-مستثمر «عاشق للسينما» يريد هدمها وإعادة بنائها لتصبح 3 أدوار عرض حديثة بدلًا من واحدة على ناصية شارع «المنيل»، يقع مبنى «سينما فاتن حمامة» التى عرفها الجميع باعتبارها ملتقى للطبقات الشعبية والطلبة، منذ تجديدها وتغيير اسمها عام 1984 حتى الآن. وفى الآونة الأخيرة قرر أصحاب السينما أن يعرضوا المبنى بالكامل للبيع، بما فيه دار العرض العريقة، وفقًا للإعلان الذى يعتلى دار السينما، بعد انتهاء مدة تعاقد «الشركة العربية للإنتاج والتوزيع السينمائى» على استئجار الدار. والمؤسف أن معظم المستثمرين المقدمين على شراء المكان يرغبون فى هدم السينما وبناء أبراج سكنية مكانها، عدا مستثمر واحد «عاشق للسينما والأجواء الفنية»، يريد أن يهدمها ثم يعيد إنشاء المبنى ليصبح 3 دور عرض حديثة بدلًا من واحدة فقط، وفقًا لما صرح به أحد العاملين فى السينما، لكن أيًا من هذه العروض لم يلق القبول لدى الملاك الأصليين للمبنى، خاصة أنهم مستثمرون عاديون، لا ينتمون للحياة الفنية من قريب أو من بعيد. ومن الطريف أن يختفى الاسم الحقيقى لسينما «فاتن حمامة» طوال هذه الفترة حتى لا يعرفه إلا القليلون جدًا وهو «سينما ميرندا» والتى تم تجديدها عام 1984 لتصبح « فاتن» وقد اعتاد عدد كبير من المواطنين متابعتها والتردد عليها من وقتٍ لآخر، حسبما يقول «أحمد معتز» أحد سكان حى المنيل والمقيم أمام السينما مباشرة. وهناك اسم أقدم من «ميرندا» تم إطلاقه على السينما فى السابق، وهو «ربع لبة» وهو الاسم الذى لا يعرفه سوى عدد قليل من المحيطين بالسينما خاصة كبار السن، حيث يزيد عمر هذ الاسم الأول على 50 عامًا. ويقول حمدى سعيد أحد جيران السينما ل «الصباح» إن «فاتن حمامة»، وفقًا لما حكاه له والده، كانت واحدة من وسائل التمويه ليلة قيام ثورة 1952، بأن اختارها الرئيس الراحل أنور السادات ليحضر فيها فيلمًا ليلة الثورة، كنوع من أنواع التمويه، حتى يخفى عن الأنظار فكرة قيام ثورة «الضباط الأحرار»، ويموّه على أى تحرك غير متوقع يصدر من القيادات فى ذلك الوقت، خاصة أن عددًا كبيرًا من قيادات الجيش كان تحت المراقبة فى تلك الفترة، وكانت هناك حالة من التوتر بوجه عام بين العسكريين والقصر الملكى آنذاك. ويضيف «حمدى» أنه لا يدرى إن كان اختيار «السادات» للسينما يدل على أنها كانت السينما المفضلة له، أم أن الاختيار جاء معه بمحض الصدفة من أجل التمويه فقط، ولكن «السادات» كان يسكن فى الجيزة وقتها. أما أشهر الألقاب التى تم إطلاقها على «فاتن حمامة» فهو «سينما الطلبة»، حيث كان يحضر بها أكبر عدد من طلاب المدارس باستمرار عروض الأفلام، وربما كان ذلك نوعًا من «التزويغ»!
ومن جانبه، يوضح أحمد الفيومى، طالب بالمرحلة الثانوية، أن هناك عددًا كبيرًا من المدارس يقع بجوار السينما وبالتحديد فى منطقة «الملك الصالح» القريبة جدًا من محيط السينما، وربما لهذا السبب أصبحت الدار ملتقى للطلبة حتى حازت هذه اللقب، مشيرًا إلى أنه اعتاد هو وأصدقاؤه حضور الأفلام فى هذه السينما لأن «الافلام تنزل – أى تُعرض- فيها قبل أى مكان آخر»، وهو ما يعد ميزة كبيرة بالنسبة لهم.