جرائم بشعة لم تسلم منها حتى الأحياء الراقية، عصابات تجوب الطرق ليلًا وتقوم باغتصاب أطفال الشوارع بوحشية أقرب للحيوانات.. يترصدون فريسة جديدة كل ليلة للإيقاع بها، لكن عيون الإدارة العامة لمباحث الأحداث كانت لهم بالمرصاد فتوالى سقوطهم واحدًا تلو الآخر. آخر التشكيلات التى سقطت كانت عصابة مكونة من ثلاثة أفراد تخصصت فى استخدام الأطفال فى أعمال التسول ثم الاعتداء عليهم جنسيًا، وهتك عرضهم بمصر الجديدة الذى يعد أحد أبرز الأحياء الراقية فى القاهرة، زعيم العصابة شاب لا يتعدى عمره 30 عامًا مسجل خطر فى العديد من القضايا، اتخذ من مصر الجديدة وكرًا لارتكاب أعمالة الإجرامية. «الصباح» حاورت المتهم محمود شيكو (30 سنة)، الذى روى تفاصيل قصته مع الجريمة بقوله: «خرجت للدنيا فوجدت نفسى وحيدًا فيها ، لم أعرف لى أسرة أو أب أو أم فأنا ابن الشارع بالفعل، هو الذى احتضننى حتى عملت بإحدى الجراجات برمسيس، وكنت أكسب أموالًا معقولة. وعندما بلغ عمرى 15 سنة وجدت أن كل ما أتحصل عليه من أموال يأخذه منى «الريس» الذى يدير الجراج والذى كان يترك لى ما يكفى مأكلى فقط، لهذا قررت التمرد عليه، وقررت أن أصبح شريرًا لكى أستطيع أن أحيا فى هذا المجتمع القاسى.. بعدها تعرفت على صديقى زنجر، وأصبحنا رفقاء فى كل شىء بعد أن تعلمنا النشل، وعندما زادت ثقتنا بدأنا سرقة المواطنين بالإكراه.. وبالتدريج أصبحت مسجل خطر، ومطلوبًا فى كمية من القضايا والمباحث تطاردنى. ويتوقف شيكو قليلًا عن السرد ليسترد أنفاسه، ثم يكمل بوقاحة: «لن أخجل من أن أقول إننا كنا نمارس الشذوذ الجنسى أنا وصديقى حتى أصبحت مدمنًا، بعدها قررت ألا أكتفى به بل بحثت عن آخرين أمارس معهم نفس الفعل، فقررت تكوين عصابة تقوم بجمع أطفال الشوارع.. فى البداية كنت أستخدمهم فى أعمال التسول، وجعلت إحدى حدائق مصر الجديدة وكرا لى، حيث جعلت هناك مكان منامهم، وفى آخر اليوم كنت أقوم بتحصيل الأموال منهم ثم كنت أنتقى من أقوم بممارسة الشذوذ معه وهتك عرضه.. بعدها صارت العصابة كلها تمارس هذ الفعل». ويعترف شيكو بسهولة بأن عصابته هتكت عرض أكثر من 15 طفلًا، وقال إنه كثيرًا ما كان يصادف أطفال شوارع برمسيس أو وسط البلد فيقوم باستدراجهم فى مخازن السكة الحديد ويعتدى عليهم، إلا أن رجال المباحث تمكنوا من زرع شاب وسط عصابته بعد أن تعرف عليه فى رمسيس وأوهمه أنه ترك أهله فى الغربية ولا يجد مكانًا يأويه، ولم يعرف شيكو الذى حااول استغلال الشاب فى عصابته أنه كان مرشدًا متنكرًا لضباط المباحث، وتمكن من دلهم على التشكيل العصابى. أنهى المتهم كلامة قائلًا: « أصبحت إنسانًا معدوم الضمير لأنى لم أجد الحنان الذى كنت أحتاجه كطفل، لذا قررت أن أحرم كل الأطفال منه، وأحب أن أعرفكم أن الشارع به مائة ألف شيكو بس محدش حاسس بحد.» كانت معلومات قد وردت للإدارة العامة لمباحث الأحداث عن قيام شخص يدعى شيكو بتكوين تشكيل عصابى تخصص فى استدراج الأطفال من ميدان رمسيس واستخدامهم فى أعمال التسول ثم قيامه بهتك عرضهم بعد ذلك، ومن خلال إجراء التحريات وجمع المعلومات التى أشرف عليها العميد خالد عبد العزيز مدير الادارة العامة لمباحث رعاية الأحداث بمديرية أمن القاهرة تأكدت صحتها. وبعد تكثيف التحريات ووضع خطة بحث تمكن ضباط المباحث من إلقاء القبض على المتهمين، وبمواجهتهم اعترفوا بارتكابهم الجرائم، كما تعرف عليهم أكثر من 7 أطفال، وأكدوا أنهم من قام بهتك عرضهم واستخدامهم فى أعمال التسول.