قنوات الرقص الشرقى أو «البورنو كليب» كما أفضل أن أطلق عليها مازالت ملفا خطيرا لم تكتب سطور نهايته بعد ؛ فما بين ليلة وضحاها وقع الشعب المصرى من جديد فريسة سهلة لبعض المرضى من عاشقى جمع الأرباح السريعة حتى لو كانت على أجساد فتيات عاريات يستعرضن أنوثتهن لإثارة غرائز فطرية فى الرجال من أجل تحقيق مكسب مادى رخيص - وإن ارتفعت قيمته- .. فجأة بدأ الصراع والمنافسة بين تلك القنوات فى عرض أكبر كمية ممكنة من «اللحم الرخيص» على الشاشة لاجتذاب الجمهور وبالتالى المعلنين إلى الشاشة ؛ والمعلنون هنا ليسوا أصحاب الشركات المحترمة التى تملأ إعلاناتها شاشات الفضائيات المصرية وإنما هم مجموعة أخرى من المرتزقة أصحاب شركات «تحت بير السلم» لصناعة منشطات جنسية يحاولون ترويجها من خلال تلك القنوات التى اجتذبت قطاعا عريضا من المراهقين ؛ ولما لا وقد احتلت مصر مكانة متميزة ومتقدمة جدا خلال السنوات القليلة الماضية فى البحث عن كلمة «جنس» على الإنترنت حسب إحصائيات جوجل الأخيرة .. وإن كانت رفاهية الإنترنت لا تتاح لعدد كبير من الفقراء فبالتأكيد «الريسيفر والطبق» أسهل كثيرا فى الحصول عليهما وهو ما جعل من تلك القنوات نافذة رخيصة الثمن من أجل الوصول للحظة نشوة جنسية يعيشها الشاب من خلال مشاهدته لفتاة تستر من جسدها أقل بكثير مما تبيح لمن يشاهدها .. القضية ربما تحمل من الخطورة ما ينذر باقتراب حدوث كارثة أخلاقية جديدة خاصة مع وصول نسبة العنوسة بين الشباب إلى ما يقرب من ثلاثة ملايين شاب لا يستطيعون تدبير نفقات الزواج ووجد الكثير منهم ضالته الغريزيه فى مثل تلك القنوات التى اكتشفنا العديد من الحقائق الخاصة بها أثناء البحث عنها . --- البث من خارج مصر .. خدعة أصحاب القنوات حيث إن كلها تقريبا لم تحصل على إشارة البث الخاصة بها من مصر أو «النايل سات» وإنما يلجأ أصحابها لشراء ترددات على أقمار صناعية مجاورة للنايل سات ومنها «نور سات» والتى يسهل التقاطها من النايل سات بسهولة بسبب أنها تدور فى نفس المدار الخاص به .. وهناك بعض القنوات الأخرى التى تستخدم أقمارا بحرينية وبريطانية بعد رفض النايل سات إعطائهم التصاريح اللازمة لبث قنواتهم ومن بين تلك القنوات قناتا «شارع الهرم» و«بون سوارية» وهما مملوكتان لصاحب شركة للأدوات والمنشطات الجنسية ويستخدم القناتين للترويج لبضاعته العفنة .. كذلك هناك قناة اسمها «نواعم» تبث أيضا من القمر البحرينى الذى يبدو أن الحمل سيزداد عليه خلال الأيام القليلة المقبلة حيث علمنا أن هناك عددا من القنوات الجديدة التى قدمت أوراقها من أجل الحصول على إشارة بث ومنها قنوات «شقاوة» و «الأمل» و «دنيا» .. وعلى الجانب الآخر مازالت جهود بعض أصحاب الضمائر مستمرة حيث أكد رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للأقمار الصناعية «نايل سات» ثروت مكى أن الشركة أوقفت بالفعل حتى الآن 10 قنوات للرقص الشرقى خالفت المواثيق الأخلاقية المتعارف عليها .. وأكد مكى أن الأزمة الحقيقية أمام النايل سات هى أنه إلى جانب النايل سات توجد أقمار تدور فى نفس المدار ويستطيع المشاهد أن يلتقطها من خلال «الدش» وللأسف تدرج ضمن قنوات النايل سات . --- اتهامات بتسهيل الدعارة