من كان يصدق أن تشهد جامعة الأزهر العريقة التى تحتضن كبار العلماء والمفكرين، ويأتيها طلاب العلم من كل مكان فى العالم للتتلمذ على أيديهم، لأول مرة فى تاريخها، وقائع تعدى طالبات الإخوان على الأساتذة داخل الحرم الجامعى، ووصل الأمر إلى التعدى على عميدات الكليات لرفضهن تعطيل الدراسة والامتحانات. «الصباح» التقت عميدات الكليات المعتدى عليهن، وسجلت شهادات حية عن عنف الأخوات داخل جامعة الأزهر. فى البداية سردت الدكتورة سوزان جمال الدين، عميدة كلية التجارة «بنات» بجامعة الزهر تفاصيل التعدى عليها، قائلة: أغلقت مجموعة من طالبات الكليات الأخرى أبواب الكلية الثلاثة فى وجه أعضاء هيئة التدريس ومنعن الدكتورة ليلى شكر من دخول الكلية لإلقاء المحاضرات، بهدف تعطيل الدراسة تحت شعار «إضراب»، وعندما اعترضت على ممارساتهن اعتدين عليها بالضرب، وحين تدخلت الدكتورة نفين محمد، الأستاذة بقسم الإحصاء بالكلية لإنقاذها، عضتها إحدى الطالبات بشكل قاس، كما وقعت اشتباكات بالأيدى بين الأخوات وطالبات الأزهر اللاتى يرفضن الإضراب. وتابعت سوزان: بعد ذلك هاتفتنى الدكتورة ليلى شكر تستغيث بى لمساعدتها على دخول الكلية، فهرولت إليها مسرعة لإنقاذها، فانتزع طالبات الجماعة حجابى بعنف حتى تمزق، وحطمن نظارتى، لذلك حررت الدكتورة ليلى محضرا بالواقعة فى قسم مدينة نصر وشهد على المحضر 5 من طالبات الأزهر اللاتى قمن بتصوير الأخوات حتى يتعرف الأمن عليهن، وللأسف الشديد لم أستطع تحرير محضر نظراً لأننى لم أتمكن من تصوير الأخوات أثناء قيامهن بالتعدى على». وأضافت عميد كلية التجارة بنات: أن بعض الأخوات استخدمن الطبول والمزامير ورددن هتافات مناهضة لرجال الجيش بشكل عام وللفريق أول عبدالفتاح السيسى وشيخ الأزهر بشكل خاص، كما طردن جميع الأساتذة من المدرجات ومنعنهن من إلقاء المحاضرات». وتابعت: أن واقعة إغلاق أبواب الجامعة من قبل الأخوات لم تتكرر مرة أخرى، بعد أن عينت إدراة الكلية فردين أمن إدارى على كل بوابة». من جانبها، قالت الدكتورة نجلاء أمين، عميدة كلية الدراسات الإنسانية، إن عدد طالبات الإخوان داخل الكلية لا يتجاوز 3% من إجمالى عدد الطالبات، وبالرغم من عددهن القليل إلا أنهن شكلن تكوين عصابى داخل الجامعة لضرب الأساتذة بالكراسى لمنعهن من متابعة امتحانات التخلفات، كما منعن زميلاتهن الطالبات من دخول الامتحانات، وحاولن التشويش على الامتحانات ب«الصافرات» و«المزامير» ذات الأصوات الصاخبة، وحاولن تعطيل الامتحانات الشفوية بقسم اللغة الإنجليزية، وحاولن فرض الإضراب بهتافات «إضراب إضراب.. هتمتحن على دم أخوك». وأكدت أن الأخوات يخططن حالياً لمنع الامتحانات داخل جامعة الأزهر بشكل عام، وأعلن الإضراب عن الامتحانات احتجاجاً على ما وصفنه ب«القمع الأمنى» الذى يتعرضن له. وتابعت «نجلاء»: فشلت طالبات الإخوان فى محاولة اقتحام مكتبى والتعدى على، ودار بينى وبينهن نقاش حاد فى محاولة لمعرفة أفكارهن، فوجدتهن يتحدثن بعصبية شديدة، وحاولت احتواء الموقف لكن دون جدوى»، مشددة على إجراء الامتحانات فى موعدها المقرر طبقا للمجلس الأعلى للجامعة. الضحية الثالثة ل«عنف طالبات الإخوان» الدكتورة آمال كامل، عميدة كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر فرع الزقازيق، أكدت أن الأخوات مارسن أعمال عنف داخل الكلية حيث تجمعن منذ أيام أمام المبنى الإدارى بالكلية، ورفعن شعارات «رابعة»، ورددن هتافات ضد الشرطة، واقتحمن عددًا من مدرجات الكلية وحطمن الأبواب والمدرجات، كما اعتدين على العمال والموظفين، إضافة