تحولت سرقات الأعمال الفنية الأجنبية إلى صداع فى رأس الجمهور، ولم تعد تقتصر على اقتباس قصة فيلم أو مسلسل بل صارت عملية نسخ للفيديو كليب إن لم يكن مسخًا على حد قول النقاد. المشكلة أن سرقة الفيديو كليبات الأجنبية وتعريبها يتورط فيها العديد من المطربات بدءًا من نوال الزغبى وإليسا حتى هيفاء وهبى والتى فاجأنا ب «برومو» فيلم «حلاوة روح» وهو للأسف نسخة طبق الأصل من إعلان شهير للمطربة مونيكا بيلوتشى حيث تم عرضه على الشاشات منذ عامين، وقد شاهدت العملين وحاولت أن أرصد نقاط التشابه والاختلاف فوجدت أننا إزاء عملية سطو فنى مسلح يقوم بنقل التفاصيل وطريقة التصوير والموسيقى، مع تغييب الإبداع ولا أعرف كيف وقع المخرج فى هذا المأزق، فالاختلاف الوحيد بين الكليبين هو مشهد النهاية حيث تسرب مونيكا بيلوتشى العصير، بينما تكتفى هيفاء بإشعال السيجارة وطوال الفيديو الذى تصل مدته إلى دقيقتين ونصف الدقيقة، يلتزم المخرج بنفس الخط الدرامى من تجمع الرجال حول هيفاء أو لقائها بغريمتها، وتتبع دقات كعبها على الطرقات الحجرية، بينما ظهر فى الخلفية صلاح عبدالله فى دور الموظف وباسم السمرة ومحمد لطفى حيث يأتى كل واحد منهم من اتجاه مختلف. كما أن التمادى فى هذه الكارثة سيصيب الإبداع بالتصحر، ولن يصبح الفن حلاوة روح بل يمكن أن نقول «يا روح ما بعدك روح».