- سيدة تسأل عن تفويض ل «إعدام الإخوان».. ونحو ألف توكيل يوميًا لصالح «المشير» - منتقبة وملتح يرشحان السيسى.. وأحد أنصار صباحى يحاول منع «الصباح» من التصوير حرصًا على شعبية مرشحه بالزغاريد والدعوات يمضى يوم مؤيدى المرشح الرئاسى المحتمل المشير عبدالفتاح السيسى فى مكاتب الشهر العقارى، فلا يزال يذكر عشرات المواطنين المترددين على مكتب الشهر العقارى الرئيسى بوسط القاهرة، دور المشير البارز فى تخليص مصر من غمة جماعة «الإخوان» الإرهابية، بحسب ما رصدته «الصباح» خلال جولتها بمكاتب توثيق توكيلات مرشحى الرئاسة. «الصباح» قررت أن تخوض تجربة تحرير التوكيلات الشعبية للمرشحين المحتملين بأسلوب المعايشة، لنرصد التفاصيل والأجواء عن قرب، وفور وصولنا إلى مكتب التوثيق، كانت زغاريد النساء تلف المكان وسط دعواتهن للسيسى بالفوز فى الانتخابات الرئاسية المقبلة المقرر إجراؤها يومى 26 و27 مايو المقبل، إلى جانب ترديد هتافات من نوعية: «الله حى السيسى جاى»، و«وحياة أذان العصر يلا يا سيسى أحكم مصر»، و«عبدالناصر قالها زمان هما اتنين مالهمش أمان الإخوان والأمريكان»، و «يلا يا سيسى أوعى تدلع يلا عشان أمريكا هتولع»، وكانت هؤلاء النساء بمثابة بطل المشهد، إضافة إلى عشرات المواطنين القادمين من كل حدب وصوب لتحرير توكيلات لصالح المشير، الذى يرون أنه الرئيس الأنسب للبلاد فى المرحلة الحالية. سألنا سيدة تدعى الحاجة هدى فى العقد الخامس من العمر، عن سبب حضورها، ومن سترشح فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث أكدت أنها حضرت لتحرير توكيل للمشير السيسى، وأن صوتها فى الانتخابات سيكون من نصيبه، قائلة: «هو اللى هيعدل حال البلد»، وبسؤال سيدة أخرى عن مرشحها الرئاسى قالت: «مفيش حد غير السيسى». أثناء جولتنا داخل مكتب التوثيق، سألنا سيدة منتقبة تدعى عزة عبدالحليم بصحبة رجل ملتح عن مرشحهما، وكان الرد: «السيسى»، ما أثار دهشة الحاضرين، معللين ذلك بقولهما: «مش كل ملتح إخوان». من ناحية أخرى، طلبت سيدة تدعى أسماء من مسئولى الشهر العقارى نموذج تفويض ل«إعدام الإخوان»، حيث تعالت الهتافات فور سماع الحاضرين ذلك، مرددين: «الشعب يريد إعدام الإخوان». وأثناء تصوير «الصباح» للحشود المؤيدة للمشير، حاول أحد أنصار صباحى منعنا بحجة أن ما نفعله يشوه صورة مرشحه حمدين صباحى بتسليط الضوء على مؤيدى السيسى. الغلبة للسيدات وعلى باب غرفة التوكيلات، تجلس سيدة أربعينية تحمل صورة المشير عبدالفتاح السيسى، وأعلى رأسها لافتة مدون عليها عبارة «نساء مصر يؤيدن السيسى»، فور دخولنا إلى الغرفة وجدنا عددًا كبيرًا من السيدات اصطففن فى طابور طويل، ويبدو أن حجم التوكيلات ستكون الغلبة فيها للسيدات. خطوات وكنا أمام الموظف المختص، وهى سيدة أربعينية بجوارها شاب ثلاثينى يدعى عمر، وجهت الموظفة ل«الصباح» سؤالًا هو: «توكيل لمين..السيسى؟» وجاء الرد من المتواجدات فى الغرفة نيابة عنا «أيوا طبعا للسيسى»، ولم نشغل بالنا بهذا الرد، فأمامنا ساعة على الأقل لحين حلول موعد تحرير التوكيل الخاص بنا. الدقائق تمر ونحن نترقب حركة التوكيلات والتى تكشف وجهة الكتل التصويتية، فيما لم نسمع اسم حمدين صباحى ولو لمرة واحدة.. قليل من الوقت مر وإذا بسيدة خمسينية تدخل لتحرير توكيل، وتسألها الموظفة «لمن؟» فترد عليها «مش هو مرشح واحد بس؟!»، لتأتى الإجابة كالعادة من الطابور النسائى «لأ هما كتير.. شوفى إنتِ عاوزة مين»، فترد السيدة «أنا ما أعرفش إلا السيسى». مشهد آخر داخل الغرفة، ثلاث سيدات يدخلن من الباب وأصواتهن ترتفع بالزغاريد، ويرددن عبارة: «مبروك علينا السيسى» ويرد عليهم رجل خمسينى على الجانب الآخر: «السيسى بطل مصر». طال الانتظار لأكثر من ساعة داخل الغرفة، شعرنا فيها بأن الغرفة مخصصة لتوكيلات معجبات السيسى فقط، بسبب اختفاء الشباب وأنصار صباحى تمامًا. توكيل ل«صباحى» بعد كل الحوارات الجانبية التى دارت بالغرفة، نودى علينا لتحرير التوكيل، ولم يكن أمامنا سوى اختيار اسم حمدين صباحى لنرصد من خلاله رد فعل المتواجدين، وبصوت عالٍ طلبنا تحرير توكيل لحمدين صباحى، وكانت المفاجأة نظرات فاحصة من المتواجدين داخل الغرفة، حالة من الاستغراب والصمت سادت المكان، قطعها هتاف إحدى السيدات: «والله يا سيسى طلعت بجد.. زى النيل وزى السد»، وفور خروجنا كانت سيدات قد تجمعن أمام مكتب التوثيق للمطالبة بإعدام جماعة الإخوان، مرددات لهتاف «الشعب يريد إعدام الإخوان». توقف العمل بالمكتب بعد ارتفاع صوت السيدات بالهتاف، اعترضت موظفة المكتب على الضوضاء التى أحدثتها السيدات، وطلبت منهن الابتعاد عن المكتب، وردت عليها سيدة «اللى مش عاجبه يسد ودانه»، بينما تدخل بعض موظفى الشهر العقارى، وقاموا بإغلاق الأبواب. أما المشهد الذى كان مختلفًا ربما عن كل التوقعات، فهو مشهد الوعظ الذى قامت به بعض السيدات داخل الشهر العقارى، حيث تحدث بعضهن مع المتواجدين حول ضرورة العمل والاجتهاد، وتطرقن إلى الدين والواجب الوطنى، لتختتم جلسات الوعظ بوجوب انتخاب السيسى أو تأييده خلال الفترة المقبلة. نهاية الرحلة بعد الانتهاء من متابعة كل هذه المشاهد، توجهنا لتسليم التوكيل لمندوبى حملة صباحى، وللأسف لم يكن أحد منهم متواجدًا، فيما انتشر مندوبو حملة السيسى أمام مكتب التوثيق. من جانبه، أكد محمد عبدالظاهر، المسئول عن تسهيل إجراءات توكيلات الرئاسة، أن غالبية التوكيلات ذهبت إلى المشير عبدالفتاح السيسى، وأن قلة قليلة كانت من نصيب المرشح المحتمل حمدين صباحى، وأن المكتب يشهد تحرير أكثر من ألف توكيل يوميًا.