إلى تعديهن بالضرب على كل أى عضو هيئة التدريس يصادفهن فى طريقه، لافتة إلى أنها اضطرت لترك مكتبها وقامت بتصويرهن وهم يعتدين على الأساتذة والموظفين، مضيفة: «كنت أساعد أمن الجامعة فى التعرف عليهن، وفجأة تجمع حولى أكثر من 20 طالبة وقمن بالتعدى على بالضرب وحاولن سرقة هاتفى المحمول حتى يستطعن مسح الصور التى تدينهن، كما وجهن لى وابلا من الألفاظ البذيئة التى يخجل اللسان ذكرها». وأضافت: منذ أسبوعين تعدت طالبات الإخوان على أستاذة بالكلية وهى تلقى المحاضرة، وانتزعن «الجيبة» التى كانت ترتديها عقابا لها على إصرارها على إلقاء المحاضرات ورفضها المشاركة فى الإضراب الذى دعين إليه، وللأسف هؤلاء البنات خلعن برقع الحياء، وكما يقال إذا لم تستح فاصنع ما شئت». من جهته، فجر الدكتور حسين عويضة، رئيس نادى أعضاء هيئة تدريس جامعة الأزهر فى تصريحات خاصة ل«الصباح» مفاجأة من العيار الثقيل، حين كشف عن قيام بعض طالبات الإخوان داخل الجامعة بالتعدى على عميدة إحدى الكليات وتجريدها من ملابسها بشكل كامل، وتصويرها وهى عارية بعد تهديدها باستخدام الصواعق الكهربائية، متحفظا على اسمها لحساسية موقفها تجاه زوجها وأبنائها وأقاربها. وقال عويضة إن هذا الفعل مخطط له مسبقاً من قبل الأخوات، حيث أغلقن فى البداية أبواب الكلية بالجنازير بعد تعديهن على أمن الكلية بالصواعق الكهربائية، وتناوبن ضرب كل أستاذة تتصدى لهن، كما اعتدين على بعض أعضاء هيئة التدريس فى مكاتبهن، واحتجزن أساتذة فى مخازن الكلية وأغلقن عليهن الأبواب إلى أن أستطاع الأمن التصدى لهن، وبعد ذلك اتجهن إلى مكتب عميدة الكلية، ووجهن لها ألفاظا بذيئة ثم انتزعن ملابسها لتصويرها عارية، وتدخل الأمن لسترها ببعض الملابس، وألقى القبض على بعض الأخوات المشاركات فى هذا الفعل الفاحش». وعلق رئيس نادى أعضاء هيئة تدريس الأزهر على «ممارسات الاخوات» بأن الكارثة أن من مارسن تلك الأفعال هن طالبات أزهريات من المفترض أن يتسمن بالحياء والعفاف والأخلاق الحميدة، لافتا إلى أن طالبات الإخوان تخطين كل الحدود. وكشف عن أن بعض الأخوات سرقن مادة الفورمالين من معامل كلية «طب بنات»، وهى مادة قاتلة تستخدم فى حفظ الجثث من التعفن، وألقينها على وجوه الأساتذة لمنعهن من إلقاء المحاضرات، كما حطمت الطالبات جدران مبنى إدارة الجامعة المكون من 4 طوابق، إضافة إلى اشتراكهن فى حرق المدينة الجامعية أكثر من 3 مرات، موضحاً أن ما فعلته الطالبات من عنف وتخريب وتعدى سافر على أساتذة وعمداء الكليات كلها تعد جرائم جنائية، وليست تجاوزات طلابية تواجه بمجالس تأديب. وأشار إلى أن جماعة الإخوان تدفع بالفتيات المغيبات لمزيد من إحداث الشغب والتخريب مقابل حصولهن على مبالغ مالية لتنفيذ مخطط إحراق جامعة الأزهر بأيدى طلابها، حيث تمكنت قوات الأمن من القبض على فتاة حاصلة على دبلوم صنايع داخل الجامعة بحوزتها مبالغ مالية كبيرة توزعها على الأخوات حتى يمارسن بمزيد من العنف والشغب داخل الجامعة. من جهته، استنكر الدكتور توفيق نور الدين، نائب رئيس جامعة الأزهر لشئون الدراسات العليا، تعدى طالبات الإخوان على عمداء الكليات، قائلاً: «للمرة الأولى تشهد الجامعة حالات تعدى الطلاب على الأساتذة، الفتيات أكثر عنفاً من الشباب حيث لم تشهد الجامعة حالة تعدى واحدة قام بها الطلاب على أى من عمداء الجامعة»، لافتاً إلى أن هذا الفعل مجرم دينياً وأخلاقياً، متسائلاً: «كيف يتعدى طالب على أستاذه ومعلمه فالعلماء هم ورثة الأنبياء ومن المفترض أن يكن الطالب كل التقدير والاحترام للمعلم».