رغم التطور العلمى والثقافى الذى تشهده كل المجتمعات الآن، مازالت ظاهرة اللجوء للدجالين منتشرة لدى مختلف طبقات المجتمع، وكأنهم مازالوا بعقليات أجدادهم فى العصور الوسطى. السبب الرئيسى للجوء السيدات إلى طلب معاونة هؤلاء المشعوذين هو تأخرهم فى الإنجاب، وذلك يحدث عادة بعد أن يكونوا قد طرقوا كل أبواب الأطباء بلا جدوى، فظنوا أن من سيخلصهم من كابوس «العقم» المفزع هو الدجال. لكن «الدجال «فى هذه الواقعة يختلف عن الآخرين، لأنه لم يطلب أموالًا أو هدايا كأتعاب لخدماته، بل كان يشترط على من يعالجهن أن يعاشرهن جنسيًا، وعندما فشل فى إقناع آخر سيدة لجأت إليه بإقامة علاقة معه اغتصبها، وكانت هى السبب فى إلقاء القبض عليه. المتهم، سيد.م.ع» 35 سنة «عاطل» يقول فى اعترافاته إنه تخرج فى معهد الخدمة الاجتماعية، إلا أنه فشل فى الحصول على فرصة عمل، وأصبح عاطلًا لفترة طويلة. ونظرًا لاحتياجه إلى المال تعرف على أحد الدجالين بمنطقة الجيزة، وعرض عليه العمل معه مساعدًا كى يفهم أصول المهنة. وبمرور الأيام تعلم المتهم أسرار الخداع وشاهد بعينه كيف يقوم الدجال بالنصب على كل من يلجأ إليه، ويتحصل منهم على أموال طائلة بدون مجهود يذكر، فقرر أن يستقل بنفسه عن الدجال ويعمل لمصلحته، لأنه وجد النصب أسهل كثيرًا من البحث عن عمل شريف. المتهم عاد إلى بلدة أوسيم وبدأ فى إقناع أصدقائه بأنه يستطيع أن يحل مشاكل كثيرة بواسطة السحر ومساعدة الجن، وبالفعل ذاع صيته فى البلدة خلال أيام قليلة، وبدأت السيدات فى التردد عليه طلبًا للعلاج من تأخر الحمل. الطلب الرئيسى الذى كان يشترطه الدجال على ضحاياه هو أن يعاشرهن جنسيًا بعد أن يوهمهن أن هذا هو طلب الجن، وبالفعل عاشر المتهم أكثر من 20 سيدة، كانت تتوهم أن هذه هى طلبات الأسياد، لكن لسوء حظه فإن آخر سيدة كشفت أمره، ورفضت أن تخضع له، وعندما تملكه الغضب واغتصبها أبلغت الشرطة. كان العميد خالد فهمى مأمور مركز شرطة أوسيم قد تلقى بلاغًا من «حنان.س» 30 سنة «ربة منزل» أفادت فيه بأنها تزوجت منذ سنوات وأقامت برفقة زوجها بالمرج فى القاهرة، لكنها لم تنجب، حيث أكد لها الأطباء أنها تعانى من مشاكل فى الرحم حالت دون حملها، وأن بعض السيدات أكدن لها أن هناك دجالًا معروفًا بأوسيم يساعد السيدات على الحمل، فذهبت إليه وعرضت عليه مشكلتها، فطلب منها مبلغ ألفى جنيه لشراء البخور وبعض المستلزمات، وقال لها إن هناك «جن» مختبئًا داخل رحمها ويمنع الحمل، وأنه قادر على استخراجه. الشاكية أوضحت أن الدجال كان يتحسس جسدها كلما ذهبت إليه، وعندما تعترض على ذلك يؤكد لها أنه يفعل ذلك لاستخراج الجن. وفى يوم الحادث ذهبت إليه فأكد لها فى هذه المرة أن الجن الموجود بداخلها يرفض الخروج، ثم بدأ يجردها من بعض ملابسها رغم اعتراضها، وسط تأكيدات منه بأنه يحاول إخراج الجن من جسدها. وعندما جرد المتهم الشاكية من معظم ملابسها قال لها إن الجن الذى بداخلها أنثى، وأنها طلبت معاشرة رجل لها حتى تخرج من جسدها، وأنه بهذه المعاشرة يعاشر الجن ولا يعاشر السيدة نفسها، لكنها لم تقتنع بكلامه، وحاولت الخروج بسرعة، لكنه أغلق عليها الباب، وجردها من ملابسها حتى أصبحت عارية، واغتصبها. من خلال إجراء التحريات تبين أن هذا الدجال يستقبل السيدات التى لا تنجب ويعاشرهن بحجة علاجهن، فتمكن المقدم عصام نبيل رئيس مباحث مركز شرطة أوسيم من ضبط المتهم، وبمواجهته اعترف بارتكابه الوقائع، وتحرر محضر بالواقعة، وأحال اللواء كمال الدالى مدير أمن الجيزة المتهم إلى النيابة العامة التى تولت التحقيق.