-10 آلاف إرهابى تم تدريبهم فى معسكرات تركية قبل عبورهم إلى الأراضى السورية للانضمام إلى التنظيم - غسان إدريس أحد رجال المخابرات التركية هو مسئول التنسيق مع «داعش».. والاجتماعات تتم فى فيلا «ملهم الدروبى» بمدينة غازى عنتاب على الرغم من إعلان الرئيس التركى رجب طيب أردوغان عن انضمام بلاده إلى صفوف التحالف الدولى الذى أعلن محاربته لتنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام « داعش»، إلا أن تركيا تظل هى الداعم الرئيسى لهذا التنظيم الإرهابى، بحسب تأكيدات العديد من المحللين السياسيين، الذين أكدوا أن تركيا ساندت هذا التنظيم منذ نشأته سواء بالسلاح أو بتوفير إمدادات عسكرية أخرى، فضلاً عن كونها المعبر الوحيد إلى الأراضى السورية الذى يتم من خلاله دخول الراغبين فى الانضمام إلى صفوف «داعش» الإرهابى، موضحين أن السفر يتم بقدومهم إلى العاصمة إسطنبول، ومنها إلى مدينة إنطاليا التركية المطلة على البحر المتوسط بحجة السياحة ثم يتم نقلهم بعد ذلك إلى الأراضى السورية، وصولا إلى محافظة الرقة السورية التى يتمركز فيها عناصر التنظيم. ما يؤكد تورط تركيا أيضًا فى دعم « داعش»، ما قاله العميد حسام العواك مسئول الاستخبارات بالجيش السورى الحر، بأن تركيا شريكة التنظيم فى حصار مدينة عين العرب الكردية شمال سوريا، كاشفًا عن أن هناك اجتماعات سرية تمت بين غسان إدريس أحد رجال المخابرات التركية، وعناصر من داعش فى فيلا ملهم الدروبى بمدينة غازى عنتاب التركية، مشيرًا إلى أن إدريس هو مسئول التنسيق مع تنظيم الدولة الإسلامية فى الشام والعراق. العواك نفى ما قاله داود أوغلو رئيس الوزراء التركى، بشأن الإفراج عن دبلومسيين أتراك تم احتجازهم من قبل تنظيم «داعش» مقابل إفراج الحكومة التركية عن عدد من المجاهدين، قائلاً: لم تتم أى عمليات تبادل أسرى، فلا يوجد أسرى من تنظيم داعش لدى الحكومة التركية، ولكن هذه العملية تمت إشاعتها لحفظ وجه تركيا فى مؤتمر جدة التى رفضت التوقيع على الوثيقة الختامية لمحاربة تنظيم «داعش». «العواك» دلل على أواصر العلاقة بين تركيا وداعش، باستقبال مستشفيات إسطنبول ومركز نزيب بمدينة غازى عنتاب، ودوكوز بمدينة أزمير، مصابى التنظيم منذ عام 2013، لافتًا إلى أنه تم إجراء العديد من العمليات الجراحية بتكلفة ملايين الجنيهات لعلاج عناصر التنظيم المصابة. ناشطون سوريون أكدوا أن ما يقرب من 10 آلاف من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابى» قد تم تدريبهم فى معسكرات تركية قبل عبورهم إلى الأراضى السورية، مشيرين إلى أن هذه العناصر كان يتم تدريبها تحت غطاء تدريب عناصر الجيش الحر، وكانت ترسل بعض الدول الكثير من الأسلحة والسلع الغذائية ومساعدات مالية إلى هذه المعسكرات باعتبارها مساندة لأفراد الجيش الحر السورى. وأشار الناشطون إلى أن بعض عناصر الجيش الحر الذين تصادف تدريبهم فى معسكرات تركيا لاحظوا وجود عناصر كثيرة غير سورية، كانوا يظنوهم أنهم قادمون من أجل الجهاد مع أفراد الجيش الحر إلا أنهم فوجئوا بعد ذلك بوجودهم ضمن صفوف «داعش» فى محافظة الرقة التى يسيطر عليها التنظيم. فى السياق ذاته، أكدت مصادر سورية أن تنظيم «داعش» يمتلك مكتبا دبلوماسيا غرب منطقة الفاتح بمدينة إسطنبول، يديره عدد من أعضاء التنظيم بالمدينة، ويختص بعدة مهام أهمها تسهيل عملية عبور المقاتلين الوافدين من الدول الأخرى عبر تركيا، مشيرة إلى أن هذا المكتب