها الرابع - حصلنا على نسخه منها- أنه منح الأطفال الإيزيديين الذين أسرهم فى شمال العراق إلى مقاتليه كغنائم حرب، مفتخرًا بإحيائه العبودية، حيث كان عنوان المقال «إحياء العبودية قبل أوان الساعة» كُتِبَ فيه أن «الدولة الإسلامية استعادت جانب من الشريعة الاسلامية إلى معناه الأصلى، باستعباد الناس، بعكس ما ادعت بعض المعتقدات المنحرفة»، كما أضاف المقال «بعد القبض على الناس والأطفال الإيزيديين تم توزعيهم وفقا لأحكام الشريعة على مقاتلى الدولة الإسلامية». كانت صحيفة «التايمز» البريطانية قد أكدت أن بيع الأطفال والإتجار بهم أحد أهم مصادر تمويل داعش، كما كشفت مواقع عربية عن بيع داعش لأطفال العراقوسوريا لإسرائيل بالتنسيق مع وسطاء «سماسرة» يرتبطون بمافيا إسرائيلية تشترى الأطفال الرضع فقط وتبيعهم لأسرٍ إسرائيلية ترغب فى التبنى، كما تم الكشف أيضًا عن أن عمليات بيع الأطفال تجرى فى سوريا، بواسطة محامية إسرائيلية تتمتع بغطاء من بعض الحاخامات، وبعد الاتفاق يقوم عناصر التنظيم بتهريب الأطفال من سوريا إلى تركيا، حيث يتولى الوسطاء تسليمهم للمافيا الإسرائيلية التى تدخلهم إلى تل أبيب. وقد أقامت داعش سوقًا لبيع البشر ولا سيما الأطفال فى منطقة القدس بمدينة الموصل العراقية، كما أقيم فى مدينة الرقة أيضًا، وفى كليهما يباع الأطفال والنساء من الطائفتين الإيزيدية والمسيحية والأقليات الأخرى، ووصل سعر الطفل الواحد إلى عشرة آلاف دولار، أما النساء فيبعن لعناصر التنظيم بأسعار زهيدة لتشجيعهم على القتال، فيما يختار داعش الجميلات من النساء لتزويجهن لأمرائه.