جابو وكلوزه وموندراجون.. أبطال «انسف أرقامك القياسية القديمة» بالرغم من عدم انتهاء بطولة كأس العالم 2014 المقامة حاليًا بالبرازيل بعد إلا أن المونديال شهد بالفعل تحطيم عدد من الأرقام القياسية فى تاريخ كئوس العالم. الجزائرى عبدالمؤمن جابو وضع اسمه فى تاريخ كأس العالم بتسجيله هدفًا فى مرمى ألمانيا فى دور الستة عشر، حيث جاء هذا الهدف فى الدقيقة 121 ليصبح بذلك أكثر الأهداف تأخراً فى تاريخ المونديال ويضرب رقم الإيطالى أليساندرو ديل بييرو الذى سجل فى مرمى ألمانيا أيضاً فى مونديال 2006 فى الدقيقة 120. ووضع حارس مرمى المنتخب الأمريكى تيم هوارد اسمه أيضًا بين أصحاب الأرقام القياسية حين قام بالتصدى لست عشرة كرة بالتمام والكمال فى مباراة منتخب بلاده أمام بلجيكا فى دور الستة عشر، وهو رقم قياسى لم يتحقق من قبل أن يقوم حارس مرمى بالتصدى لهذا العدد من الفرص فى مباراة واحدة. دور الستة عشر شهد انتهاء خمس مباريات فى الوقت الإضافى، وهو رقم لم يسبق تحقيقه فى أى بطولة لكأس العالم من قبل سوى مونديال فرنسا 1938، حيث كان أكبر عدد من الأوقات الإضافية الذى شهده دور واحد فى كأس العالم بعد ذلك هو أربعة فى دور الستة عشر لمونديال إيطاليا 1990. وبتأهل المنتخبات الثمانية أصحاب المراكز الأولى فى مجموعاتهم لدور الثمانية حدث هذا الأمر للمرة الأولى فى تاريخ كأس العالم. البرازيلوألمانيا صعدا لدور الثمانية للمرة السابعة عشرة فى تاريخيهما بالبطولة، وهى المرة السادسة عشرة على التوالى للمنتخب الألمانى منذ عام 1954. كأس العالم شهد وجود وقت مستقطع لشرب المياه للمرة الأولى فى تاريخه، وحدث ذلك لأول مرة فى مباراة البرتغال والولايات المتحدة، قبل أن يتكرر مرتين فى مباراة هولنداوالمكسيك بسبب ارتفاع درجات الحرارة. وشهد كأس العالم خروج حامل اللقب من مرحلة المجموعات للمرة الخامسة فى التاريخ بعد إيطاليا (1950 و2010) والبرازيل (1966) وفرنسا (2002). رقم قياسى جديد حققه قائد المكسيك لرافاييل ماركيز بحمله شارة قيادة منتخب بلاده فى أربع بطولات مختلفة لكأس العالم. كما وضع الكولومبى فريد موندراجون اسمه فى قائمة الأرقام القياسية حين أصبح أكبر لاعب يشارك فى تاريخ كأس العالم فى سن 43 عاما وثلاثة أيام حين شارك أمام اليابان فى ختام مباريات المجموعة الثالثة. الألمانى ميروسلاف كلوزه عادل رقمين قياسيين، الأول بتسجيله هدفه الخامس عشر فى تاريخ المونديال ليتساوى مع البرازيلى رونالدو، والثانى حينما سجل لرابع نهائيات على التوالى معادلاً رقمى مواطنه أوفى زيلر والأسطورة البرازيلى بيليه.
رقم آخر عادله الكرواتى إيفيكا أوليتش ويتعلق بأطول فترة بين هدفين للاعب واحد فى تاريخ كأس العالم، وهى 12 عاماً؛ حيث سجل أوليتش فى مرمى إيطاليا فى مونديال 2002 قبل أن يسجل فى مرمى الكاميرون فى 2014، معادلاً رقم الدنماركى مايكل لاودروب الذى سجل فى 1986 وغاب حتى سجل مرة أخرى فى 1998. مظاهرات ومراهنات واقتحام ملاعب و«عض» وشماريخ «الكوسة» تحكم المونديال! العديد من المتناقضات والأحداث المثيرة للجدل شهدها مونديال البرازيل 2014 الذى يستحق أن يكون مونديال الأزمات، إلى جانب كونه بطولة للعب الجميل والأهداف الغزيرة. البداية كانت من قبل البطولة، حين اندلعت مظاهرات فى شوارع المدن البرازيلية تعترض على استضافة المونديال والمبالغ الباهظة التى أنفقتها حكومة البرازيل لاستقبال البطولة. رئيسة البرازيل ديلما روسيف ورئيس الفيفا سيب بلاتر ألغيا كلمات الافتتاح فى اليوم الأول خوفًا من أن تقاطعهما صافرات الاستهجان مثلما حدث فى كأس القارات العام الماضى، واستمرت المظاهرات الاحتجاجية وإضرابات العمال حتى بعد افتتاح المونديال. ووصف