سهل عبور نحو 2000 عنصر من الدول الأوروبية للتجنيد فى صفوف «داعش». عمر الشامى أحد أفراد كتائب الجيش الحر، قال: إن «داعش» نجح فى ضم الكثير من العناصر المأجورة التى يتقاضى كل واحد منهم راتبًا شهريًا من التنظيم يبدأ من ألف دولار. وأضاف الشامى أن مصدر تمويل هذه العناصر لا يزال حتى الآن غير محدد، ولكن هناك بعض الإشارات تشير إلى الجانب التركى فى هذا الأمر، خاصة بعد سماحه بنشاط هذا المكتب الذى جند الآلاف وسهل مرورهم إلى الأراضى السورية تحت زعم المعارضة السورية. ما يؤكد العلاقة الوطيدة بين تركيا «وداعش»، ما ذكره أبو عمر التونسى مسئول العلاقات الخارجية بالتنظيم، فى بيان له بأن التنظيم افتتح دبلوماسية له فى الأراضى التركية، معربًا عن أمله فى تحسن العلاقات بين تركيا والتنظيم خلال الأيام القبلة، فيما أصدر حزب الشعب الجمهورى، الحزب المعارض لأردوغان، بيانا استنكر فيه قرار الحكومة التركية بالسماح لداعش بفتح مكتب دبلوماسى قانونى فى منطقة «تشانكايا» بإسطنبول. من جانبه، وصف الجهادى السابق نبيل نعيم، العلاقة بين تركيا وداعش بأنها تشبه علاقة الأب بالابن، قائلاً: تركيا تعد الأب الشرعى لتنظيم «داعش» بعد الولاياتالمتحدة راعيته فى المنطقة. وأضاف نعيم: تركيا قدمت لداعش ما لم تقدمه عناصر التنظيم لنفسها، حيث سهلت عمليات العبور وكذلك عمليات التدريب، ومدتهم بالأموال اللازمة لشراء كل ما يستلزمهم، خاصة أن هذه الأموال استخدمت فى استئجار بعض المقاتلين من الدول التى تتمتع بنزعة تطرفية مثل باكستان وأفغانستان. وشدد نعيم على أن العملية الأخيرة والتى قام فيها مسلحو التنظيم بتسليم المحتجزين الأتراك بمحافظة الموصل مقابل ما يقرب من 180 من عناصر التنظيم فى تركيا كانوا محتجزين، يعد دليلا قاطعا على التنسيق بين الحكومة التركية وعناصر التنظيم، ومدى العلاقة بين تركيا وقيادة التنظيم، خاصة أن عقلية التنظيم وما قام به خلال الفترات الماضية تفترض قتل الأسرى كما فعلت مع عناصر الجيش الحر الذين كانوا يحاربون الأسد باعتبارهم جبهة واحدة. ووصف صبرة القاسمى، الجهادى السابق، تصريحات الرئيس التركى بمشاركة بلاده فى الحرب على «داعش» بأنها مناورة سياسية فقط، قائلاً: هذا مجرد كلام، وأردوغان لا يمكنه المشاركة فى الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام بسبب قوة العلاقة التى تربط تركيا بالتنظيم. وكشف القاسمى عن أن هناك تنسيقًا بين عناصر التنظيم والحكومة التركية، خاصة أن التنظيم قد أعلن فى وقت سابق أنه على استعداد لدخول تركيا لتأديب كل الأطراف المعارضة للرئيس التركى أردوغان. وأضاف القاسمى أن تنظيم داعش يتبع استراتيجية المفاجأة عند اقتحامه لأى مدينة، وهو ما جعله يتوجه إلى مدينة «عين العرب» على الحدود التركية السورية، فيما كان يتوقع البعض توجهه نحو دمشق. فيما وصف السفير طلعت حامد، مستشار الأمين العام لجامعة الدول العربية السابق، علاقة تركيا ب«داعش» بأنها ملتبسة، مضيفًا أن دعم تركيا لعناصر التنظيم فى بداية نشأته كان بهدف منع إقامة دولة كردية على الحدود السورية التركية، خاصة وأن هناك عددًا كبيرًا من الأكراد داخل دولة تركيا، وكان الأكراد يحظون بدعم كبير من النظام السورى، وهو ما أراد الرئيس التركى الخلاص منه، من خلال شروطه بفرض منطقة حظر جوى وتوجيه ضربة عسكرية ضد النظام السورى بهدف التخلص من حلم الأكراد بإقامة دولة كردية ومن النظام السورى فى آن واحد.