أم القتلة انتظرت الضحية أمام محطة القطار وكبلته كالكبش ثم ذبحته بمشاركة ابنيها رغم أن عادات المجتمع الصعيدى تدفع الرجال من أبناء العمومة إلى الأخذ بالثأر فى قتالهم، إلا أن شقيقين ووالدتهما بالمنيا أخذوا بالمثل الشعبى المعروف «الخال والد» وقتلوا عاملاً أخذًا بالثأر لخالهما المقتول، حيث تربصوا للمجنى عليه أثناء ذهابه لمحطة السكة الحديد لاستقلال القطار عائدًا إلى القاهرة، وانهالا عليه طعنًا بسلاح أبيض بعد أن سيطرت والدتهما عليه لتكبله كالكبش، وسط ذهول المارة فى المحطة.
وقال المتهمون أثناء إدلائهم بأقاويلهم بتحقيقات النيابة العامة: إن العام الماضى شهدت قرية صفط اللبن وقوع اشتباكات طاحنة بين المسلمين والأقباط، على خلفية مقتل خال المتهمين عبد الباقى محمد عبد الباقى، ونتج عن ذلك حرق 3 منازل ملكًا للأقباط ونهب محتويات منازل أخرى. وقد اتهمت عائلة عبد الباقى عائلة مقبل القبطية بالتسبب فى قتله، ما أدى إلى هروب أفراد عائلة مقبل إلى خارج القرية لأكثر من عام كامل. وأثناء زيارة أحد أبناء العائلة للقرية، هو بشرى 19 عامًا، تربص به المتهمون بعد علمهم بخط سيره، وفى حوالى الساعة الحادية عشرة ظهرا يوم الجريمة قامت والدتهم بالإجهاز على القتيل وتكبيله، كما يتم تكبيل الكبش، وافتراشه على الأرض فى محطة القطار وهى أعلاه، ثم قام ابناها بطعنه عدة طعنات متفرقة بجميع أنحاء جسدة حتى فارق الحياة، وقاما بتسليم أنفسهما إلى قسم الشرطة الذى يبعد عن مكان الواقعة 50 مترًا معترفين بالأخذ بالثأر. كان العميد عمر خليفة، مأمور قسم شرطة المنيا، قد تلقى بلاغًا من عمليات النجدة، يفيد بوقوع جريمة قتل بمنطقة ميدان محطة السكة الحديد المجاور لقسم الشرطة، وبانتقال العميد إسماعيل كامل مفتش مباحث المنيا، تبين أن الجثة لشخص يدعى بشرى مقبل عيد بشرى 18 سنة، عامل، وبمناظرتها تبين وجود آثار طعنات نافذة فى مناطق متفرقة من الجسم. وتوصلت التحريات إلى أن مرتكبى الحادث هما: حربى رجب محمود 18 سنة، وشقيقه محمود 16 سنة، أخذًا بالثأر. وفى ذات السياق قال القس بولس راعى كنيسة صفط اللبن بالقرية إنهم قاموا بالصلاة على جثمان بشرى بكنيسة الأنبا أنطونيوس بأرض سلطان بمدينة المنيا خارج القرية تحسبًا لوقوع أية اشتباكات بين الجانبين، وعقب الصلاة تم دفن الشاب بمدافن العائلة بالقرية. راعى الكنيسة أشار إلى أن قوات الأمن كثفت من وجودها بشكل ملحوظ بالقرية تحسبًا لأية اشتباكات أو مناوشات بين العائلتين أو باقى العائلات، موضحًا أن الشاب المتوفى كان حسن السيرة جدًا وبعيدًا عن أى خلافات من الممكن أن تقحمه فى أمور الثأر. بينما على الجانب الآخر ظهرت حالة الفرح والسعادة داخل منزل الجانى بشكل واضح للغاية، كما يحدث فى حالات الأخذ بالثأر فى صعيد مصر.