النجم البرازيلى السابق روماريو البطولة بأنها أكبر عملية سرقة فى التاريخ، معتبرا أن بلاده أنفقت 45 مليار دولار لاستضافة المونديال وليس 14 مليارًا كما ذكرت الحكومة. أزمة أخرى ثارت بسبب إحدى الشركات الراعية ل «فيفا» وهى شركة مشروبات كحولية؛ حيث كان القانون البرازيلى يمنع بيع الكحوليات فى الملاعب منذ عام 2003. ومع إصرار الشركة الراعية ل «فيفا» على التواجد، أصدرت الحكومة البرازيلية قانونًا مؤقتًا يسمح ببيع مشروبات هذه الشركة فى فترة كأس العالم فقط.. فيما اصطلح على تسميته بالقاموس المصرى «الشبابى».. «كوسة»!! ولكن «الكوسة» لم تتوقف فقط عند محاباة شركة خمور، بل امتدت إلى صافرة قضاة الملاعب، الذين ارتكبوا أخطاء كارثية، بعضها كان مجاملة صارخة لصالح البرازيل الدولة المضيفة، وبدأت الأزمات منذ المباراة الافتتاحية.. عندما ألغى الحكم اليابانى يويتش نيشيمورا هدفًا لمنتخب كرواتيا بحجة خطأ على حارس البرازيل جوليو سيزار، قبل أن يحتسب ركلة جزاء أثارت وما زالت تثير الجدل حتى الآن لأصحاب الأرض، وانتقد لاعبو كرواتيا «نيشيمورا» قائلين إنه لم يرد على تساؤلاتهم باللغة الإنجليزية وهو ما أثار استغرابهم. ولم يقم نيشيمورا بإدارة أى مباراة أخرى بعدها فى البطولة. الأخطاء تواصلت فى مباراة المكسيكوالكاميرون بعد أن احتسب الحكم المساعد الكولومبى أومبرتو كلافيو تسللين وهميين على المكسيكى جيوفانى دوس سانتوس ليلغى الحكم هدفين للفريق، وقرر الفيفا استبعاد كلافيو من البطولة عقب المباراة. واستمرت الأخطاء الكبيرة من الحكام والتى ربما كان أبرزها رفض احتساب ركلة جزاء للكوستاريكى جويل كامبل أمام إيطاليا رغم دفعه بوضوح داخل منطقة الجزاء.. كما ألغى الحكم النيوزيلندى بيتر أوليرى هدفًا صحيحًا للبوسنة والهرسك أمام نيجيريا التى فازت بالمباراة بهدف وحيد لتودع البوسنة البطولة وتصعد نيجيريا للدور التالى. الواقعة الأبرز فى البطولة كانت فى مباراة إيطاليا وأوروجواى حين قام المهاجم الأورجوايانى لويس سواريز ب «عض» مدافع إيطاليا جورجيو كيللينى ولم يقم الحكم المكسيكى ماركو أنطونيو بأى إجراء. لكن «فيفا» قام بعد ذلك بإيقاف سواريز أربعة أشهر وتسع مباريات دولية، نظرًا لتكرار سواريز الأمر مرتين من قبل بالإضافة لتغريمه 100 ألف فرنك وحرمانه من دخول أى ملعب لأربعة أشهر. وتقدم سواريز بعد ذلك باعتذار لكيللينى الذى قبله، وقال إن عقوبة الفيفا مبالغ فيها وأنه يتمنى أن يتم تخفيفها. ووصل الأمر لرئيس أوروجواى خوسيه موخيكا الذى وصف الفيفا بمجموعة من الأوغاد الفاشيين. الجدل وصل أيضًا للجمهور الجزائرى بعد أن قامت جماهير منتخب الجزائر بإشعال الألعاب النارية وإطلاق الليزر فى وجه حارس مرمى روسيا إيجور أكينفييف فى مباراة المنتخبين ضمن المجموعة الثامنة. أكينفييف اتهم الليزر بأنه تسبب فى عدم رؤيته للكرة التى تسببت فى هدف الجزائر بالمباراة. من جانبه غرم الفيفا الجزائر 50 ألف فرنك سويسرى بسبب إشعال الشماريخ واستخدام الليزر فى أرض الملعب. واستمر الجدل فى مباراة هولنداوالمكسيك بعد أن اعترف المهاجم الهولندى أريين روبن بتحايله للحصول على ركلة جزاء واعتذر عن ذلك، بالرغم من تأكيده أن هذا الأمر لا يخص الركلة التى تم احتسابها لفريقه فى نهاية المباراة وإنما لعبة أخرى لم يحتسبها الحكم. أخطر الأمور المثيرة للجدل جاءت حين اتهم أحد رجال المراهنات لاعبى الكاميرون بتعمد الخسارة بأربعة أهداف أمام كرواتيا كجزء من أعمال المراهنات. وفتح الاتحاد الكاميرونى لكرة القدم تحقيقًا فى هذا الاتهام الذى طال سبعة لاعبين من بينهم القائد صامويل إيتو. البطولة شهدت أيضًا واقعة مثيرة حين قامت مجموعة من 100 مشجع لمنتخب تشيلى باقتحام ملعب ماراكانا قبل مباراتهم أمام إسبانيا، وقاموا بتحطيم المركز الصحفى بسبب عدم حصولهم على تذاكر للمباراة، وقامت السلطات البرازيلية بترحيل ما يقرب من 85 مشجعًا خارج البلاد. أوتشوا ونافاس ومبولحى اكتشافات.. وهوارد «معجزة».. وسيزار ينقذ بلاده من «مصيبة»
