وجوه مختلفة اصطفت أمام بوابة المعهد القومى لأبحاث الأمراض المتوطنة والكبد.. ضحوا بكل مايملكون .. منهم من باع أراضيه .. ومنهم من استدان .. جاءوا من مختلف المحافظات ، وتحملوا مشقة السفر والتعب وارتفاع درجات الحرارة وساعات الانتظار الطويلة أمام بوابة المعهد ، من أجل الحصول على « السوفالدى « الدواء الذى انتجته شركة أمريكية لعلاج فيروس « سي» ..» الصباح» من جانبها شاركت مرضى الكبد رحلتهم الطويلة أثناء إجراءات التسجيل التى يتبعها كل مريض، وتوقيع الكشف عليهم من قبل أطباء الكبد التابعين للجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية بوزارة الصحة. بنظرة حزينة، روى محمد لطفى « 55 عامًا»، صراعه مع فيروس «سى» ، قائلاً: أنا مريض منذ سنوات طويلة، وعندما سمعت بعقار سوفالدى، سارع ابنى بتسجيل بياناتى على الموقع الإلكترونى لوزارة الصحة، وجئت مسرعًا إلى المعهد لتوقيع الكشف الطبى علىّ ، متابعًا: بعد توقيع الكشف الطبى أكد لى الأطباء أن حالتى متأخرة ، وإنه سيتم حسم أمر استحقاقه السوفالدى من عدمه الأسبوع القادم، مستطردًا: أملى فى الحياة أحصل على الدواء عشان أعيش لحد ما أفرح بابنى». أما محمد عثمان الذى يبلغ من العمر 60 سنة، فقال: اصطحبت نجلى معى إلى هنا من أجل مساعدتى فى إنهاء إجراءات التسجيل التى وصفها ب«الجيدة»، متابعًا: قدمت حميع الأوراق المطلوبة منى إلى اللجنة، خاصة التحاليل التى تقيس تليف الكبد، وعلق ضاحكًا: « بعد أسبوع هيقولولى أنا ليا علاج ولا لأ وإن شاء الله هخف بسرعة ». وصرخ يونان حنا «58 سنة» بصوت عالٍ ، قائلًا: «حرام عليكم نفسى أحصل على السوفالدى، نسبة التليف الكبدى عندى عالية جدًا، والأمل فى العلاج دى وإلا سأموت قريبًا.. عايز الكل يسمعنى» ، مؤكدًا تخوفه من عدم كفاية الكميات خاصة مع ارتفاع أعداد المرضى المصابين بفيروس «سى». من جانبه، علق الدكتور هيثم عبد العزيز عضو مجلس نقابة الصيادلة، قائلاً: الوزارة أوضحت أن العلاج يستهدف علاج 50 ألف مريض فى المرحلة الأولى، مع العلم أن أعلى تقديرات بخصوص مرضى فيروس سى هى 12 مليون مريض فى مصر ، بالإضافة إلى 120 ألف يضاف إلى هذا العدد سنويًا، وأن وزارة الصحة أعلنت أن نسبة الذين تقدموا بتسجيل بياناتهم على موقع اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات وصل إلى 250 ألف مريض، وأن وزير الصحة قال إن هناك خطة طموحة للقضاء على المرض خلال 8 سنوات، وهذا يعنى أن هناك تضاربًا فى الإحصاءات التى تعلن عنها الوزارة فكيف سيتم القضاء على المرض وما تم التعاقد عليه هو 225 ألف عبوة فقط من العقار وعدم الأخذ فى الحسبان الزيادة السنوية للمرض . وعن الحالات التى قامت بتسجيل أسمائها على موقع لجنة مكافحة الفيروسات الكبدية، ولم تحصل على العقار، وتم وضعها على قائمة الانتظار أكد عبد العزيز أن هذا بمثابة ظلم وقع على المرضى فكل مريض مصاب بالفيروس من حقه أن يحصل على العقار . وكشف عبد العزير أن هناك أدوية أخرى وافقت عليها هيئة الأدوية والأغذية الأمريكية، خاصة بمعالجة مرض فيروس سى ونسبة الشفاء بها عالية جدًا، ولا يوجد ما يمنع من التعاقد عليها وتصنيع الدواء المثيل منها، وبذلك تستطيع وزارة الصحة القضاء على الفيروس فى سنوات قليلة.