-لن نذهب إلى القدس إلا بصحبة إخوتنا المسلمين.. وقلة من الأقباط سافروا للحج -أمر محزن أن نصلى فى العيد تحت الحراسة.. والتهانى التى تصلنا من الشباب المسلم أبلغ رد على أفكار المتطرفين يعتبر عيد القيامة من أكبر الأعياد عند المسيحيين. يحتفلون به سنويًا فى أجواء خاصة من البهجة، ولكن هذا العام هذه الأجواء تأتى متزامنة مع تنامى وتيرة الإرهاب فى مصر، وهو أيضًا عيد خاص هذا العام كونه يستبق موعد انطلاق ماراثون الانتخابات الرئاسية التى بدأت أولى خطواتها بفتح باب الترشح وجمع توكيلات مؤيدى المرشحين المحتملين لها. «الصباح» استغلت هذه المناسبة القبطية المهمة وحاورت الأنبا بولا، أسقف طنطا وتوابعها ومسئول ملف الأحوال الشخصية فى الكنيسة الأرثوذكسية، الذى يعد الرجل القوى داخل الكنيسة، لمعرفة المستجدات الكنسية والسياسية بعد ثورة «30 يونيو»، وبخاصة أن الأنبا بولا كان ممثل الكنيسة الأرثوذكسية فى لجنتى وضع الدستور.. كاشفًا انبهاره بشخصية المشير عبدالفتاح السيسى، ومشيدًا بجرأة القطب الناصرى حمدين صباحى فى خوض غمار المنافسة على كرسى الرئيس، لكنه فى الوقت ذاته أكد أن الكنيسة لا تتدخل فى اختيار الأقباط لمرشحهم الرئاسى.. التفاصيل كاملة فى السياق. * كيف استعدت الكنيسة لعيد القيامة خاصة مع الوضع الراهن للبلاد؟ - استعدادنا مثل كل عام، والجانب الروحى يتم فيه بشكل تقليدى، لكن الجديد هو الاستعداد الأمنى، والمسئول عنه الشرطة والقوات المسلحة ولهم جزيل الشكر على جهودهم، لكنه شىء محزن أن نصلى تحت الحراسة، لكن الأمر الإيجابى هو زيادة توافد إخوتنا المسلمين على الكنائس وخاصة الشباب لتهنئة إخوتهم المسيحيين بالعيد، وهو رد فعل واضح من الشعب المصرى على أفكار المتطرفين. * هل تتوقع استهداف الكنائس فى العيد؟ - التوقعات لا تفيد، نحن نعتمد على الله و«نعمل اللى علينا»، ولابد أن تساعد الكنائس قوات الأمن. فعلى سبيل المثال فى طنطا قمنا بوضع كاميرات متابعة على كل كنيسة، وأقمنا أبراج مراقبة فى الكنائس لحماية لرجال الأمن وتأمينهم. * ما مظاهر اختلاف العيد هذا العام عن العام الماضى؟ - فى عيد القيامة الماضى ألقيت كلمة أتذكرها الآن حين أظلمنا الكنيسة يوم الجمعة العظيمة، وهو تقليد كنسى، وتأملت ظلمة الأمس ونور اليوم ثم قلت وقتها «إننا نعانى من ظلمة فى هذه الأيام ولابد أن تتغير وتتحول إلى نور».. وقلت «نعانى من ظلمة فى الشارع المصرى والله قادر أن يحول الظلمة إلى نور».. وما ذكرته فى العيد الماضى تحقق بالفعل وتحولت الظلمة إلى نور. * هل تعتبر أن المسيحيين مضطهدون فى مصر؟ - هذا واقع لا يمكن تجاهله، وهو واقع ظل يحدث على مدى عقود طويلة، لكن الآن بدأ بصيص من الأمل يشع أمام الأقباط، حيث إن هنالك نقلة نوعية أدت إلى إحساس جديد لدى القبطى، هذه النقلة مرتبطة بدستور 2014 الذى جعل القبطى مواطنًا من الدرجة الأولى للمرة الأولى فى تاريخ مصر. لأول مرة فى تاريخ مصر يتحدث الدستور عن حقوق الأقباط وتاريخ الأقباط، وهذا شىء لافت غير موجود فى كل دساتير مصر السابقة. * وضع «عدم التمييز» فى نصوص الدستور.. هل تراه كافيًا لحل مشكلة اضطهاد الأقباط؟ - الأساس تم وضعه فى الدستور، ويبقى البناء على هذا الأساس من خلال قوانين فى مجلس النواب القادم، وأن تدب الحياة فى هذه القوانين من خلال تفعيلها. بالنسبة لنا المرحلة الأولى انتهت ونحن فى انتظار المراحل القادمة. * البعض يقول إن الأقباط استطاعوا الخروج من عباءة الكنيسة بعد الثورة، هل هذا صحيح؟ - ثمة تغييرات حدثت للشخصية المصرية عموما والمسيحيون بصفة خاصة، الأقباط الآن أكثر إيجابية وتفاعلًا مع المجتمع بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو، الآن لا نستطيع التمييز بين المسلمين والأقباط، فالكل يتواجد بصورة فاعلة من أجل حماية حقوق الوطن. أعتقد بالفعل أن الأقباط خرجوا من قوقعة الماضى ولن يعودوا إليها مجددًا. وأذكر بهذه المناسبة أن البابا شنودة المتنيح أخبرنى يومًا أنه لابد من إيجاد دور للكنيسة من خلال لجنة المواطنة كى نستطيع أن نخرج الأقباط من سلبية الماضى وبالفعل عبرنا بهم من إحباطات أحداث ماسبيرو الصعبة، وفى انتخابات البرلمان والرئاسة كان لهم دور فعال، وسيكون لهم دور أكبر فى المستقبل. * لكن شباب ماسبيرو يحملون الكنيسة مسئولية هذه الأحداث؟ - لا نستطيع أن نقول الكنيسة، كما لا يمكن أن نتجاهل الدور السلبى لأجهزة الدولة فى حادثة ماسبيرو، ففى عهد المجلس العسكرى قتل العشرات من الأقباط بسبب سلبية الدولة، وللأسف كانت كيفية التفاعل مع القضية دون حجمها، مما يجعلنا نتساءل حتى اليوم: أين الجناة؟ وما الحكم الذى صدر عليهم؟ أستطيع أن أقول إن الكنيسة كان لها دورقوى ومشرف فى هذه القضية، حيث إننا تقابلنا مع المجلس العسكرى وعرضنا عليهم شريط فيديو تم تجهيزه لتأكيد من له يد فى قتل الأقباط، وتلتها اجتماعات أخرى فى مقر وزارة الدفاع، لكن للأسف كان إحدى ثمار فترة المجلس العسكرى هو حكم الإخوان لمصر. * هل ستقوم الكنيسة بتوجيه الأقباط فى الانتخابات الرئاسية المقبلة؟ - الكنيسة كمؤسسة لا توجه الأقباط، لكننى على المستوى الشخصى لا أخفى إعجابى بل انبهارى بشخصية المشير السيسى، ولا أرى على الساحة من هو أجدر منه بالمنصب، وأعتقد أن العناية الإلهية اختارته لإنقاذ مصر بسبب قوة إرادته وهدوئه النفسى الشديد. من يتعامل مع السيسى سيجد نفسه أمام رجل دولة على أعلى مستوى، يتمتع بأعلى درجات الصراحة والوضوح، إضافة إلى شخصيته المتواضعة، كما أنه دارس لتاريخ مصر وشاغله الأول هو الفقراء. هذا هو رأيى الشخصى الذى لا أفرضه على أحد. وهنا أود أن أشيد بدور السيد حمدين صباحى، وتكفى جرأته التى جعلته يتقدم للترشح للانتخابات الرئاسية على الرغم من الشعبية الطاغية للرجل الذى أنقذ مصر وهو المشير السيسى. * هل استشاركم البابا تواضروس قبل أن يشترك فى بيان 3 يوليو لوضع «خارطة الطريق»؟ - الأمر تم فى منتهى السرعة، وتم طلبه فى لحظات قليلة، وهى مرحلة فاصلة فى تاريخ مصر لا تقبل التردد، فعندما يكون عليك واجب وطنى مثل هذا يجب أن تشارك، وعندما ذهب البابا عاد بقناعة أنه كان لابد من تواجده فى مثل هذا الاجتماع المهم، حيث كانت جلسة تشاورية تتسم بالديمقراطية والموضوعية إلى أبعد الحدود، وتم وضع كل الآراء بمنتهى الموضوعية، وأنا شخصيا لو كنت سُئلت فلم أكن لأتردد لحظة واحدة فى الاشتراك والموافقة على هذا القرار الخطير، وأشكر من دعا البابا لهذا اللقاء. * هناك من يرى أن ثمة تقاربًا بين السيسى والسلفيين، ما رأيك؟ - هناك تقارب بين السيسى وكل المصريين، والسيسى يتقابل مع كل فئات المجتمع وأنا أمتدح فيه ذلك، ويعجبنى فيه أيضا أنه رجل متدين بدون تطرف، واحترم فيه ذلك. * يقال إنك أيضًا صديق حميم للسلفيين، فهل هذا صحيح؟ - هناك تقارب عاطفى على المستوى الإنسانى وعلى مستوى المشاعر الشخصية، حيث إننا تقاربنا معا وقت تعاوننا فى لجنة دستور 2012، وخرجت من الجمعية بعد أن أقمت علاقات طيبة جدًا مع قيادات السلفيين المتواجدين فى الجمعية وغيرهم، حيث جاءنى الدكتور برهامى يومًا أثناء جلسات الدستور، وكانت هناك مشكلة طائفية فى مكان ما، وقال لى «ماذا أفعل أو أين أذهب لحل هذه المشكلة؟» فساعدته. بعدها عاتبته على حديث صحفى وسألته «هل قلت مثل هذا الكلام؟» فرد «قلته من عشرين سنة. وبعد أن تعاملنا مع بعض لن أستطيع أن أقول مثله مرة أخرى». * ما حقيقة وجود حملة شرسة ضد البابا تواضروس ممن يسمون «أبناء البابا شنودة»؟ - هى حرب يقف وراءها الغرب، وهدفها التقليل من الدور الوطنى لأى قيادة ناجحة فى هذا البلد، الغرب يلعب لعبة كبيرة، مثلما فعل فى ثورة يناير، ويسعى فى هذه المرحلة لتصدير نفس هذه الأفكار لمجتمعنا الشرقى. وفى اعتقادى قد يتأثر بعض الشباب تأثيرًا وقتيًا، ولكن هذا التأثير لن يستمر. أنا أحب البابا شنودة المتنيح، وكنت مرتبطًا به ارتباطًا كبيرًا لأنه هو الذى رهبننى ورسمنى أسقفا، إلا أننى مقتنع بلا حدود بفكر البابا تواضروس والمنظومة الإدارية التى يؤسسها داخل الكنيسة. * لماذا يسافر المسيحيون إلى الحج فى القدس رغم قرار الكنيسة بحرمانهم من ذلك؟ - عدد المسيحيين المسافرين إلى القدس لا يتناسب إطلاقًا مع أعداد المسيحيين فى مصر، ومن الممكن أن يكون معظمهم من طوائف زخرى، ونفس هذا الأمر كان يحدث فى عهد البابا شنودة، فلماذا نحمل البابا تواضروس المسئولية عن أرقام هزيلة مثل هذه؟ الإعلام بطبيعته يهول الموضوع، وأؤكد لكم أن دوافع الكنيسة من منع المسيحيين لزيارة القدس دوافع وطنية بحتة ولا علاقة لها بأى بعد سياسى، فلن نكون أداة للتطبيع مع دولة تحتل دولة عربية شقيقة، فهل تستحق الكنيسة أن تهاجم بسبب وطنيتها؟ نحن كنيسة وطنية ونفخر بأننا مازلنا نناضل من أجل الوطن والقضية الفلسطينية، ولن نذهب إلى القدس إلا مع إخوتنا المسلمين. * هل أنت مقتنع شخصيا بقرار منع المسيحيين من السفر إلى القدس؟ - كل قضية قابلة للدراسة، وإذا كانت مصلحة الفلسطينيين تتطلب عدم ذهاب المسيحيين بمفردهم إلى القدس بل دخولها مع المسلمين فليكن، وإذا كانت مصلحة فلسطين الاقتصادية أن يذهب الأقباط إلى القدس حتى لا تمحى الهوية الإسلامية والعربية من المدينة فليكن، إذا اجتمعت الآراء لمصلحة القضية الفلسطينية، فالقرار سيكون موحدًا وسهلًا. * هل طلبت الدولة من الكنيسة التدخل لحل مشكلة سد النهضة؟ - الدولة لم تطلب ذلك بصورة مباشرة، ولكن الكنيسة تبذل مجهودًا كبيرًا غير معلن حيال هذه القضية، حيث أنشأت الكنيسة فى إثيوبيا كنائس قبطية مصرية وننظم قوافل طبية عالمية لعلاج الأحباش تحت مظلة الكنيسة، لأننا نحاول أن ندفع بأن يكون دور للشعب الحبشى تجاه هذه القضية، فالكنيسة المصرية تعتزم تأسيس كنيسة لها هناك، رغم أن ملف سد النهضة سياسى وليس دينيًا، لكن لابد من جلوس كل الأطراف المستفيدة والراعية لسد النهضة إذا أردت حل المشكلة، ومن ناحية أخرى لابد من تجهيز ملف قوى لتدويل القضية. بالتأكيد سنرى فى مشكلة سد النهضة أيادى خفية تلعب فى الظلام ضد مصلحة مصر، لأن أثيوبيا ليست فى حاجة إلى تخزين المياة أو توليد الكهرباء، لكن حتى الآن الجانب السياسى هو الغالب فى هذه القضية. من جانبنا سنتحدث عن كل شىء يهم الوطن مع بطريرك إثيوبيا فى زيارته القادمة لمصر، وأرجو ألا يكون رهاننا الوحيد على دور الكنيسة، فلابد أن يكون للدولة أيضا دور. * ما ردك على المخطوطات التى تظهر بين الحين والآخر للطعن فى العقيدة المسيحية؟ - هى عبارة عن مجموعة من التخاريف التى لا تستحق الرد عليها. * هل يقوم البابا تواضروس بالتقارب مع الطوائف الأخرى؟ - البابا شنودة هو أول من كسر الحواجز بين الطوائف المسيحية المختلفة، وتحاور معهم فى كل المجالات على المستوى العالمى، والبابا تواضروس أيضا مهتم بتوطيد العلاقة مع الطوائف الأخرى داخل مصر، فأسرع فى تأسيس مجلس كنائس مصر وهو الذى بدأ فى عهد البابا شنودة. بالتأكيد لا يعنى ذلك أن الكنائس جميعها ستتوحد فى كنيسة واحدة، ولكن من يوحد الكنائس هو الحوار المتبادل والوصول لنقاط مشتركة.على مستوى العائلات الطائفية المسيحية على مستوى العالم. * هل عدد الاقباط مازال مجهولا؟ - هناك دوافع كثيرة لحجب العدد الصحيح لأقباط مصر، وفى المستقبل أعتقد أن ذلك الأمر. ما تخرج به مراكز الإحصاء كلام غير صحيح، ولهذا فأنا أرفض تسمية الأقباط بالأقلية، لأن الأقباط موجودون فى مصر منذ أيام الفراعنة، وهم أحد أركان الكيان المصرى. * ماذا سيكون دوركم فى الانتخابات الرئاسية القادمة؟ سيكون دورًا غير مباشر لأن الاقباط أصبح لديهم الوعى والالتزام للمشاركة فى الانتخابات بدون وصاية، وتمنيت لو أستطيع أن أقوم بعمل ندوات لتنمية الروح الإيجابية لدى الأقباط فى كل محافظات مصر، مثلما كان لى دور بعد انتهاء عمل لجنة الدستور فى تحفيز الناس للتصويت بنعم، وقتها كنت أتحدث كأنبا بولا عضو لجنة الخمسين فقط، لكن فى توقيت الانتخابات الرئاسية القادمة سأكون مسافرًا لأمريكا لملف الأحوال الشخصية. * هل أنت راضٍ بنسبة 100% عن دستور 2014؟ - الدستور عمل بشرى، وبالتالى لن يكون كاملًا. لكن دستور 2014 تميز عن الدستور السابق له فى أن اللجنة المشكلة لوضعه كانت تضم كل أطياف المجتمع السياسية والاجتماعية فى مصر، ونتج عن ذلك دستور مصرى يغطى كل احتياجات الشعب المختلفة. * وماذا عن انتزاع الصلاحيات من رئيس الجمهورية فى الدستور الجديد؟ - عندما كان الرئيس كامل الصلاحيات فى الدساتير السابقة كنا نندب حظنا، وعندما تم تقليص صلاحياته فى دستور 2014 أيضا نندب حظنا، فأين الحل؟ تقليص الصلاحيات الذى تم جاء فى حدود لا تمنع حرية حركة الرئيس فى إدارة شئون البلاد. * هل تخشى على المشير السيسى فى الفترة القادمة؟ - أنا أشعر أن الله كان وراء كل الأحداث التى مرت بها مصر منذ 30 يونيو، ولم يتخيل أكثر المتفائلين أن جماعة الإخوان المسلمين سوف تنتزع من حكم مصر بهذه السرعة فى خلال شهور قليلة. فالله غرس فى قلب السيسى هذا الدور الذى قام به، لهذا فأنا أومن أن الله سيحفظه. * بصفتك مسئول ملف الأحوال الشخصية فى الكنيسة، هل من جديد فى موضوع الزواج الثانى للأقباط؟ - الكنيسة لن تخالف تعاليم الكتاب المقدس مهما حدث، ومن يطالبون بالزواج الثانى هم قلة وأقباط 38 هم عشرات لم يحصلوا على حكم من المحكمة. لذلك لابد من تعديل القوانين المعمول بها فى المحاكم المصرية كى تتوافق مع قوانين الكنيسة بالنسبة للأحوال الشخصية للمسيحيين. ونحاول الآن إنشاء مجالس إكليريكية فرعية فى المحافظات وفى المهجر ليتم التسهيل فى حل مثل هذه المشكلات. * هل مازلت الرجل القوى داخل الكنيسة؟ - لم أكن يومًا الرجل القوى، لأن الرجل القوى فى الكنيسة هو البابا، لكن وقفاتى القوية فى الدستور والمواقف الأخرى جعلت الناس يعتقدون ذلك. * ما رأيك فى المعترضين على الطريقة الجديدة لإعداد زيت «الميرون المقدس»؟ - أنا سعيد بفكرة الاعتراض لأن من يقوم بالدراسة والبحث يحتاج إلى أن يفهم حقيقة الأمر، قدسية الميرون تتعلق فى ثلاثة أمور: أولها هى المواد المستخدمة والرموز الروحية التى تشير إليها، وثانيها هو صلوات التقديس التى تقام على الزيت، وثالثها إضافة الخميرة المأخوذة من حنوط السيد المسيح. هذه الخطوات الثلاث تم بها صنع الميرون مؤخرًا، فما سبب النزاع؟ المشكلة أن من لا يعرف يدعى المعرفة فى كل شىء. il �tf���X��a-Normal;mso-hansi-font-family:WinSoftPro-Medium'«يبدو أن عددا غير معروف من مواطنى إحدى الدول تم إبرارهم فى الأيام الأخيرة بغور الأردن فى مهمة لم تتكشف تفاصيلها حتى الآن وعلى السكان الإبلاغ فورا إلى أقرب محطة بريطانية بأية معلومات تؤدى للقبض على هؤلاء علما أن بعضهم يتحدث اللغة العربية بلهجة مصرية وبينهم من يتحدث اللغة الألمانية والإنجليزية».
