إذا كان هناك من يمكن منحه لقب أوسكار أحسن قرار اعتزال.. فإن محمد بركات يستحق هذا اللقب عن جدارة واستحقاق.. ففى نهاية عام 2009، قرر محمد بركات نجم مننتخب مصر وضع حد لوجوده فى المنتخب، بعد أن تبدد حلمه بالتأهل للمونديال على يد الجزائر. ورغم كل الضغوط التى مورست لعدول اللاعب عن قراره،إلا أنه تمسك بموقفه، واكتفى بالاستمرار فى الأهلى، حتى نهاية الموسم الملغى 1012 /2013.. وفشلت كالعادة ضغوط إثنائه عن القرار، رغم مغريات الفوز بدورى أبطال إفريقيا والعودة من جديد لمونديال الأندية.. أنهى الزئبقى مشواره وهو فى قمة التألق، ليقدم نموذجًا ولا أروع فى فن اتخاذ القرار. بدأت مسيرة بركات الكروية فى صفوف الناشئين بنادى السكة الحديد، وتعرض لإصابة بكسر فى الساق كادت تنهى مسيرته، قبل أن يتحدى الظروف، ويعود للملاعب مجددًا لتلتقطه العين الخبيرة فى الإسماعيلى، ويتألق مع الجيل الذهبى للدراويش، ويحصد بطولتى الدورى والكأس ليطير بعدها إلى الاحتراف فى الدورى السعودى وتحديدًا لنادى الأهلى فى موسم 2002 / 2003، وقدم موسمًا مميزًا للغاية، وكان أحد أفضل اللاعبين الأجانب فى الدورى السعودى لينتقل منه إلى نادى العربى القطرى ليزامل الأرجنتينى جابرييل باتيستوتا والألمانى ايفنبرج، لكنه صادف سوء حظ غريب جعله يقدم موسمًا غير موفق على الأقل لدرجة جعلته يؤكد أنه كان يستحق لقب أسوأ لاعب فى الدورى القطرى بموسم 2003 / 2004. وبعدها عاد إلى النادى الأهلى ليبدأ معه مرحلة الانتصارات الذهبية على صعيد الدورى والكأس وبطولة أفريقيا وكأس العالم للأندية، وحصد عدة ألقاب منها أفضل لاعب فى البطولة، وأحسن لاعب إفريقى فى استفتاء بى بى سى، وغيرها من الأرقام التى دونت مسيرته الناصعة بقميص الأهلى، فى الوقت الذى يملك فيه اللاعب رقمًا مميزًا، حيث لم يخسر على الإطلاق فى مواجهاته مع النادى الأهلى ضد نادى الزمالك لدرجة جعلت البعض يؤكد أنه تميمة حظ المارد الأحمر ضد الفريق الأبيض فى السنوات الأخيرة، فيما كان أحد أهم لاعبى الفريق فى فترة البطولات التى حصل عليها مؤخرًا. وعلى صعيد المنتخبات الوطنية فقد كان له دور بارز فى منتخبات الناشئين ومرورًا بالمنتخب الأول الذى حاز معه على لقب بطولة كأس الأمم الأفريقية عام 2006، فى ملعب ستاد القاهرة الدولى، واستمر يمثل المنتخب المصرى فى 70 مناسبة الى أن أنهى مسيرته الدولية بوداع حزين عندما فشل المنتخب فى التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2010 فى جنوب إفريقيا.