على الجانب الآخر تحاول الجهات الأمنية السيطرة على حالة الانفلات الأخلاقى التى تفرضها تلك القنوات على الشعب المصرى ؛ وبالفعل تم القبض على عدد من أصحاب تلك القنوات بتهم تسهيل الدعارة والحض على الفجور ومنها القضية الأخيرة لبليغ حمدى صاحب قناة «التت» أولى القنوات التى ظهرت فى هذا المجال ؛ حيث تم تقديمه للمحاكمة بتهمتى إذاعة الفاحشة والتحريض على الدعارة وبث إعلانات وصور محظورة ؛ وتهمة البث بدون ترخيص ؛ لكنه حصل على حكم بالبراءة من التهم التى نسبت إليه حيث قضت الدائرة الثانية جنح بمحكمة القاهرة الاقتصادية ببراءته من تلك التهم بعدما قام المحامى أسامة عبد العظيم وكيل المتهم بالدفع ببطلان التحريات ؛ مؤكداً أن القناة على القمر الأردنى «نور سات» وتبث من البحرين ولا يفترض تطبيق القانون المصرى عليها لأنها تبث من الخارج .. وقدم المحامى شهادة من «النايل سات» تؤكد أن القناة لا تبث من داخل مصر مرفقة بصورة بالإنجليزية من أصل العقد بين القناة وال «نور سات» . وهو أمر مشابه تقريبا للقضية الشهيرة منذ عدة أشهر والخاصة بصاحبة قناة «دلع» وهى فتاة أردنية تدعى «سناء هانى» وتبلغ من العمر 26 عاما ؛ حيث حصلت هى الأخرى على حكم بالبراءة من محكمة جنح مستأنف أول أكتوبر فى اتهامها ببث قناة فضائية بدون ترخيص، ونشر وحيازة بقصد الاتجار أشياء تخدش الحياء العام وتسهيل الأعمال المنافية للآداب، وتم إلغاء الحكم الصادر بإدانتها بالسجن لمدة 3 سنوات من محكمة أول درجة .. وكما فعل محامى بليغ حمدى فى قضيته الأخيرة ؛ قام محمد مصطفى سعد محامي المتهمة بتقديم شهادة من شركة النايل سات تثبت أن قناة « دلع» لا تبث على شارات القمر الصناعى المصرى النايل سات، ولكن على تردد القمر الصناعى الإنجليزى «فيو سات»، وأن مقر القناة موجود فى الأردن .. وأكد أن موكلته ليست مسئولة عن مضمون الرسائل التى يبعث بها جمهور القناة، وأنها لم تحرض عليها، وإن كانت تجب محاسبتها فيكون ذلك بتهمة الامتناع عن فلترة تلك الرسائل وليس بتهمة ارتكاب الجريمة الأصلية بالنشر، وطعن على صحة تحريات رجال المباحث حول الواقعة حيث إن التحقيقات أسفرت عن أن المتهمة استغلت وبدون ترخيص شارة بث فضائى، لنقل إرسال قناة فضائية أسمتها «دلع»، وخصصتها لإذاعة الرقض الشرقى والترويج لمنشطات جنسية، وتسهيل لقاءات وأعمال منافية للآداب، من خلال بث رسائل على الشريط الإعلانى أسفل الشاشة يترتب عليه لقاءات بين المتصلين لممارسة الجنس مقابل مبالغ مالية .. وقد أكدت تحريات الإدارة العامة لمكافحة جرائم الآداب صحة الاتهامات ؛ وتم الكشف عن خيوط القضية من خلال تتبع بعض البلاغات التى تقدم بها العديد من المواطنين، إلى الإدارة العامة لمكافحة جرائم الآداب، بشأن طبيعة عمل القناة الفضائية، فتم إصدار إذن من النيابة العامة لمداهمة مقر القناة بالحى المتميز بمدينة السادس من أكتوبر، وعثر بداخله على أجهزة البث المستخدمة فى نقل شارة القناة وإذاعتها .. وكالعادة استطاع ملاك تلك القنوات الخروج من القضايا بسهولة شديدة معتمدين فى الحصول على البراءة على عدم بث قنواتهم من مصر وهو ما يستند عليه الدفاع عادة للحصول على حكم البراءة .. ولأن القضاء لا يحكم سوى