حراس المرمى نجوم الشباك فى 2014
لو أطلقنا على بطولة كأس العالم بالبرازيل لقب «مونديال حراس المرمى» لكان اسماً منطقياً للغاية، فقد شهد مونديال 2014 تألقاً لافتاً لعدد كبير من حراس المرمى فى أغلب مباريات البطولة، وباتوا نجوم الشباك الحقيقيين فى البرازيل. وفى ظل غياب مبكر للكبيرين الإسبانى إيكر كاسياس والإيطالى جيانلويجى بوفون بعد الوداع المؤسف لمنتخبيهما، مال ميزان قوة حراس المرمى لأسماء أخرى فى مونديال البرازيل. جوليو سيزار حارس منتخب البلد المضيف البرازيل، تألق بشكل كبير خاصة فى ركلات الترجيح بدور الستة عشر أمام منتخب تشيلى، تألق جوليو سيزار جاء بمثابة الإنقاذ لأحلام الجماهير التى كادت تصاب بصدمة عنيفة تعيد لهم ذكريات كابوس 1950، لكن سيزار تصدى للعديد من الكرات الخطيرة فى المباراة، قبل أن ينقذ ركلتى ترجيح ليقود السيلساو لبلوغ ربع النهائى ومواصلة حلم اللقب السادس. جييرمو أوتشوا حارس منتخب المكسيك، فرض نفسه على العالم أجمع بتألقه الكبير سواء فى مباريات مرحلة المجموعات التى لم يستقبل خلالها سوى هدف واحد أو فى مباراة دور الستة عشر أمام هولندا، والتى تصدى فيها أوتشوا لأكثر من كرة صعبة. وأصبح الحارس المكسيكى هدفًا لأكثر من ناد فى العالم بعد أن انتهى تعاقده مع ناديه الفرنسى أجاكسيو بهبوط الفريق للدرجة الثانية فى نهاية الموسم المنقضى. اسم جديد ظهر فى المونديال هو كيلور نافاس حارس مرمى كوستاريكا، الذى تألق بشكل كبير ليقود منتخب التيكوس لتفجير كبرى مفاجآت البطولة بالإطاحة بمنتخبات أوروجواى وإيطاليا وإنجلترا ثم اليونان والتأهل للدور ربع النهائى، وقدم حارس مرمى ليفانتى الإسبانى مستوى رائعًا، لتتردد أنباء حول رغبة عملاقى مدينة مدريد ريال مدريد وأتليتيكو مدريد فى ضمه الموسم المقبل، وقد يكون حامل لقب الدوى أتليتيكو هو الأقرب لضمه كبديل لحارسه البلجيكى تيبو كورتوا الذى سيعود لتشيلسى مع نهاية إعارته. الحارس الفرنسى هوجو لوريس حافظ على نظافة شباكه فى ثلاث من مباريات منتخب بلاده الأربع حتى نهاية دور الستة عشر ليقود «الديوك» لربع النهائى عكس توقعات الكثيرين. ومعه تألق حارس مرمى نيجيريا المخضرم فنسنت إينياما الذى تربع على عرش حراس المرمى فى الدور الأول للبطولة بمجموعة من التصديات الرائعة لحارس ليل الفرنسى قادت النسور للعبور لدور الستة عشر. الأمريكى تيم هوارد ضرب رقماً قياسياً فى مباراة بلجيكا فى دور الستة عشر حينما تصدى بنجاح لست عشرة محاولة على المرمى، وهو ما يحدث للمرة الأولى فى تاريخ المونديال، ليؤكد هوارد وهو فى الخامسة والثلاثين من عمره أنه أحد أفضل حراس المرمى فى العالم بالرغم من خروج منتخب بلاده من هذا الدور بصعوبة. وكان تألق الحارس الجزائرى ريس مبولحى كبيراً، خاصة فى مباراة ألمانيا فى دور الستة عشر التى حصد فيها لقب نجم المباراة. مبولحى المحترف فى سسكا صوفيا البلغارى صار هدفاً لأندية كبرى بعد مستواه الرائع مع ثعالب الصحراء فى المونديال الذى رفعت فيه الجزائر رأس العرب عالياً. أما التميز الأكبر فكان لحارس مرمى المنتخب الألمانى مانويل نوير الذى قدم للجميع درساً فى التغطية وراء المدافعين، خاصة فى مباراة الجزائر. وجاءت خريطة تحركات نوير فى المباراة لتؤكد أن حارس بايرن ميونيخ قادر على اللعب كمدافع بنجاح باهر، وأن العملاق الألمانى قد صار أحد أفضل حراس العالم فى الوقت الحالى.