تسعى عدة جماعات إرهابية تنتمى إلى تنظيم «القاعدة»، لاستغلال حالة الارتباك الأمنى فى الشارع المصرى، للعمل على نشر الفوضى والإرهاب فى القاهرةوالمحافظات، وفى مقدمة تلك الجماعات، تنظيم «الدولة الإسلامية فى العراق والشام»، المعروفة اختصاراً ب«داعش»، والذى ينشر إرهابه فى ربوع سوريا، ويريد نقل التجربة إلى مصر، متخذاً من عباءة الجهاد فى سبيل الله ستاراً لنشر الفوضى والخراب تنفيذاً لأجندات أجنبية، وبمساعدة من جماعة «الإخوان» الإرهابية. مصادر جهادية عائدة من المشاركة فى العمليات القتالية فى سوريا مؤخراً، كشفت ل«الصباح»، أن قيادات «داعش» عقدت اجتماعات سرية مع عناصر من الحرس الثورى الإيرانى، وعدد من ممثلى جماعة «الإخوان» الإرهابية، فى أحد معسكرات التدريب التابعة ل«داعش» بمحافظة الرقة السورية، لبحث ترتيبات إدخال عناصر التنظيم إلى مصر لبدء عمليات تستهدف رجال الجيش والشرطة، تمهيداً لنقل الفوضى السورية إلى مصر، عبر سيطرة «داعش» على مناطق من الأراضى المصرية، خاصة فى سيناء. المصادر – التى طلبت عدم ذكر اسمها- قالت إنه من ضمن أسماء المصريين التى حضرت اجتماعات «داعش»، «أبو أدهم المصرى»، و«سيد المصرى»، و«أبو إبراهيم الجيزاوى»، ومعهم عدد من الشباب المنتمى للمجلس القبلى لعرب سوريا، بزعامة شخص يدعى «سالم المسلط»، و«عبد الإله ملهم» وهو المجلس الذى يضم أكبر تشكيل لجماعة الإخوان داخل سوريا. وأكدت المصادر أنه تم تداول بعض الفيديوهات والخرائط والصور لمنشآت مهمة فى سيناء، نقلها بعض المصريين من أعضاء جماعة «الإخوان»، والذين انتقلوا فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى إلى سوريا، بدعوى الجهاد تحت لواء «داعش» وعددهم نحو ألف مقاتل، يمثلون همزة الوصل بين «داعش» والتنظيم الدولى لجماعة «الإخوان»، خاصة أن الأخير أرسل بعض العناصر غير المعروفة، التى تقوم بمهمة الاتصال مع عناصر الإخوان المصرية ضمن صفوف «داعش»، للإعداد خطة الانتقال إلى سيناء فى الفترة المقبلة، بعد التنسيق مع الجانب الإيرانى على توفير الدعم المالى وتقديم السلاح أيضاً، الذى تم فعلاً ببدء تحويل السلاح الإيرانى إلى الداخل السورى، تمهيداً لنقله إلى مصر. وظهر الدعم الإيرانى الإعلامى سريعاً، بعدما ظهر أحد أعضاء «داعش» على قناة «العالم الإيرانية»، داعياً المصريين إلى ما وصفه بالجهاد من أجل تطبيق الشريعة، قائلاً: «هيهات أن يطبق الإسلام فى مصر بغير جهاد طويل ومرير»، مؤكداً أن التجربة الديمقراطية أثبتت فشلها فى بلاد المسلمين، لأن الذين ينجحون عبر الصناديق إذا لم يحصلوا على رضاء اليهود والأمريكان وقوى الشر، يتم إقصاؤهم سريعاً، وأن لا مفر من امتلاك الحركات الإسلامية للقوة العسكرية لفرض أفكارها بالقوة. وعلمت «الصباح» أن خطة «داعش» للتسلل إلى سيناء، تعتمد على تنسيق الحرس الثورى الإيرانى مع الشباب الإخواني، وفى مقدمتهم شخص يدعى «أسامة المصرى»، لنقل أفراد من داعش عبر العراق، مروراً بالأردن ثم البحر الأحمر وصولاً إلى السواحل السيناوية، وأن معسكرات أعدت لاستقبال العناصر المسلحة فى المنطقة الواقعة على الحدود العراقية - السورية، منها معسكر «أبو بكر الصديق»، بالقرب من مدينة الرقة، والذى تم تدريب أكثر من ثلاثة آلاف