تعرف شيرين؟ شيرين مين.. المطربة أيوة؟ طبعا أعرفها تعرفها كويس؟ أيوة.. طبعا ياعم طب تعرف عنها إيه؟ مطربة صوتها حلو ونجمة يعنى يبقى متعرفهاش. تحب تتعرف عليها بجد، ممكن تقرأ السطور دى طيب يمكن تغير رأيك. حوار تخيلى سريع أجريته مع شخص اعتبارى على أنه من جمهور شيرين عبدالوهاب والمتابعين لحركة الغناء والموسيقى فى مصر حول شيرين بمناسبة صدور ألبومها الجديد «أنا كتير» منذ أيام قليلة، كثيرون هم من يعرفون شيرين عبد الوهاب، ملايين ربما فى مصر والعالم العربى يقدرون قيمتها فى عالم الغناء، لكن قليلين جدا من يعرفون شخصيتها وأسلوب حياتها وإصرارها على النجاح حتى فى أصعب الأوقات، شيرين التى ستتعرف عليها الآن لا تخضع فى طموحها للخطوط الحمراء، لا تحنى رقبتها لمسايرة الموجه، لا تعترف بالمطبات الصناعية التى يفتعلها البعض لعرقلة أحلامها.. طرحت شيرين ألبومها الجديد «أنا كتير» من خلال بوابة شركة «نجوم ريكوردز» التى وقعت لها مؤخرا، نفسها الشركة -المصرية- هى التى اختارتها شيرين للإشراف على إنتاج أعمالها وألبوماتها بعد انفصالها مؤخرا عن شركة روتانا بعد أزمة شديدة وصلت إلى حرب من التصريحات النارية على صفحات الجرائد بعد صدور ألبومها الأخير مع الشركة «إسأل عليا» عام 2012، وذلك بعد قيام الشركة بتنظيم حملة دعاية ضعيفة لم ترتق لمستوى الألبوم ولا اسم صاحبته، فاختارت الانفصال عن الكيان الروتانى بعدما تأكدت أن النوايا ليست صافية تجاها ولا تجاه المطربين المصريين بشكل عام، ولم تجلس وقتها فى المنزل فى انتظار عروض من شركات أخرى على اعتبار أنها شيرين عبدالوهاب، بل قامت على الفور ببدء التحضير لألبومها الجديد وعقدت بالفعل جلسات عمل مع عدد كبير من الشعراء والملحنين الذين اعتادت التعاون معهم لتحضير أغنيات جديدة، وبالفعل بدأت فى تنفيذ وتسجيل تلك الأغنيات إلى أن توصلت لاتفاق مع المسئولين فى شركة «نجوم ريكوردز» لإنتاج ألبوماتها ووقعت العقد بالفعل منذ أشهر قليلة قامت خلالها باستكمال تسجيل الأغنيات والسفر إلى العاصمة الإنجليزية لندن للانتهاء من مرحلة الديجيتال ماستر للألبوم، وطرحت الألبوم صباح يوم 15 يناير تزامنا مع الاستفتاء على الدستور رغم تأكيدها من قبل على الانتظار لما بعد الاستفتاء لطرح الألبوم، المهم طرح الألبوم ويحمل اسم «أنا كتير» ويبدو أن شيرين اختارت تلك الأغنية عنوانا للألبوم فى رسالة واضحة لشركة روتانا التى لم تقدر قيمتها عندما كانت ضمن مطربيها كما لم تقدر قيمة غيرها مثل أنغام التى انفصلت عن الشركة أيضا منذ فترة بسبب المعاملة غير السوية التى تعاملت بها الشركة مع النجوم المصريين طوال السنوات الماضية. وقفت «ثورة التغيير» عنوانا لألبوم شيرين الجديد، ظهر بوضوح نيتها فى التمرد على القالب الروتينى الذى وضعها الجميع به منذ ظهورها، فراحت تغير من جلدها بإدخال أنواع موسيقية جديدة على أغنياتها وهو ما ساهم فيه استعانتها بالموزع الموسيقى توما لوضع توزيعات ثمانى أغنيات فى الألبوم، ولأن الثورات دائما ما تحتمل التأييد والمعارضة فإن كثيرين انبهروا بالتغيير الذى أحدثته شيرين فى شكل موسيقى أغنياتها، بينما اعتبر البعض الآخر أن هذا التغيير جاء سلبيا حيث إنهم أحبوا فى شيرين شكلا غنائيا معين ولم يرضوا عن الشكل الجديد، أما هى فأيقنت أن «تكرار النجاح فشل» لذلك راحت تبحث عن دماء جديدة فجاء تعاونها مع توما وحسن الشافعى وأحمد إبراهيم كموزعين لأغنيات الألبوم عاملا مساعدا ومحفزا لها لاستكمال ثورتها، بينما جاءت أفكار الأغانى من ناحية الكلمات على نفس النمط الذى تميزت به منذ ظهورها وكان لوجود أيمن بهجت قمر وأمير طعيمة ونادر عبدالله وخالد تاج الدين أثر مهم فى احتفاظها بأصالتها فى الغناء خاصة مع عودة التعاون بينها وبين أيمن بهجت قمر من جديد الذى أكد سعادته بالتعاون معها بعد انفصالها عن روتانا التى يرفض التعامل مع أى مطرب متعاقد معها والحادثة الشهيرة لمقاطعته ألبوم عمرو دياب الأخير «الليلة» خير دليل على ذلك، ولا يمكن لأحد أن ينكر أن الألبوم يحمل تنوعا كبيرا فى الأفكار ساهم فيه اعتماد شيرين على هؤلاء الشعراء ومعهم محمد سرحان وأحمد الحبشى، وعلى مستوى التلحين تفوق وليد سعد كالعادة فى صبغ أغنيات شيرين بالأصالة، وكذلك عمرو مصطفى الذى يأخذها دائما بألحانه إلى مناطق جديدة فى صوتها وهو نفس الحال مع ألحان خالد عز ومحمد يحيى.. لتأتى النتيجة النهائية ل«أنا كتير» بنجاح شيرين عبدالوهاب فى التغلب على أزمتها الأخيرة مع روتانا وإثبات أنها مازالت هى نفس المطربة القادرة على صناعة نجاحها سواء بروتانا أو من غيرها لتبقى دائما هى صوت الضمير للأغنية المصرية، ولتثبت بتعاونها مع شركة «نجوم ريكوردز» أن شركات الإنتاج المصرية مازالت قادرة على منافسة الكيان الروتانى حتى لو ضم كل نجوم العالم العربى ولم يبق لنا سوى نجومنا المصريين وخير دليل على ذلك نجاح تجربة «نجوم ريكوردز» مع شيرين ومن قبلها مع محمد حماقى فى ألبومه الأخير «من قلبى بغنى» لتحصد الشركة حديثة النشأة نجاحا ربما غاب عن شركات إنتاج كبرى فضلت الابتعاد والاكتفاء بدور المشاهد للأحداث عن بعد.