أعود لبنود الاتفاق السرى بين الفوهرر أدولف هتلر والشيخ حسن البنا، ومن واقع الوثائق سمح هتلر لجماعة الإخوان المسلمين المصرية بنقل وتخزين الأسلحة الألمانية فى مصر لخدمة العمليات السرية الألمانية بالقاهرة. كما وافق هتلر على إقامة أول معهد للدعاة الإسلاميين فى برلين، بدأ نشاطه نهاية شهر ديسمبر 1941 لخدمة دعوة جماعة الإخوان المسلمين المصرية فى أوروبا عقب انتهاء الحرب، مقابل قرار حسن البنا تجنيد شباب الجماعة للفيلق الألمانى - الإفريقى الثابت تشكيله بتاريخ 12 فبراير 1941 على أن يلحق الجيش النازى دعاة شباب من جماعة الإخوان المصرية بكل كتيبة ألمانية يتطوع إليها مؤيدو البنا. وربما كان أغرب بنود الاتفاق السرى بين القائد أدولف هتلر وجماعة الإخوان المسلمين المصرية أن يسمح الحزب النازى للشيخ حسن البنا فى حالة انتصار ألمانيا تأسيس فرع للجماعة فى العاصمة الألمانية برلين، وقد خصص له الفوهرر بالفعل قطعة أرض كبيرة خارج المدينة جاورت معسكرات جهاز SS المختص بحمايته الشخصية، ووقع هتلر على صك حق انتفاع للأرض باسم الشيخ حسن البنا ألغته السلطات الألمانية بقرار رسمى فى يناير 1946. وأن يمنح أدولف هتلر حق الإقامة الدائمة للشيخ حسن البنا وأتباعه فى ألمانيا على أن يصدر الحزب النازى وثائق سفر ألمانية نازية باسم الشيخ البنا وقيادات جماعته أرسلت بالفعل بعدها مباشرة على ضوء معلومات وثائق الأرشيف الألمانى إلى القاهرة. الوثائق الألمانية تثبت أن الشيخ حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين المصرية ومرشدها الأول حاز خلال الفترة من 28 نوفمبر 1941 حتى 2 سبتمبر 1945 وثيقة مرور نازية رسمية سارية أدرجت فى سجلات جهاز SS السرية أبلغت ببياناتها منافذ الحدود البرية الخاضعة خلال الحرب العالمية الثانية للسيطرة الألمانية. أما أخطر البنود وأكثرها استفزازا فى نص اتفاق هتلر - البنا ما سجلته الوثائق الألمانية السرية للغاية عن موافقة الفوهرر على إسناد مهمة إدارة المملكة المصرية إلى جماعة الإخوان المسلمين المصرية بالتعاون مع الملك فاروق الأول الثابت جلوسه على عرش مصر خلال الفترة من 28 إبريل 1936 حتى 26 يوليو 1952. المثير أنه برغم بنود الاتفاقية السرية بين الفوهرر أدولف هتلر والشيخ حسن البنا سجل الأرشيف الألمانى على لسان الزعيم النازى تصريحا أعلنه للشيخ أمين الحسينى مهندس الاتفاق وهو يصافحه فى نهاية لقائهما الثانى ظهر 30 نوفمبر 1941 بعدما استوعب فكر الإخوان المسلمين قائلا: «أجد نفسى بعد كل ما سمعته من أفكار الشيخ البنا فى مصر لا أخشى الشيوعية الدولية ولا الإمبريالية الأمريكية والاستعمارية البريطانية ولا حتى الصهيونية نفسها، ولكنى أخشى من ذلك الإسلام السياسى الذى شرحته لى للتو عند جماعة الإخوان المسلمين، ومع ذلك ستتعاون ألمانيا معكما».
فى الحلقة القادمة: أقسام مكافحة لأفكار جماعة الإخوان المسلمين المصرية فى أجهزة استخبارات العالم أسرار عملية خريف الإخوان فى بريطانيا وكندا بالمستندات والصور