سيطرة الكبار على سوق الإعلانات تهدد دراما رمضان بالسقوط مبكرا.. وأزمة «سيولة » فى الفضائيات

ربما لا يشغل المشاهد تفكيره بما دار فى كواليس صناعة الأعمال الدرامية التى يتابعها على شاشة شهر رمضان المبارك، فكل ما يهتم به هو متابعة نجومه المفضلين فى ساعات الاسترخاء بعد الإفطار، لكن خلف تلك الأعمال تبدأ ماكينة ضخمة من البشر فى العمل منذ لحظة انطلاق تلك الأعمال، ولا نقصد هنا مجموعة العمل أو الأبطال وما إلى ذلك، وإنما نقصد القنوات الفضائية التى تقوم بعرض تلك الأعمال والتى تتنافس فيما بينها على الفوز بأكبر نسبة إعلانات تغطى تكاليف شراء تلك المسلسلات وتحقق لها مكسبا ماديا تنتظره القناة من العام للعام على الرغم من أزمة السيولة المادية التى تصيب العديد من القنوات الفضائية التى تأخر معظمها فى سداد بقية المستحقات الخاصة بشركات الإنتاج التى تعاونت معها فى دراما رمضان الماضى، مما يهدد بوجود أزمة حقيقية على أبواب الانفجار، لكن الموسم الرمضانى المقبل والذى بدأت ملامحه فى الظهور مبكراً يحمل بين طياته أزمة شديدة، وهى تلك الخاصة بحجم الإعلانات وصراع القنوات على الفوز بها، خاصة أن بعضها -القنوات- مازالت مدينة حتى الآن لشركات الإنتاج؛ لعدم سداد الأقساط الأخيرة المطلوبة منها لأعمال عرضت على شاشتها.. ويأتى ازدحام الشاشة هذا العام بعدد من نجوم الصف الأول نذيرا بتوقف عدد كبير من شركات الإنتاج عن المنافسة فى ظل القاعدة المعروفة فى الوسط الإنتاجى بأن النجوم الكبار تستحوذ أعمالهم على النصيب الأكبر من الإعلانات، ولا يتبقى للشركات الصغيرة سوى «الفتات الإعلانى»، وهو ما جعل الكثير من شركات الإنتاج تقف هذا الموسم موقف المتفرج فقط، ولا تشارك بأية أعمال جديدة، وقد أعلن عدد من النجوم الكبار خوضهم لسباق الرمضانى المقبل وعلى رأسهم يحيى الفخرانى العائد بمسلسل، ومحمود عبد العزيز وتامر حسنى وأحمد عز وعادل إمام وغادة عبد الرازق وعمرو دياب.
أقل من عشرة أعمال متوقع أن تسحب بساط إعلانات موسم رمضان، خاصة أنها تضم نجوما لهم متابعة كبيرة من الجمهور، وهو ما تدل عليه الأرقام التى حصلنا عليها؛ حيث نجد أن هؤلاء النجوم الكبار السالف ذكرهم هم الأكثر متابعة، وهذا من خلال حجم الإعلانات التى حققتها أعمالهم فى الأعوام الماضية أثناء عرضها على شاشات القنوات الفضائية، حيث حقق عادل إمام فى مسلسل «العراف» ما يقرب من 31 مليون دولار فى جميع شاشات عرضه داخل مصر وخارجها، بينما حقق يحيى الفخرانى بمسلسل «الخواجة عبد القادر» فى رمضان قبل الماضى 29 مليون دولار، وحقق مسلسل «آدم» لتامر حسنى 2 مليون و100 ألف دولار، وغادة عبد الرازق فى «حكاية حياة» 850 ألف دولار، نظرا لعرض المسلسل على قناة واحدة حصريا داخل مصر فى رمضان هى cbc، ومحمود عبد العزيز فى «باب الخلق» حقق مليونا و600 ألف دولار، وينتظر أيضا عودة النجم نور الشريف إذا قرر خوض التجربة هذا العام ليدخل فى السباق، خاصة أنه حقق نسبة إعلانات فى «خلف الله» وصلت إلى مليون و800 ألف دولار.. أما أحمد عز العائد هذا العام بعد أربع سنوات بمسلسل يحمل اسم «إكسلانس»، فقد حقق مسلسله الأخير «الأدهم» 4.5 مليون دولار.. كل الأرقام السابقة هى نتيجة إعلانات الأعمال الدرامية فى مصر وخارجها، وهو ما يؤكد أن المنافسة الإعلانية هذا العام سوف تكون على أشدها، خاصة مع تواجد كل هؤلاء النجوم فى موسم واحد بالإضافة للنجم الكبير عمرو دياب، الذى من المتوقع أن ينافس بقوة على تورتة الإعلانات هذا العام.
وعن صراع المعلنين على هذه الأعمال كان لنا حديث مع بعض خبراء الإعلان والذين أكدوا لنا أن القنوات بالفعل تبحث قبل كل شىء عن العمل المتكامل من نجم وقصة وإخراج لكى يستطيع جذب الجمهور، لذلك فهى تصارع من أجل عرض أعمال هؤلاء النجوم لما لهم من تاريخ معروف، ويعتبر إضافة لأى عمل يشاركون به فى السباق، لكن المعلن أيضا يظل يبحث عن العمل الأكثر مشاهدة من أجل تحقيق الهدف من إعلانه وهو الوصول لأكبر نسبة من المتلقين.