ما أجمل صورة الوسط الفنى عندما يطالع جمهوره أخبارًا أصبحت خلال الفترة الماضية شبه دائمة بالقبض على أحد نجومه، والتهمة دائمًا «حيازة مخدرات» وليس لخلاف مادى مثلا بين الفنان وشركة إنتاج؛ أصبحت الصحف والمواقع الإلكترونية تطالعنا أسبوعيًا - تقريبًا - بخبر القبض على الفنان فلان الفلانى؛ فلم يمر أكثر من شهرين على خبر إلقاء القبض على الفنان الشاب أحمد عزمى فى شرم الشيخ وبحوزته 5 جرامات من مخدر الكوكايين، بالإضافة لعدد من أصابع «الحشيش» إلا وتخرج علينا وسائل الإعلام الأسبوع الماضى بخبر إلقاء القبض على الفنانة الشابة دينا الشربينى فى شقة بالزمالك وبحوزتها «تذكرة كوكايين»، واعترفت فى تحقيقات النيابة بأنها كانت دائما التردد على تلك الشقة لشراء مستلزماتها من الكوكايين؛ كل ذلك قبل أن يتم تحرير محضرى «سُكر» و «كسر حظر تجوال» للفنانة انتصار بصحبة ثلاثة رجال كويتيين منذ أيام قليلة.. إذن فهناك علاقة خاصة بين الفنانين والمخدرات التى طالما تسببت فى فقدان الكثير من النجوم لبريقهم بسبب الإدمان، ومنهم أمثلة كثيرة على رأسها الفنان الكبير سعيد صالح الذى اعترف أكثر من مرة بأن إدمانه للمخدرات كان سببًا فى تراجع نجوميته خاصة مع قضائه فترة طويلة للعلاج من الإدمان؛ وكذلك الفنان الراحل حاتم ذو الفقار، والذى تم القبض عليه أكثر من مره بتهمة تعاطيه الهروين، وحكم عليه بالحبس سنة، الفنانة ماجدة الخطيب أيضًا كانت ضمن القائمة وألقى القبض عليها فى عام 1986 لحيازتها للمخدرات، وتم الحكم عليها بالسجن لمدة عام، والفنان مجدى وهبة، ونيفين مندور التى ظهرت فى فيلم «اللى بالى بالك» ، وأيضا قضية ياسمين شقيقة الفنانة زينة، والفنانة رانيا يوسف التى تم ضبطها بمواد مخدرة أكدت وقتها أنها تم تلفيقها لها من طليقها.. وأيضًا فاروق الفيشاوى الذى اعترف بتعاطيه للمخدرات منذ عدة سنوات .. وعن تأثير المخدرات السلبى على نجومية الفنان ومشواره وتراجع أسهمه لدى الجمهور الذى يرى دائمًا فى نجمه المفضل صورة إيجابيه؛ كان لنا حديث مع عدد من النقاد لمعرفة رأيهم فى تلك الظاهرة؛ وكانت البداية مع الناقد السينمائى الكبير طارق الشناوى الذى اقتبس مقولة موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب «المخدرات توقف الإبداع؛ والفنان دائمًا فى حاجة للنشاط من أجل إبداعه »؛ وأكد الشناوى أن «السُكر» والمخدرات تؤثر على الفنان بشكل سلبى؛ وفى النهاية هو من يضر نفسه عندما تصبح قدراته ضعيفه خاصة أن الصورة الذهنية عند الجمهور تختلف، وأتمنى أن يتسامح الجمهور مع دينا وأحمد عزمى لأننى متحمس لهما جدًا وهما مازالا فى مقتبل العمر . ويتفق معه الناقد عصام زكريا الذى يرى أن المخدرات تؤثر بالطبع على حياة الفنان لكنها لم تقتصر على الفنان فقط، فالمجتمع به فئات كثيرة تتعاطى المخدرات ، فالمشكلة فى تأثيرها على الصورة العامة للفنانين ليس فرد بعينه، فالجمهور يعتقد أن الوسط الفنى كله على هذا الشكل دون تمييز.. ويضيف زكريا أن تعرض الفنانين للتعاطى له أكثر من سبب منها وجود الفلوس والشهرة التى تحدث لأصحاب الشخصيات السطحية خلل نفسى، ومنهم من يعتقد أنها تعطيهم نشاط للحفاظ على قدرتهم الإبداعية . فيما تخالفهم الناقدة ماجدة خير الله الرأى حيث أكدت أن الفنان قادر على أن يعود مثل الأول، فالأمر يتعرض له أى فرد فى المجتمع، وطالما هناك استعداد للعودة سيعود دون التأثير على صورته أمام الجمهور؛ مستعينة بأمثلة للفنان فاروق الفيشاوى وأحمد زكى اللذين لم يتأثرا بهذا الموضوع ، فالمخدرات تتوقف على تيمة الشخص وإرادته للعودة مرة أخرى لأنها تجربة من الممكن أن يتعرض لها نتيجة مروره بأزمة نفسية.