عنصر مسلح داخله، معظمهم من المصريين والأتراك وبعض العناصر الباكستانية، فضلاً عن شباب إيراني، وقد شارك عدد كبير من ضمن المتدربين داخل هذا المعسكر فى عمليات ميدانية ضد الجيش النظامى فى سوريا، لإكسابهم الثقة فى التعامل العسكرى، خاصة فى الصحراء والأماكن الخطرة، كتجربة قبل نقلهم إلى أجواء مشابهة فى سيناء. ويتولى قيادة معسكر «أبوبكر الصديق»، شخص يدعى ب«أبو أسامة الأنصارى»، ونائبه «أبو حسام المصرى»، والذى ينتمى إلى تنظيم الجهاد المصرى، وهو الذى دفع به أعضاء التنظيم الدولى فى الفترات الأخيرة، ليكون قائد العمليات التى ستتوجه إلى سيناء فى الأيام المقبلة، فى ظل تنسيق شبه كامل بين هذه العناصر وبين جماعات جهادية فى سيناء. وأشارت المصادر إلى أن تنظيم «الإخوان» الدولى والحرس الثورى الإيراني، يعملان على حشد أكبر مجموعة من العناصر المسلحة، من خلال دعم «داعش» بالعديد من الفيديوهات التى تكشف الداخل المصرى، لحث المقاتلين الأجانب من روسيا وباكستان وكردستان على الجهاد فى مصر، كما يحصل العديد من المصريين فى سوريا على تلك الفيديوهات عن طريق حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعى. فى المقابل، رجح مؤسس «حزب الله» المصرى، الجهادى محمد أبو سمرة، ألا يتمكن تنظيم «داعش» من تأسيس فرع له فى مصر، لطبيعة الشعب المصرى الخاصة، لكن هذا لا يمنع أن اسم «داعش» له إيقاع سحرى فى أوساط الجهاديين، وسيغرى الكثير من الشباب للانضمام وتأييده، خاصة أن الوضع الأمنى والأحداث التى تشهدها مصر مؤخراً، قد تجعل من الأخيرة تربة خصبة، للتصدى لأفعال الجيش والشرطة ضد الإسلاميين، خاصة أن زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهرى، دعا جميع الجهاديين فى العالم للذهاب إلى مصر ومناصرة جماعة «الإخوان»، لإعادة المعزول مرسى إلى الحكم، شريطة أن يطبق حدود الشرعية الإسلامية. الأمير السابق لجماعة «التكفير والهجرة»، الشيخ محمود عزام، قال ل«الصباح» إن «داعش» أحد أفرع تنظيم القاعدة، العاملة فى سورياوالعراق، وهذا لا يمنع مساعيهم لنشر أفكار التنظيم فى كل مكان، لكن فكرة اختراقهم للمجتمع المصرى، هى مجرد فرقعة إعلامية، وكل ما فى الأمر أن تنظيم القاعدة يريد أن يستغل الأوضاع التى هيأتها جماعة «الإخوان» لإشعال الفوضى فى مصر، من أجل إيجاد موقع قدم لهم فى سيناء، مؤكداً أن محاربة الفكر بالفكر الوسيلة الأهم للقضاء على التيار التكفيرى. جدير بالذكر، أن تنظيم «الدولة الإسلامية فى العراق والشام»، هو تنظيم مسلح يتبع «القاعدة»، تأسس على يد الأردنى أبو مصعب الزرقاوى، عقب الغزو الأمريكى للعراق سنة 2003، تحت شعار مقاومة الاحتلال، قبل أن يتوسع ليشمل دولة سوريا مع اندلاع الثورة هناك، جامعاً تحت لوائه عصابات جهادية مختلطة من مختلف الجنسيات لهدف واحد هو «إقامة دولة الخلافة الإسلامية»، وقد نشأ التنظيم فى أحضان المحافظات ذات الأغلبية السنية بالعراق وهى «الأنبار» و«نينوى» وغيرها، التى تشترك فى بعض حدودها مع سوريا، وبعد قيام الثورة السورية، امتدت أذرع التنظيم عبر الحدود المفتوحة لتشارك «داعش» بسلاحها ومقاتليها فى الحرب الأهلية السورية، باعتبارها معركة «مقدسة» ضد النظام الشيعى العلوى «الكافر» – حسب وصفهم.