كل شىء مباح لدى الإخوان فى معركة إسقاط الدستور، بداية من اتهامه بأنه دستور علمانى «ضد الدين»، مرورا بنشر الأكاذيب والإشاعات حول من وضعوه، وانتهاء بالسيطرة على عدد من المساجد واستخدامها فى الترويج لمقاطعة الاستفتاء المقبل. هذه هى تفاصيل معركة الاستفتاء على الدستور التى تشهدها الإسكندرية، بعد أن أصبحت قضية الدستور هى الجولة الفاصلة بين القوى المدنية والجماعة فى مباراة تنفيذ خارطة الطريق. «الصباح» رصدت تفاصيل خطة الإخوان وشركائهم خلال عملية التصويت على الدستور الجديد، حيث أوضح لنا أحد المصادر المنشقة عن الجماعة أن التنظيم رصد مبالغ ضخمة لطباعة البيانات المحرضة لمقاطعة الدستور، وأنها بدأت بالفعل فى توزيع بيان على المواطنين فى بعض مناطق الإسكندرية ومنها «الورديان ومتراس ومحرم بك والدخيلة وفيكتوريا والعصافرة وسيدى بشر». «البيان» المشار إليه وصف الجيش المصرى ب«الانقلابى» وشبهه بالجيش الصهيونى، وزعم أن الشهداء سيقومون ب«الدعاء» على كل من سيشارك فى استفتاء الدستور، وأنه «يجب على كل مصرى أن يقاطع الدستور القادم لأنه ضد الدين». ويقول أيمن جيكا، منسق حركة «إرادة» بالإسكندرية، إن الإخوان تحالفوا مع بعض النشطاء المستقلين وبعض العناصر الاشتراكية وأعضاء من 6 إبريل، واتفقت هذه الأطراف على أن ينظموا معا مظاهرات فى الجامعة والشارع السكندرى ضد الاستفتاء، على أن تقوم هذه العناصر الآن بجمع حملة توقيعات لرفض الدستور ومقاطعته. ومن جانبه، يقول مصدر منشق عن جماعة «الدعوة السلفية»: إن الإخوان استعانوا ببعض شيوخ الجماعة من أجل ترويج دعاية سلبية ضد الدستور على المنابر، من خلال عدة مساجد تسيطر عليها الدعوة السلفية، ففى الندوات الدينية بعد صلاة العصر أو صلاة المغرب يتم التحريض على مقاطعة الدستور بحجة أن كل ما فيه مخالف للدين، ومن أهم هذه المساجد مسجد على بن أبى طالب فى منطقة سموحة، ومسجد الفتح فى شارع مصطفى الشيخ، وهو المسجد الذى يشرف عليه محمد إسماعيل المقدم، الشيخ السلفى المرشح للحصول على منصب ياسر برهامى فى الدعوة السلفية، لأن برهامى لم يعترض على الدستور الحالى مما أثار غضب سلفيى الإسكندرية، وتسبب ذلك فى نشوب نزاع حاد بين الدعوة السلفية السكندرية وحزب النور، بعدما أعلن الحزب عن موافقته على الدستور، مما جعل شيوخ الدعوة يثورون ضده، ويحاصرون منزل نادر بكار بالإسكندرية. ومن المنابر الداعية لرفض الدستور فى الإسكندرية أيضا مسجد أم القرى فى الدخيلة، ومسجد أم المستقيم بالورديان، ومسجد الإخلاص بشارع أحمد أبوسليمان، وجامع بلال بن رباح بمنطقة سيدى بشر الذى يسيطر عليه تنظيم الإخوان، ومسجد الجامع الميرى بمنطقة وابور الجاز الذى يقوده الداعية السلفى أحمد الدهينى، هذا بخلاف الشيخ سعيد عبدالعظيم الذى أعلن فى أحد دروسه بمسجد (أولياء الرحمن) فى منطقة الساعة أن «الدستور سيحول فتيات مصر إلى مومسات»، على حد قوله. ومن أساليب الجماعة التقليدية التى عادت للالتزام بيها توزيع المنتجات الاستهلاكية على المواطنين، حيث يقوم الإخوان بتوزيع أنابيب مخفضة الثمن تصل إلى 15 جنيها فى مدينة الحرمين فى المنتزه كنوع من الرشوة للأهالى لمقاطعة الدستور. أما عبدالرحمن الجوهرى، المنسق العام الحالى لحركة كفاية، فقال فى تصريحات خاصة ل«الصباح»: «الدستور يتعرض لحملة تشويه شرسة من قبل جماعة الإخوان بالإسكندرية، فأطلقوا عليه دستور ليلى علوى وإلهام شاهين، وادعوا أنه دستور سيساعد على زواج الشواذ وسيجبر الفتيات غلى خلع الحجاب. كل تلك الافتراءات والأكاذيب اعتدنا عليها من الإخوان، لكن حركة كفاية تستعد بحملة لتشجيع المواطن على المشاركة فى الاستفتاء على ذلك الدستور فالوطن المصرى بعد أن انتزع حقوقه بالدم لن يعود للسلبية مرة أخرى.