تعد «موقعة الختم» كما يسميها أصحابها، هى الأولى من نوعها التى تحدث فى وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، حيث لم تشهد الوزارة من قبل حادثة مشابهة، فطبقا لقوانين الإدارة العامة للتشجير بالوزارة لا يجوز أن يجمع رئيس الإدارة المركزية للتشجير بين منصبه ومسئولية حيازة ختم الهيئة، طبقا للقوانين التى حددتها وزارة الزراعة. المستندات التى حصلت عليها «الصباح»، فإن الدكتور عمرو ربيع، رئيس الإدارة المركزية للتشجير بوزارة الزراعة، احتفظ بختم الإدارة لمدة 15 يوما متتالية، بدأت منذ أن ترك عبدالعزيز حسن عبدالسلام، المسئول عن الختم فى 8 أكتوبر 2013 مسئولية حمل الختم «مُجبرا»، وحتى تسلم الختم بعد 15 يوماً الموظف الجديد محمود أحمد إبراهيم فى 23 أكتوبر الماضى. تقدمت النقابة المستقلة للعاملين بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، بمذكرة إلى الدكتور أيمن فريد أبوحديد، وزير الزراعة، تفيد بأن «عمرو ربيع» رئيس الإدارة المركزية للتشجير، استخدم ختم الهيئة فى إصدار شهادة إدراية لطالب يدعى «Sebastian krieg» -يعمل بمشروع زراعة غابات مستدامة فى المناطق الصحراوية بجامعة ميونخ الألمانية- بالإضافة إلى تصميمه على إصدار شهادة أخرى ولكن بدون اسم، وطلب وضع ختم الإدارة عليها على بياض.
ورفض المسئول عن الختم فى الإدارة طلب رئيس الإدراة، باعتبار أن ختم أوراق على بياض يعتبر «خيانة» للأمانة التى يحملها، فقام رئيس الهيئة بتوجيه بعض الزملاء الفنيين بتحرير مذكرة تفيد أن الختم متداول بالإدارة وبناء عليه يحق لرئيس الإدارة سحبه، وعلى هذا أصدر أمرا إداريا بتاريخ 21/10/2013 لسحب الختم من عبدالعزيز حسن.
إقصاء المسئول وتنشر «الصباح» مستندا لتوقيع رئيس الإدارة المركزية للتشجير بخط يده على شهادة إدارية لطالب ألمانى، وتحمل الشهادة ختم الإدارة المركزية بالإضافة إلى توقيع رئيس الإدارة بخط يده، ورفض المسئول عن الختم طلب رئيس الإدارة، فتم إقصاؤه وتعيين شخص آخر مكانه ليفعل ما يطلبه رئيس الهيئة دون نقاش. ويقول عبدالعزيز حسن، المسئول عن الختم: كنت دائماً متحفظاً على أداء رئيس الإدراة ورفضت أكثر من طلب قدمه لى لأنه كان لا يتناسب مع طبيعة عملى، وعندما عرض علىّ ورقة بيضاء فارغة وطلب منىّ ختمها رفضت لأن ذلك إهانة لشخصى ووظيفتى، فأنا لم أعين هنا لأختم أوراقا بيضاء. ويضيف: تم سحب الختم منى لأننى رجل شريف، وتقدمت بمذكرة إلى الدكتور صلاح هلال، رئيس قطاع الإرشاد، يفيد بأن الختم لم يصبح بحوذتى منذ الساعة الثالثة فى 8/10/2013، وأنه أصبح بحوزة رئيس الإدارة المركزية للتشجير وبذلك أخلى مسئوليتى عن هذه الواقعة.
سحب الختم وطبقاً لقوانين الإدارة المركزية للتشجير، فإن عملية سحب الختم من عبدالعزيز حسن -المسئول عنه- لم تكن لتتم إلا بطرق معينة، حيث قام رئيس الإدارة بتكليف 5 من كبار العاملين بإدارة التشجير بالشهادة زورا على المسئول عن الختم، والذين أكدوا فى شهادتهم أن الختم متداول فى الهيئة، وبناءً عليه يجوز لرئيس الهيئة نقل حيازته إلى شخص آخر يكون أمينا عليه. واتهم السيد عبداللطيف، رئيس النقابة المستقلة للعاملين بوزارة الزراعة، عمرو ربيع, رئيس الإدارة المركزية للتشجير، باستغلال الختم بطرق مخالفة للقانون، مؤكداً أن وجود الختم فى مكتب رئيس الإدارة يحمل دلالات واضحة على استخدامه بطرق غير شرعية. وطالب «عبد اللطيف» بالتحقيق العاجل فى الواقعة خوفاً من استخدام الختم فى مخالفات أخرى بالهيئة أو توقيع عقودات أو تأجير مبان وأراض تابعة للإدارة، وخاصة بعد وجود مسئول عن الختم يفعل كل ما يريده رئيس الإدارة. وليست هذه هى المرة الأولى التى يتولى فيها عمرو ربيع، رئاسة الإدارة المركزية للتشجير، فقد سبق وأن شغل نفس المنصب فى الفترة من 22/1/2011 حتى 6/8/2011، وهى نفس الفترة التى كان فيها وزير الزراعة الحالى الدكتور أيمن فريد أبوحديد، وزيرا للزراعة مما أثار تساؤلات حول علاقة الوزير برئيس التشجير. وقال «عبد اللطيف» إن الوزير الحالى يستغل منصبه فى تعيين أصحابه فى وظائف قيادية بدلاً من أصحاب الكفاءات، حيث اعتمد الوزير على كل من كانوا معه فى وزارته السابقة وهم أنفسهم من كانوا سببا فى فشله. وأضاف أن غياب الرؤية والأفكار الجديدة هو ما جعل أبوحديد يلجأ إلى اتخاذ قرارات عشوائية وتعيين أصحابه فى وظائف قيادية وأيضاً رغبته فى الإطاحة بكل من ينتمى إلى تيارات دينية أو محسوب عليها.