سرت تكهنات عديدة منذ تولى «الإخوان» الحكم فى مصر، وحتى بعد خروجهم من المشهد بعد عام واحد، عن مساعى «التنظيم الدولى» لتشكيل «جيش مصرى حر»، على غرار نظيره فى سوريا، وتنامت المخاوف من تحقق الفكرة، مع ضبط كميات كبيرة من السلاح والملابس العسكرية التى تم تهريبها إلى داخل مصر، لكن يبدو أن الفكرة دخلت حيز التنفيذ مؤخرًا وأصبحت الإسكندرية معقلًا لهذا الجيش الإخوانى وتدريباته. مازالت الجماعة الإرهابية تمارس العنف من خلال مجموعات شبابية داخل مدينة الإسكندرية، باعتبارها معقل قيادتهم، حيث تولى رجل الأعمال الإخوانى والمدبر لأعمال العنف بالمدينة مدحت الحداد، مسئولية تكوين جيش حر هناك ضم الطابور الخامس للجماعة، وبعض أعضاء حزب «الحرية والعدالة» من الشباب. ومدحت الحداد، هو الذى يدير الاستثمار الإخوانى فى أوروبا، حيث إنه رفض أن يتولى منصب قيادى بحزب «الحرية والعدالة» فى عهد مرسى، واكتفى بإدارة الاستثمارات وتفعيل دور الحزب والجماعة داخل مدينة الثغر وبمنطقة «الرمل» مسقط رأسه هو وعائلته، وبالتحديد منطقة لوران التى جعلتها أسرة الحداد مركزًا لقيادات الجماعة والحزب من خلال الفيللا ذات الطراز الإنجليزى التى يمتلكها الحداد وشقيقته جهاد الحداد سيدة الأعمال ومنسقة حركة «عفاريت ضد الانقلاب» الإخوانية. جيم الشبان المسلمين البداية كانت منذ أضحى مرسى رئيسًا للجمهورية، حيث وجد الإخوان أنفسهم خارج سياق القانون، وربما ظنوا أن بإماكنهم فعل كل ما يريدونه، وحتى إنشاء ما يُسمى بالجيش المصرى الحر، لذا بدأت الجماعة فى تكوينه فى قلب الإسكندرية، بمنطقة البيطاش، وبالتحديد بجوار بنك «بى أى بى» بشارع الحنفية، فى فيللا تبلغ مساحتها 800 متر مربع تقريبًا، اعتلت واجهتها يافطة مضيئة تحمل اسم «جيم الشبان المسلمين للرياضة». فى البداية كان الدخول، إلى هذا «الجيم» محرمًا، حيث اقتصر على أعضاء الجماعة وحزب الحرية والعدالة، ووضع المسئولون داخل «الجيم» يافطة تحمل تنبيهًا مُفاده أن الألعاب القتالية يدرب عليها الشباب من سن 15 حتى 25 عامًا، وتقتصر على الكاراتيه والكنغ فو. ولكن بعد ثورة 30 يونيو، قاموا بإزالة يافطة «جيم الشبان المسلمين» واستبدلوها ب«جيم الأبطال»، ومع تطور الأحداث، ترددت على الجيم مجموعات ملثمة من الشباب يبدأ تدريبهم، من الساعة السادسة صباحًا، وينتهى فى الحادية عشرة صباحًا على مدار 6 ساعات متواصلة، كما روى لنا أهالى المنطقة. وأضاف الأهالى أنهم كانوا رواد الجيم كانوا يتدربون على الأسلحة البيضاء وقتال الشوارع وبعد التدريب يتجمعون داخل منطقة «الهانوفيل» وبالتحديد بشارعى رضوان وعبدالسلام بالفيللات الأهلية وبصحبتهم القيادى الإخوانى توكل مسعود الأستاذ بجامعة الإسكندرية، والمُلقب ب«مرعب الميادين»، وصاحب واقعة حرق مدرسة العجمى النموذجية أثناء انتخابات برلمان 2005 عندما ظهرت نتيجة الانتخابات البرلمانية بفوز مرشح الحزب الوطنى عبدالمنعم راغب، والذى كان ينافسه على مقعد الفئات وقتذاك. وكان توكل مسعود يظهر عقب صلاة العشاء وسط كم كبير من شباب الجيش الحر الذين نظموا تظاهرة استعراضية فى «برج العرب» مرتدين ال«تى شيرتات» السوداء وملثمى