-العصابات ينقبون عن عملات وقطع أثرية نادرة.. والمسئولون فى غيبوبة ! -باحث: هناك محاولات لهدم مزار «مارية القبطية» لبناء مقابر عشوائية على بعد 15 كيلو مترًا شرق مدينة ملوى جنوبالمنيا، توجد غرفة صغيرة داخل جبل، بالقرب من قرية الشيخ عبادة، اعتاد أهالى المنيا الذهاب إليها بغرض التبرك بها، فالفتيات يتبركن بها لفك نحس العنوسة، والنساء العاقرات يجاورهن للإنجاب، والأهالى يلجأن إليها لفك الأعمال، والمرضى يمكثون بالقرب منها للشفاء.. إنها بقايا منزل مارية القبطية زوجة سيدنا محمد «صلى الله عليه وسلم» الذى يحتوى بداخله على صورة لها، وموضوع عليه بوابة حديدية كبيرة.
وحول المكانة التاريخية التى يتمتع بها مزار «مارية القبطية» لدى أهالى المنيا، قال محمود سيد: اعتادنا التبرك بهذا المنزل، وله مكانة مقدسة عند أهالى المنيا جميعاً، فمثلًا النساء العاقرات اعتدن الذهاب إلى مكان مجاور للمنزل اسمه «الكحروتة» بغرض الإنجاب، وبرغم ذلك لا يوجد إقبال كثيف من قبل السائحين عليه، لعدة أسباب من بينها بعد مكانه عن المدينة، وصعوبة الوصول إليه، لافتًا إلى أن أغلب زائرى المكان من أهل قرية الشيخ «عبادة»، مشيرًا إلى أن هذه المنطقة من أغنى مناطق مصر بالآثار. وأكدت فاطمة سعيد، أن زيارة المنزل خير وسيلة تساعد العاقرات على الإنجاب، قائلة: ظللت 10 سنوات بدون إنجاب إلى أن حضرت مع زوجى منذ عام ونصف العام ووقفت أمام منزل السيدة مارية، وقرأت الفاتحة للرسول عليه الصلاة والسلام، والحمد لله أنجبت بعدها مباشرة .
فاطمة فجرت مفاجأة من العيار الثقيل قائلة: أثناء زيارتى للمكان منذ ثلاثة أشهر، وجدت ثلاثة رجال ينقبون عن الآثار بإحدى المناطق المجاورة، إلى أن تمكنوا من استخراج عملات أثرية ولوحات قبطية وإسلامية، مطالبة بضرورة الاهتمام بمنزل السيدة مارية، وتشديد الرقابة عليه، لأنه واحد من المعالم الأثرية التى لا يمكن أن تعوضها مصر - على حد قولها.
واستمرارًا لمظاهر الإهمال التى يشهدها هذا المكان المقدس، قال إسحق الباجوشى باحث فى التراث المصرى: برغم المكانة التى يتمتع بها منزل السيدة مارية لدى أهالى المنيا، إلا أنه تحول إلى قبلة لتجار الآثار المنقبين عن الآثار فى ظل غفلة مسئولى الدولة، كاشفًا عن إنه دائمًا ما يتردد تجار الآثار على هذا المكان فى خلسة، ويحفرون بجواره للبحث عن قطع أثرية، متابعًا: الأخطر من ذلك أن البعض يخطط لإزالة هذا المكان الأثرى لبناء مقابر بدلًا منه، لافتًا إلى أن هذه التعديات تم رصدها من قبل بعثتين أثريتين، وتم تسليمهما إلى الدكتور محمد إبراهيم وزير الآثار الأسبق، لكن دون جدوى، لدرجة إنه أثناء زيارته للمنيا لم يفكر لحظة فى زيارة هذا المكان الأثرى.