من داخل شقة بشارع مصر والسودان فى حدائق القبة تنطلق شرارة البدء لتنفيذ التعليمات والأوامر لتوجيه مسيرات جماعة الإخوان، الرامية لهدم الدولة، بإثار الفتنة ووقف تنفيذ خارطة الطريق، تنفيذًا لتعليمات مكتب الإرشاد بالضغط على الأجهزة السيادية للإفراج عن رموز الجماعة المعتقلين. المسجلون الخطرون والعناصر إرهابية، أصبحوا وجوهًا مألوفة للأمن، فكان على الإخوان الاستعانة ب«أطقم جديدة» كورقة رابحة لتنفيذ مخططاتهم فى اقتحام أقسام الشرطة، وتأمين مسيرات الأخوات وطلاب الجماعة تحت ستار «الدين». جهاز الأمن الوطنى ألقى القبض، بعد الاشتباكات التى شهدتها منطقة الزيتون الأسبوع الماضى، على كل من « حمزة، م» 30 سنة، و«محمود.ا» 25 سنة، و «طارق.ع » 35 سنة، جميعهم يحملون الجنسية الفلسطينية يقيمون بالقاهرة منذ عامين، بعد ثبوت تورطهم فى الأحداث وقيامهم بإطلاق الرصاص الحى والخرطوش على الأهالى وقوات الأمن، وكانت المفاجأة عندما أكدت تحريات الجهاز أن المتهمين الثلاثة استعانت بهم الجماعة، لقيادة المسيرات فى مناطق الزيتون والأميرية وحدائق القبة، مقابل مبالغ مالية كبيرة، وأنهم متشددون لفكر جماعة الإخوان. التحريات كشفت أن المتهمين الثلاثة انضموا للجماعة، وراحوا ينفذون ما يُملَى عليهم من تعليمات مقابل مساعدتهم على المعيشة، وتوفير أماكن للإقامة، فأصبحوا تابعين للجناح العسكرى بالجماعة بعد تدريبهم على التعامل مع الأسلحة الخفيفة والثقيلة، وأنهم كانوا يشاركون فى المظاهرات بمحيط قصر القبة حاملين أسلحتهم لحماية عناصر الجماعة فى حالة حدوث اشتباكات، ويحضرون اجتماعات سرية بأحد القيادات الإخوانية، للتشديد على التعامل بكل عنف مع قوات الأمن التى تشتبك مع مسيراتهم، وكذلك الأهالى - حال اعتراضهم تلك المسيرات. المتهمون يقطنون إحدى الشقق الفاخرة بمنطقة الأميرية، يتعدّى إيجارها الشهرى ألف جنيه، وكان «خالد. ع - 30 عامًا» أحد تجّار السلاح بالزاوية الحمراء هو مصدر السلاح بالنسبة إليهم إذ كان يتقاضى عن كل قطعة سلاح ضعف ثمنها، فيما يتردد على الشقة أحد كوادر الجماعة، لإبلاغهم بالمسيرات المكلفين بالمشاركة فيها وتأمينها، وكذلك مّهم بالمال اللازم لشراء السلاح الآلى والخرطوش. وفى ليلة الأحداث الدامية التى شهدتها منطقة الزيتون، قام الوسيط بين قيادى بالجماعة، وتلك العناصر بإبلاغهم أن مسيرة للجماعة سوف تجوب شوارع الأميرية والزيتون، وأن التعليمات تقتضى اندلاع اشتباكات مع الأمن، و إطلاق الخرطوش، بكثرة، حتى تتردد شائعات أن قوات الأمن تطلق الخرطوش تجاه مسيرات الإخوان، وأن «الداخلية بلطجية»، فطلبوا مزيدًا من الذخيرة لقرب ذخيرتهم على النفاد، وهو الطلب الذى لقى موافقة سريعة فتم دعمهم ب 100 طلقة خرطوش.. وبعد دقائق من بدء المسيرة، اشتبكوا مع الأهالى، وتدخلت قوات الأمن لفض الاشتباكات، فقاموا بإطلاق الخرطوش ولاذوا بالفرار مما أسفر عن إصابة 25 شخصًا من الأهالى و4 من الأمن بطلقات الخرطوش. توصل الأمن الوطنى إلى محل إقامتهم، فتمت مداهمة شقتهم فجرًا، وألقى القبض عليهم، وما زالت التحقيقات مستمرة معهم لمعرفة مدى علاقاتهم بالجماعة، وهل هناك فلسطينيون آخرون متورطون معهم أم لا، وتكثف أجهزة الأمن بوزارة الداخلية جهودها لضبط القيادى المتهم بالإشراف على عملية تجنيدهم بعد أن تمكن من الهرب.