الوجه، واشتبكوا مع قوات الأمن المركزى عقب صلاة الجمعة الماضية أمام مسجد العتيق وألقوا عليهم زجاجات المولوتوف وبعد أحداث الكر والفر اتجهوا إلى منطقة «البحث العلمى» فى برج العرب للتدريب على أعمال العنف بالأسلحة البيضاء والخرطوش ومعهم مدربو الكنغ فو، والكاراتيه الذين يقومون بتدريبهم بالمناطق الصحراوية فى ساعات متأخرة، وبعد انتهاء التدريب ينطلقون فى مسيرات بمساكن 1200 و1040 رافعين علامة «رابعة» مرددين هتافات «السجن مش لرئيس السجن لسيسى خسيس». مركز شباب سموحة فى السياق، رصدت عدسة «الصباح» مراكز الشباب ومراكز «الجيم» التى يتم تدريب بعض العناصر المنتمية للجيش الحر فيها بمنطقة سموحة، وبالتحديد «مركز شباب سموحة الرياضى» الذى يتبع مديرية الشباب والرياضة بالإسكندرية، حيث قام بعض أعضاء المركز بالاعتراض على المجموعة الشبابية التى تذهب للتدرب على الكنغ فو ويرتدون التى شرت الأصفر بعلامة «رابعة» ويقدمون استعراضًا بالزانة والسيف، يوميًا، والغريب مدير المركز منع دخولهم منذ أيام، لكنهم لم يستجيبوا وهددوه بالاعتداء عليه حال إبلاغ الأمن. جيم أفوليونش خلف مدارس النجار يتم التدريب داخل جيم «أفوليونش»، المملوك لقيادى إخوانى، ويبعد الجيم عن مديرية أمن الإسكندرية بنحو 2 كيلومتر، وخلف أرقى المدارس الخاصة بمنطقة سموحة وأمام مساكن المهندسين الاستثمارية. ويضم «أفوليونش»، عددًا كبيرًا من شباب الجيش الحر، ويبدأ تدريبهم بعد صلاة الفجر حتى 8 صباحًا يوميًا، ما دفع سكان المنطقة إلى تقديم شكوى لمدير البحث الجنائى اللواء ناصر العبد، يقولون فيها إن هناك مجموعات ملثمة تتدرب داخل «الجيم» فى أوقات متأخرة ويحملون أسلحة متنوعة بينها أسلحة ثقيلة، كما يتدربون على الألعاب القتالية والرماية بالأسهم. منطقة السيوف وفى منطقة السيوف والتى تتبع دائرة الرمل تدار أعمال التدريب القتالى للجيش الحر على يد البرلمانى السابق الإخوانى مصطفى محمد، والذى كان يقوم بجمع المواطنين إلى ميدان «رابعة» مقابل 100 جنيه للفرد فى اليوم الواحد، وهو الآن منظم تظاهرات الجماعة بدائرة الرمل، ويقوم بتجميع شباب الجماعة بالأرض الفضاء المملوكة لإحدى الشركات القابضة تدريبهم على أعمال القتال واستخدام الأسلحة النارية، على يد مدربين متخصصين. واقعة أخرى قرب قرية «عبدالوهاب»، حيث تتم التدريبات على يد رجل الأعمال وصاحب شركة «حسان للمقاولات» وتاجر السيارات الشهير بمنطقة المندرة، حيث حرر الأهالى محاضر عدة تؤكد أن حسام حسان يدير أعمال العنف والإرهاب بالمنطقة، كما قامت مجموعة من الفتيات المنتميات لجماعة الإخوان بتوزيع نسخ مزورة من الدستور بمنطقة العوايد وأبوسليمان وأبيس، وروجن أن الدستور الجديد مخالف للإسلام. الأمن من جانبه، أكد مسئول أمنى - طلب عدم ذكر اسمه - أن هناك بعض الأماكن التى تم رصدها لتدريب شباب الجماعة الارهابية على أعمال العنف، وبالتحديد بالمناطق العشوائية والقريبة من سجن الغربانيات فى «برج العرب»، وكان لديهم مخطط لاقتحام السجن لكنهم فشلوا، مؤكدًا أنه من المتوقع قيام الجماعات الإرهابية بأعمال عنف قبل الاستفتاء على الدستور، لكن عملية تأمين اللجان تتم بشكل محكم.