سر الرعب الذى أجبر عبد الحليم على رفض الاستمرار فى الجهاز الجديد كيف استقبل نجوم الزمالك قرار التغيير.. وهل يعود «شيكا» بعد الرحيل إلى تركيا؟ داخل صالة البلياردو فى نادى الزمالك.. أمسك محمد إبراهيم، عضو مجلس الإدارة، ب«أستيكة»، وألقى بنظرة ثاقبة على الكرات الموجودة بالمنضدة، ثم تحدث بطريقة أقرب إلى اللهجة المسرحية: «أنت ممكن تيجى مدير كورة يا كابتن أحمد؟» اندهش الطرف الآخر من السؤال المباغت.. وفرك كفيه قبل أن يستعد لدوره على المنضدة، وداعب أرنبة أنفه التى اختفت تحت شاربه الأبيض، الذى جعل ملامحه أقرب إلى صديق عمره فى الملاعب حسن شحاتة، وهو يقول: «إزاى يا محمد بك؟.. أنت عارف إن كابتن حلمى طولان عمره ما هيوافق على وجود مدير كرة فى الجهاز، وهيعتبر ده تدخل فى اختصاصاته و...»، قاطعه «إبراهيم»: «ومين قالك إنى بتكلم على حلمى طولان يا كابتن أحمد؟». ينحى «عبد الحليم» عصاه جانبا، وقد فغر فاه من فرط الدهشة، ثم تمالك أعصابه، وهو يهمهم «تقصد إيه يا محمد بك؟». يشعر إبراهيم أن الرسالة وصلت إلى محدثه، لكنه أراد أن يسمع تصريحا مباشرا، وهو ما قام به عضو مجلس الزمالك من دون تردد، ونظر فى عينى «عبد الحليم» مباشرة وهو يقول: «حلمى طولان لن يكون له مكان بعد التعادل مع حرس الحدود.. واجتماع مجلس الإدارة فى 21 يناير سيعلن انتهاء علاقته بفريق الكرة رسميا. كان هذا العرض الذى وصل إلى الكابتن أحمد عبد الحليم بمثابة حجر أساس الانقلاب على الجهاز الفنى المخلوع للزمالك، بقيادة حلمى طولان، ولأن النية كانت تتجه إلى تعيين أحمد حسام «ميدو» مديرا فنيا، فإن مجلس الإدارة برئاسة كمال درويش، قرر تعيين مدير كرة يملك شخصية كبيرة ومرموقة مثل أحمد عبدالحليم، مع مدرب عام له خبرات عديدة مثل عبد الرحيم محمد، لقيادة فريق الكرة لعلمهم التام أن «ميدو» وحده لن يستطيع قيادة السفينة نتيجة لصغر سنه، ووجود عدد من لاعبى الزمالك يكبرونه فى السن، وأبرزهم أحمد سمير، وعبدالواحد السيد، ومحمود فتح الله. ورغم أن مجلس الزمالك لم يقرر الاقتراب من عبد الحليم على المدرب المساعد الذى تم تعيينه قبل أقل من شهرين، إلا أن «العندليب» قرر الاعتذار عن عدم الاستمرار فى مهمته مع الجهاز الفنى الجديد بقيادة «ميدو»، لعدة أسباب، أبرزها بالطبع أنه لا يصح أن يكون مدرباً مساعداً فى جهاز يترأسه لاعب يصغره بحوالى 10 أعوام كاملة، ورغم أن عبد الرحيم محمد، وأحمد عبد الحليم غضا الطرف عن هذه المفارقة الحرجة، لاسيما وأن ميدو من عمر أولادهما، إلا أن هناك سبباً خفياً آخر وراء اعتذار عبد الحليم عن عدم الاستمرار فى جهاز نادى الزمالك، يتلخص فى العلاقة المتوترة بين عبد الحليم على وحسام حسن.. والتى أدت لاتخاذ قرار إقالة عبد الحليم من جهاز حسام حسن قبل 3 أعوام، فى وقت يرتبط فيه ميدو بعلاقة أبوية مع حسام، إلى حد أن المدير الفنى الجديد للزمالك لا يرفض طلباً لعميد الكرة المصرية السابق، ما دفع عبد الحليم للفرار من جحيم أى إهانة قد تلحق به، من جراء النصائح التى يسديها حسام إلى ميدو، فكان قراره بالرحيل، مع حلمى طولان، وممدوح المحمدى، فيما استمر أيمن طاهر مدرباً لحراس المرمى، حمادة أنور كمدير إدارى. ورغم أن الأحلام الزملكاوية حلقت فى عالم الخيال مبكرا، بالتعلق بأمل عودة شيكابالا وإنهاء تمرده الذى بدأ مع انطلاق الموسم، واستمر حتى الآن، إلا أن «المتمرد» كان فى تللك اللحظات فى تركيا، لإنهاء التعاقد مع أحد الأندية بالدرجة الأولى هناك، ما يضع مغامرة عودة النجم الأسمر محفوفة بالفشل، رغم إعلان ميدو أنه سيسعى لإعادة أبرز نجوم الزمالك فى العشرين عاما الأخيرة. وفى المقابل.. لم يكترث نجوم الزمالك الكبار بتغيير الجهاز الفنى، لأن علاقتهم به لم تكن سيئة، وما أصابهم بالإحباط هو عدم تقاضيهم لمستحقاتهم المالية منذ فترة طويلة، إلى حد أن لاعباً مثل محمود فتح الله أصبح دائنا للزمالك بمبلغ 5 ملايين و700 ألف جنيه!.. بينما بات قائد الفريق عبد الواحد السيد يفكر جدياً فى الإعتزال نهاية الموسم الحالى، لأسباب عديدة أبرزها أنه لم يعد يشعر بأن الأجواء مهيأة لاستمراره، وتجديد تعاقده فى الزمالك!