بالأدلة والأوراق والمستندات ولا يحتكم القاضى أبدا إلى أهوائه الشخصية أو خلفيته الدينية والأخلاقية كان حكم البراءة هو الأسهل لأصحاب تلك القنوات ؛ لكنها براءة مغلفة بالعار لأن الحكم الأخلاقى يظل كما هو دون أى تغيير ؛ «تجارة رخيصة بسلعة أرخص» وهذا هو حكم المجتمع الذى لا ينتظر محاميا يدفع ببطلان تحريات المباحث أو تقديم مستندات تفيد بأن البث من خارج الحدود المصرية .. تبقى تلك القنوات وصمة عار تلاحق أصحابها أبد الآبدين. دينا وفيفى: قنوات الرقص الشرقى «رخيصة» الغريب أن الراقصات المشهورات يتبرأن من تلك الظاهرة ويهاجمن على طول الخط مثل تلك القنوات وأصحابها ؛ فخرجت واحدة من أشهر راقصات مصر وهى «دينا» لتؤكد أن قناة «التت» شوهت الرقص الشرقى بسبب سوء أداء الراقصات اللواتى يظهرن عبر شاشاتها ؛ وذلك على الرغم من إعجابها فى البداية بفكرة تخصيص قناة لمتابعة الرقص الشرقى من خلالها .. كما أكدت الفنانة فيفى عبده أنها بصدد التحضير لإطلاق قناة خاصة عن «الرقص الشرقى» وقامت بعقد جلسات عمل مكثفة مع القائمين على القناة لتحديد سياستها وما ستقدمه من مواد .. مؤكدة أن القناة لن يتم بثها على قمر «النايل سات» حتى تبعد نفسها عن الروتين والخلافات التى من الممكن أن تحدث مع مسئولى النايل سات .. وأشارت فيفى عبده إلى أن قناتها لن تقتصر على عرض مقاطع الرقص فقط ، بل ستنتج برامجها الخاصة عن الرقص الشرقى كما ستكون القناة «شيك وراقية» ليست مثل القنوات التى تتخذ الابتذال أسلوبا لها ، وستتيح الفرصة لكل الراقصات حول العالم وليس المصريات فقط .. مؤكدة أنها قررت اتخاذ خطوتها من أجل تصحيح الصورة الحقيقية للرقص الشرقى فى ذهن المشاهدين، خاصة وأن قنوات الرقص المنتشرة على الساحة فى الوقت الراهن تعرض محتوى غير لائق .. فإذا كان هذا هو رأى الراقصات فى مثل تلك القنوات المبتذلة فما بالك برأي المجتمع فيها. أغلقت ملفات القضايا التى واجهها أصحاب تلك القنوات لكن يبقى الصراع فيما بينها على الفوز بأكبر نسبة مراهقين يحاولون إشباع رغباتهم الجنسية من خلال ما يقدم من مباريات فى زيادة العرى واستغلال الغرائز لجذب نسب المشاهدة وتحقيق أرباح مادية سريعة حيث إن تكلفة القناة كاملة لا تتعدى مئات الدولارات؛ فكم من راقصة درجة ثالثة «ورابعة كمان» تسعى للفوز بفرصة عرض إحدى رقصاتها على شاشة أى قناة منها من أجل زيادة سعرها فى السوق وربما كانت تجربة الراقصة «صافيناز» على قنوات «التت» و«دلع» قبل الشهرة التى نالتها فى فيلم «القشاش» أكبر دليل على ذلك حيث لم تكن يوما تعرف للشهرة طريقا فقررت طرق أبوابها من خلال تلك القنوات التى تسببت بعد ذلك فى لفت نظر أحد أصحاب الملاهى الليلية الذى تعاقد معها للرقص فى الملهى الذى يملكه ومن بعدها عرفت طريقها للشهرة ؛ ومثيلات صافيناز من الفتيات اللاتى يبحثن عن فرصة للشهرة والفلوس كثيرات ولا مانع لديهن من عرض بضاعتهن – الرخيصة- بل والتبارى فى العرى من أجل الوصول لأهدافهن ؛ وهو التحدى الحقيقى أمام أجهزة الأمن المصرية والنايل سات للوقوف فى وجه تلك الهجمة الشرسة من تلك القنوات وأصحابها لأنها لا تقل ضررا وتأثيرا سلبيا فى المجتمع عن المخدرات والإجرام وانتشار البلطجة.