كشفت دراسة نشرت فى مطبوعة «نانو تكنولوجى» الكورية الجنوبية عن أن مجموعة من الباحثين تمكنوا من تحويل «أعقاب السجائر» إلى مصدر لتوليد وتخزين الطاقة الحيوية، من خلال مادة عالية الأداء أساسها الكربون عن طريق خطوة واحدة وهى «الانحلال الحرارى» المتدرج، والناتج عن مادة كربونية ذات مسامية لها القدرة على حفظ الطاقة بسبب مساميتها هذه، حيث ينتج فى النهاية ما يسمى ب«مكثف فائق» الذى يخزن مزيدا من الطاقة ويُشحن أسرع ويدوم لفترة أطول من الهواتف المحمولة حتى السيارات الكهربائية، وقد بدأ استغلال هذه «الأعقاب» فى استخراج الطاقة فى الصين وألمانيا وكوريا بالفعل. وفى العاصمة الألمانية برلين توصل مجموعة من شباب الباحثين إلى إمكانية تحويل أعقاب السجائر وما تحتويه من مخلفات كيماوية إلى مواد بلاستيكية من خلال تحليل بقايا السجائر و«أعقابها»، بعد خلطها بمواد طبيعية بهدف إنتاج بلاستيك نقى يستخدم فى صناعة القوارير والأوانى.
ومن المعلوم أن مصر تحتل المركز العاشر عالميا فى عدد المدخنين، والمركز الرابع بين دول الشرق الأوسط، حيث تبلغ نسبة المدخنين حوالى 24% من عدد السكان، وفق إحصائيات «صندوق مكافحة المخدرات والإدمان»، ليكون متوسط استهلاك الفرد البالغ سنويا 1100 سيجارة سنويا وما يوازيه من عدد أعقاب السجائر التى لا تقل خطورة أبدا عن التدخين فى حد ذاته، فى غياب أى محاولة من جانب الحكومة للتنويه عن مدى خطورة هذه النفايات. من جانبه، أشار الدكتور على عبد الرحمن- رئيس الاتحاد العربى لحماية البيئة التابع لجامعة الدول العربية- ل«الصباح» إلى سهولة عملية تدوير نفايات السجائر وكل أنواع التبغ عامة، موضحًا أن هذه العملية لا تحتاج فى الغالب غير خطوة أو اثنتين فقط، ولا تكلف الحكومة شيئا، وهى كفيلة حال اعتمادها رسميا بحل مشكلة الكهرباء والطاقة فى مصر الآن. وأضاف عبدالرحمن «أنا لا أعلم لماذا نستمر فى الشكوى من انقطاع الكهرباء والنقص الكبير فى موارد الطاقة فى البلاد، فى حين أن ربع السكان من المدخنين، ويمكن اعتبار ذلك أكبر مصدر قادر على إنتاج طاقة بل وتخزينها كما حدث فى كثير من دول العالم».