«الحجاب والحرية الشخصية» قضية لها تاريخ طويل مع المجتمع المصرى، تفاقمت بشكل واضح مع صعود التيار الإسلامى لسدة الحكم، حيث أقبلت العديد من الفتيات على خلع الحجاب كنوع من الاحتجاج على واقع أراد فصيل سياسى فرضه على جموع الشعب المصرى، باعتبار أن غطاء الرأس ليس فرضا بل هو حرية شخصية، ولكن الأمر وصل حاليا إلى ظهور فتوى تركية بجواز صلاة الفتيات دون حجاب مما دعا العديد من الفتيات المصريات إلى تبنى هذه الفتوى والمساعدة على انتشارها عبر مواقع التواصل الاجتماعى، تحت زعم أنه «لا يوجد نص قرآنى يلزمنا بالحجاب أثناء الصلاة». تركيا ما زالت ولا تزال صاحبة سبق الفتاوى المثيرة للجدل، فمن قبل أصدر أحد شيوخها فتوى تجيز الاستعاضة عن الحجاب بالشعر صناعى «الباروكة» وهى الفتوى التى وجدت فيها الفنانة صابرين حلا لمشكلة عملها السينمائى. ومؤخرا، أصدر الدكتور محمد نور دوغان، عضو هيئة التدريس بجامعة إسطنبول التركية، فتوى تجيز أداء الصلاة 3 مرات فقط فى اليوم عن طريق «دمج» بعض الصلوات. ومن جهة أخرى، أفتت هيئة الشئون الدينية التركية بجواز استخدام الصائم خلال نهار شهر رمضان «لاصقا طبيا» يفقده الشهية للتخفيف من شعوره بالجوع والمشقة طوال اليوم، وأجازت فتوى تركية أخرى أيضا للمرأة أن تضرب زوجها، شريطة أن يعتدى عليها بغير حق، وذلك من منطلق «الدفاع عن النفس»! وأخيرا وليس آخرا أجازت الدكتورة معلا سلجوك، عميدة كلية الشريعة فى أنقرة وعضوة المجلس الأعلى التركى للدين، من إمكانية الصلاة للنساء ورءوسهن مكشوفة كما أن بإمكانهن تلاوة القرآن أو الاستماع إليه بالشكل نفسه، وقد دعمت وسائل الإعلام والأوساط العلمانية (التركية) موقف البروفسيورة «سلجوك» واعتبرته «انفتاحا إصلاحيا فى الدين»، على الرغم من أنها أبدت رأيها المذكور فى موضوع الصلاة بلا حجاب دون تدعم ذلك بآيات قرآنية أو أحاديث نبوية شريفة. «الدين يسر وليس عسر».. بهذه الكلمات بدأت رحاب أحمد، طالبة، حديثها معنا مبررة صلاتها دون حجاب بقولها: «مبدئيا أحب أوضح أنى ارتديت الحجاب منذ كان عمرى 12 عاما وللأسف ارتديته مجبرة بضغط من أهلى، وأول ما جاءتنى الفرصة أن أخلعه فعلت هذا، حيث إننى أخذت بفتوى تركية تجيز خلع الحجاب لأن غطاء الرأس ليس فرضا أصلا، فالحجاب الغرض منه ستر عورة المرأة ومفاتنها وبالقياس فشعر المرأة غير مُفتن وبالتالى إذا كان شعرى غير مفتن للبشر العاديين، فما الداعى لارتدائه وأنا بين يدى الله؟»، حسب قولها. أما دعاء كامل فترى أن «الصلاة هى علاقة العبد بربه ولا حق لأى مخلوق أن يتدخل بها، «فأنا حرة أن أصلى بالشكل الذى يحلو لى، مع العلم أنه لا يوجد نص فى القرآن ينهى أو يحرم الصلاة بالملابس الضيقة واستبدالها بالفضفاضة وبالتالى فإن غطاء الرأس ليس فرضا فى الصلاة وهذا هو ما اعتمدت عليه تركيا فى فتواها». «لو الفتوى غير صحيحة لست أنا من يتحمل وزرها»، بهذه الحجة تصلى سالى راضى دون حجاب، وذلك انطلاقا من مبدأ أن هذه فتوى صدرت من جهة دينية مسلمة وبالتالى حتى لو كانت خاطئة فلا تحمل هى وزرها. وعن الأسباب التى تمنعها من ارتداء الحجاب أثناء الصلاة تقول: «أنا أساسا غير محجبة بل خلعت الحجاب منذ سنة تقريبا إضافة إلى أننى أعمل طوال اليوم فوجدت أن الصلاة بدون حجاب أفضل من عدم الصلاة أساسا، ولكننا للأسف مجتمع يعشق التنظير على الفاضى والمليان». وتعليقا على ذلك، يقول الداعية الإسلامى الدكتور سالم عبدالجليل: «الزى الشرعى للمرأة فى الصلاة هو كل لباس ساتر لجميع بدنها عدا الوجه والكفين، ولابد أن يكون واسعا فضفاضا، بحيث لا يحدد شيئا من أعضائها، إذا كان عدم الحجاب أو عدم التستر لظروف قهرية، فمن الممكن أن تصلى حينئذ على حالها، وصلاتها صحيحة ولا إثم عليها. أما وإن كان عدم الحجاب أو التستر لأمور عادية فلا يجوز لها الصلاة على هذه الحال، وإذا صلت حينئذ فصلاتها باطلة، وهى آثمة أيضا، وعليه فإن على المرأة وهى فى الصلاة أن تستر جميع بدنها، مع الإشارة إلى وجود خلاف بين العلماء بشأن تغطية الوجه والكفين». وردا على أن غطاء الرأس ليس فرضا وبالتالى الصلاة بدون حجاب جائزة يقول الشيخ سالم: «القرآن عندما قال «(وليضربن بخمرهن على جيوبهن) والخمار هو غطاء الرأس، ألزم المرأة بتغطية شعرها لأنه فتنة إضافة إلى تغطية أكتافها وصدرها، وأنا أنصح الفتيات اللاتى يصلين بدون حجاب أن يكففن عن هذا الفعل، وعليهن التوبة إلى الله من ذلك، والشروع فى الإكثار من الأعمال الصالحة».