"داعش" - لمن لا يعرف - هى كلمة مختصرة تجمع الحروف الأولى لتنظيم " الدولة الإسلامية فى العراق والشام" .. وهو تنظيم مسلح يتبع "القاعدة" ، تأسس على يد الأردنى أبو مصعب الزرقاوى عقب الغزو الأمريكى للعراق عام 2005 تحت شعار مقاومة الاحتلال ، قبل أن يتوسع ليشمل دولة سوريا عقب قيام الثورة هناك ، جامعا تحت لوائه عصابات جهادية مختلطة من مختلف الجنسيات لهدف واحد هو "إقامة دولة الخلافة الإسلامية" . "دولة الخلافة الإسلامية" .. هل تذكر هذه العبارة البرئية من كل ما يمارس باسمها الآن ؟ ذات الشعار الفضفاض الذى ندفع ثمنه من دماء جنودنا فى سيناء .. وتخرج تحت راياته المظاهرات المسلحة بالخرطوش والمولوتوف تنشر الخوف فى شوارع مصر .. ويقتل من أجله الأبرياء فى تفجيرات غادرة هنا وهناك . قتل الزرقاوى فى غارة أمريكية عام 2006 ، وانسحبت القوات الأمريكية من العراق عام 2012 ، واستمرت "داعش" تنهش جسد بلاد الرافدين بالتفجيرات والاغتيالات يغذيها الصراع الطائفى والسياسى .. وترعرع التنظيم المسلح فى أحضان المحافظات ذات الأغلبية السنية بالعراق " الأنبار" و" نينوى" وغيرها ، وهى محافظات تشترك فى بعض حدودها مع سوريا .. وبعد قيام الثورة السورية ، امتدت أذرع التنظيم عبر الحدود المفتوحة لتشارك "داعش" بسلاحها ومقاتليها فى الحرب الأهلية السورية .. باعتبارها معركة "مقدسة" ضد النظام الشيعى العلوى "الكافر" من وجهة نظرهم . وفى عام واحد من حكم جماعة الإخوان المسلمين لمصر انفتحت أبواب سيناء على مصراعيها للجهاديين والمتطرفين من داخل مصر وخارجها ، وإن كنا نعانى اليوم من أعمال إرهاب - لم تزل محدودة - لتنظيم " أنصار بيت المقدس " ، فلم يكن من المستبعد أبدا أن تمتد أجنحة باقى التنظيمات المسلحة بإسم الدين لمصر عبر بوابتها الشرقية ، لتكمل سعيها "المقدس" نحو تحقيق " حلم الخلافة الإسلامية " المزعوم على جثثنا وأنقاض بيوتنا. فهل تعتقد أن مصر كانت بعيدة عن مثل هذا الكابوس ؟ ربما تظن هذا الآن لأنك آمن فى بيتك يحمى حدودك جيش منظم ، ويقاتل - من أجلك - جنود أوفياء فى معارك طاحنة بشبه جزيرة سيناء. وهل أتاك حديث إنجازات تنظيم " الدولة الإسلامية فى العراق والشام" نحو تحقيق "حلم دولة الخلافة" ؟ لم يصل إلى مشارف القدس ولم يفجر قنابله فى وجه إسرائيل .. لقد استولت عصابات "داعش" المسلحة على مدن عراقية كاملة مثل " الفلوجة" وانتشر مسلحوها يقاتلون الجيش العراقى للاستقلال بمحافظات مهمة مثل الأنبار والرمادى مخلفين وراءهم عشرات الضحايا من المدنيين . نشرت "داعش" الرعب والدماء فى مدن سوريا ورفعت أعلام القاعدة فوق أنقاضها، وبعد أن كان المواطن السورى يحلم بمزيد من الحرية ويقاتل من أجلها ، صار يقاتل عصابات مسلحة من الخارج اقتحمت وطنه واستباحت حدوده وبيوته وشوارعه . مثل "داعش" تنظيمات كثيرة تحمل ذات الفكر وتقاتل تحت ذات الراية السوداء من أجل تحقيق "حلم الخلافة " لنفسها وليس للإسلام ، مثل "داعش" تنظيمات مسلحة هزمها الجيش المصرى وكسر شوكتها فى سيناء فى معركة لم تزل رحاها دائرة حتى اليوم ، وراء "داعش" ومثيلاتها فكرة إرهابية متطرفة تحاربها مصر بضراوة .. وبإذن الله ستنتصر.